«الحظيرة 7» متحف نمساوي يحتضن طائرات نادرة

في الطرف الجنوبي الغربي للنمسا، وعلى مشارف منحدرات جبال الألب البافارية الجميلة، تستلقي مدينة سالزبورج الوادعة. وعلى أحد أطرافها، ينتشر سهل أخضر عامر بالأشجار والغابات، واحتلّ مطار المدينة النشيط مساحة واسعة منه. ويعود النشاط المحموم لهذا المطار لكون مدينة سالزبورج واحدة من الوجهات السياحية المتميزة التي يقصدها النمساويون وجيرانهم الألمان للتمتع بجمالها، كما أن هذا المطار، يضم أيضاً جناحاً للطيران الرياضي يعرف باسم “الحظيرة7” (Hngar7)، يتضمن مجموعة من الطائرات النادرة يمتلكها الملياردير “دايتريش ماتيشيستز” صاحب ومؤسس شركة “ريد بول” الشهيرة. ولا يكاد يكون للنمساويين ندّ أو نظير في عشقهم للطيران الرياضي. ومن يقف على أسوار مطار سالزبورج، يلاحظ كثرة الطائرات الرياضية الصغيرة التي تقلع أو تحطّ على مدرّج جانبي خاص بها من دون توقف؛ وهي أشبه بالفراشات البيضاء التي تحوّم في الحقول. ويفسّر المحللون تعلّق النمساويين بهذه الرياضة، وبحبهم للمخاطرة، وجموحهم غير المحدود للتمتع بمباهج الحياة. ويضم “متحف الحظيرة7” نوادر الطائرات الرياضية الكلاسيكية والحديثة بالإضافة للطائرات المروحية وبعض السيّارات التي سبق أن استخدمها فريق “ريد بول” في السباقات الشهيرة فيما مضى. ويعود تاريخ انطلاق بناء “الحظيرة7” إلى عام 2001 واستضافت عند انتهائها في صيف عام 2003 مهرجان سالزبورج للفنون الشعبية والعديد من الفعاليات الأخرى قبل أن تتحول إلى متحف للطائرات النادرة. وتم تصميم “الحظيرة7” بطريقة هندسية مبتكرة. فهي تتألف من قبّة واسعة ترتفع من نقطة المركز الواقعة في وسطها 14.5 متر عن سطح الأرض، وهي مدعمة بالقضبان المعدنية ومغطاة بصفائح خفيفة من الألياف الكربونية وذات جدران وبوابات زجاجية أنيقة تحقق الرؤية البانورامية لمدرّجات مطار سالزبورج. ويبلغ مجمل وزن الزجاج المستخدم في بناء الجدران والبوابات 300 طن، فيما بلغ وزن الصفائح الفولاذية التي تحمل الألواح الزجاجية 1200 طن. والحظيرة7 مفتوحة أمام الزوّار مجاناً ومن دون دفع أي رسوم، وكثيراً ما تتحول جدرانها الزجاجية إلى مساحات لعرض اللوحات الفنّية لكبار التشكيليين النمساويين. وتشتهر “الحظيرة7” أيضاً بمطعمها الفاخر “إيكاروس” الذي استأثر بمشاهير الطبّاخين من أمثال الشيف ويتزيجمان ومساعده الشيف رولاند تريتل. وكثيراً ما ينظم المطعم دعوات لأشهر الطبّاخين العالميين الذين يأتون من اليابان والصين والشرق الأوسط وأميركا للإشراف على إعداد الأصناف الغريبة من الأطعمة والمأكولات. وتضم “الحظيرة7” أيضاً مجموعة من الطائرات التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية وأعيد ترميمها وإعدادها للطيران؛ وهي الآن بحالة جيدة ولا تتوقف عن الاشتراك في الاستعراضات الجوية المتكررة التي يشهدها مطار سالزبورج.