الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تشييع شهداء ذكرى النكبة في لبنان وسوريا

تشييع شهداء ذكرى النكبة في لبنان وسوريا
17 مايو 2011 01:01
شيع الفلسطينيون في لبنان أمس عدداً من الضحايا الذين سقطوا امس الأول، على الحدود اللبنانية برصاص إسرائيلي خلال تظاهرة في الذكرى الـ 63 للنكبة، وسط أجواء من الحزن والحداد والغضب. وارتفع عدد الذين استشهدوا في إطلاق النار الاسرائيلي في بلدة مارون الراس الحدودية، إلى احد عشر شخصاً، بعد أن توفي فلسطيني ليلا متأثرا بجروحه في مستشفى بنت جبيل في جنوب لبنان. وفي مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور، شيع الآلاف الشاب محمود محمد سالم (17 عاما)، وسط هتافات “لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله” ، و”يا شهيد ارتاح، ارتاح، نحن نواصل الكفاح”. وسار المشيعون وسط إطلاق نار كثيف في الهواء، من داخل المخيم إلى جبانة صور، حيث ووري الثرى، وسط زغاريد النساء وبكائهن، ووسط نثر الأرز والورد. وفي المخيم، لا تزال اللافتات الخاصة “بمسيرة العودة إلى فلسطين، معلقة. وفي مقدمة موكب التشييع، رفعت جنباً إلى جنب أعلام حركتي “حماس وفتح” والأعلام الفلسطينية. وقال زياد زيداني، وهو استاذ مدرسة، انه يشعر أن العودة الى فلسطين اليوم باتت فعلًا “أقرب من أي وقت مضى”، وذلك نتيجة “حصول المصالحة الفلسطينية، فالوحدة ظاهرة بين الناس، والمصالحة هذه المرة جدية”. ورأى زيداني أن المسيرة التي تمت امس الاول، من كل المخيمات الفلسطينية في اتجاه الحدود الهدف منها التركيز على “أهمية حق العودة وإظهار ذلك للعالم”، مضيفاً “كان لا بد من التنظيم اكثر، لكن الحماس والاندفاع أدى إلى ما أدى إليه”. وقال عصام مرعي وهو موظف في دار أيتام من جهته “كان هناك قرار اسرائيلي بإطلاق النار على المتظاهرين ولو لم يفعلوا شيئاً. بالإضافة الى ذلك، كان هناك حماس كبير من الشباب عندما راوا الحدود”. ومعظم القتلى في العشرينيات وما دون، ولا يعرفون فلسطين إلا من اخبار ذويهم واجدادهم. في مخيم البرج الشمالي، تم تشييع الشاب محمد سمير الصالح (16 عاما). وقال فرج جمال، وهو صيدلي في الخمسين من عمره، انه شارك في المسيرة مع افراد عائلته، وان ابنه البالغ من العمر عشر سنوات فقط ركض حتى “الخط الفاصل وعاد ليخبرني، ففرحت معه ولم اؤنبه، بل شجعته”. وأضاف “هذه المرة، جاءت سلمية، لكن المرة المقبلة، ستكون بالسلاح”. في مخيم عين الحلوة، اكبر مخيمات لبنان، في مدينة صيدا المجاورة، حيث تم تشييع ثلاثة شهداء، هتف المشيعون “عالقدس رايحين، شهدا بالملايين”. وأقفلت كل المؤسسات التجارية والتربوية في المخيمات التي أعلن فيها الحداد. ورفعت لافتة كبيرة في مخيم عين الحلوة كتب عليها “فلسطين تستحق دماءنا. هنيئاً لكم الشهادة”. وواكب عشرات المسلحين التشييع الذي حضره السفير الفلسطيني في لبنان عبدالله عبدالله. وقال مسؤول حركة “حماس” في لبنان علي بركة “إننا نحمل جيش الاحتلال المسؤولية عما جرى من سفك دماء، ونعتبرها مجزرة ضد عزل”، مضيفاً “لم يستخدم احد في الجانب اللبناني من الحدود أي سلاح باستثناء الحجارة”. وقال بركة “إنها مجزرة مفتعلة داخل الاراضي اللبنانية”، مطالباً “الحكومة اللبنانية بالتدخل الفوري لطلب محاكمة مجرمي الحرب”. ووزع في بيروت بيان صادر عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونزوا) شجب فيها مفوض الاونروا فيليبو جراندي ما حدث من مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في عدد من الدول. وقال جراندي “إنني اشجب عمليات القتل التي طالت اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومرتفعات الجولان المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأضاف “إن هذه الأحداث المؤسفة تبين مرة أحرى هشاشة الوضع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون الذين نقوم على خدمتهم. كما أنها تشدد على ضرورة الحاجة للتوصل الى حل عادل ودائم مستند الى قرارات الأمم المتحدة لمحنة شعب عانى من غياب الدولة ومن النفي والطرد طيلة ثلاثة وستين عاماً”. وعبر عن خشيته من أن “الفشل في ذلك لن يؤدي الا الى مزيد من عدم الاستقرار والمزيد من الخسائر في الأرواح”. وفيما عاد الهدوء تماما أمس الى بلدة مارون الراس، سجل تحليق طيران إسرائيلي كثيف في كل اجواء الجنوب. وقالت متحدثة عسكرية في تل أبيب إن الحدود “كانت هادئة خلال الليل”. ولا تزال الشرطة الإسرائيلية تقوم بعملية تفتيش من منزل إلى منزل في قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة قرب الحدود شديدة الحراسة مع سوريا. وشيعت جماهير محافظة القنيطرة السورية أربعة شهداء من مستشفى الشهيد ممدوح أباظة الى مخيمات اللاجئين في دمشق وخان الشيح الذين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذكرى النكبة.
المصدر: بيروت، دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©