الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عودة عائلات جيش لبنان الجنوبي من إسرائيل تصطدم بعقبات

عودة عائلات جيش لبنان الجنوبي من إسرائيل تصطدم بعقبات
15 نوفمبر 2008 03:54
فجر أحد أيام يونيو قرر بشارة رزق العودة الى وطنه القريب البعيد، اجتاز حقل ألغام ثم قفز فوق سياج شائك لينتقل من اسرائيل الى لبنان، وفرحة العودة انسته الجروح التي اصيب بها اثناء عبوره السياج· بشارة ابن الرابعة والعشرين لجأ الى اسرائيل في مايو 2000 اثر الانسحاب المفاجئ للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بعد احتلال دام 22 عاماً· يومها كان في السادسة عشرة وغادر مع والده المقاتل في ''جيش لبنان الجنوبي''، الميليشيا التي كان يقودها انطوان لحد وتمولها وتسلحها اسرائيل· بعد مغادرته بلدته القليعة الحدودية ووصوله الى اسرائيل عمل بشارة في مصنع، أما ذووه فاعتاشوا على غرار سائر العناصر السابقين في الميليشيا من مخصصات الحكومة الإسرائيلية· ويقول الشاب العائد ''لطالما اردت العودة الى لبنان''· ولكن هذه العودة كانت على حد قوله محفوفة بخطر تعرضه لعمليات انتقامية بسبب ارتباط والده بميليشيا لحد· حوالي 6500 لبناني، غالبيتهم من المسيحيين اقاموا في شمال اسرائيل اثر الانسحاب، ولكن 2700 فقط لا يزالون هناك، على ما اوضح مطران حيفا والأراضي المقدسة للموارنة بولس صياح· واسرائيل ولبنان في حالة حرب رسمياً، والكثير من العائدين من اسرائيل الى لبنان تعرضوا للسجن اثر عودتهم الى بلدهم بتهمة ''التعامل مع العدو''· ويؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور ان هؤلاء اللبنانيين ''يتمتعون في اسرائيل بكافة حقوق المواطنة باستثناء حق الانتخاب· يستفيدون من الضمان الاجتماعي ويعملون حيثما يحلو لهم· ويمكن لمن يريد منهم ان يحصل على الجنسية الاسرائيلية''· ولكن المطران صياح الذي يساعد الراغبين بالعودة الى لبنان على تذليل صعوبات العودة، يؤكد ان ''غالبيتهم لا يريدون البقاء في اسرائيل، انهم يتأقلمون بصعوبة· مخاطرة رزق بحياته للعودة الى بلده تبين كم يعاني البعض هنا''· مي من جهتها عادت الى القليعة مع أولادها الاربعة بعد شهر واحد من فرارها مع زوجها وأولادها الى اسرائيل· وتقول هذه اللبنانية (45 عاماً) التي تفضل عدم الكشف عن اسمها الكامل ''لو كنت اعيش في الجنة لما كنت سأكون مرتاحة· لقد اضطررت الى ترك منزلي وجنى عمري في لبنان''· وجيش لبنان الجنوبي الذي كان يضم نحو 2500 رجل، شكل اثر انشقاق وحدة من الجيش اللبناني عن القيادة في 1976 خلال الحرب الاهلية (1975-1990) وانبرى يقاتل الميليشيات الفلسطينية واللبنانية المناهضة لاسرائيل· وتعرف هذه القوة ايضا باسم ''جيش لحد'' نسبة الى قائدها انطوان لحد، الضابط السابق في الجيش اللبناني الذي يقيم حاليا في اسرائيل· وكان الامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله هدد عشية الانسحاب الاسرائيلي الذي جرى في 24 مايو 2000 عناصر جيش لحد في خطاب بث مباشرة على التلفزيون بـ''ذبح'' عناصر ميليشيا لحد ''داخل بيوتهم'' و''في اسرتهم''، ما اثار الهلع في نفوس هؤلاء ففروا الى اسرائيل· ولكن نصر الله عاد لاحقا ليطمئن هؤلاء ويقول لهم إن ''حزب الله'' سيعاملهم معاملة الاب لابنه· واثر الانسحاب الاسرائيلي، لم تسجل ردود فعل انتقامية واسعة النطاق في جنوب لبنان· ومنع القضاء اللبناني عودة مقاتلي جيش لبنان الجنوبي الى ديارهم لسنوات لتجنب حصول توترات· ولم ينس الكثير من اللبنانيين سجن الخيام حيث كان جيش لحد يعتقل مئات اللبنانيين والفلسطينيين الذين بحسب منظمة العفو الدولية كانوا ''يتعرضون منهجياً للتعذيب وسوء المعاملة''· ويؤكد محمد صفا مدير مركز الخيام لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب انه من الصعب على ضحايا التعذيب ان يروا مجدداً سجانيهم، على غرار هذا الرجل ''الذي يقطن قرب سجانه السابق''· ويقول صفا ''في كل مرة يمر أمام منزله يتذكر فترة سجنه· هذا الامر لديه اثر نفسي عميق عليه''· وبحسب المطران صياح فان العائلات اللبنانية تبقى في إسرائيل ''خشية تعرضها لأحكام قاسية'' لدى عودتها وكذلك بسبب ''الوضع الاقتصادي في لبنان، بينما هم يعملون في اسرائيل''· ومنذ عودته لم يجد بشارة رزق عملاً وهو يعتاش على معونات أقربائه ولكنه يؤكد انه ''غير نادم ابدا'' على العودة· ويقول ''في اسرائيل الحياة جيدة ولكنه في النهاية مجتمعهم وليس مجتمعنا''·
المصدر: القليعة-لبنان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©