دينا محمود (لندن)
كشفت وثائق جديدة أُميط عنها اللثام في الولايات المتحدة النقاب عن أن النظام القطري قدم خلال الشهور الماضية أموالاً لمنظمة أميركية تتولى تنظيم حملات لدعم الجيش الإسرائيلي، وإفساح المجال أمام كبار ضباطه للالتقاء بشخصيات نافذة في أميركا، وذلك في سياق الجهود المحمومة التي يبذلها للتقرب من صقور اليهود الأميركيين، في مسعى لاستجداء دعمهم في غمار الأزمة المتفاقمة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
وجاء الكشف عن الفضيحة الجديدة، في ثنايا المستندات التي قدمها المستثمر اليهودي الأميركي من أصل سوري جوزيف اللحام لوزارة العدل في واشنطن، بهدف تسجيل نفسه كـ«عميل أجنبي ممثل لقطر»، وذلك بعدما افتضح أمر عمله سراً لحشد الدعم لـ»نظام الحمدين» خلال الشهور الماضية، دون استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة للعمل بهذه الصفة. وأشارت المستندات إلى أن اللحام أقر في إطارها بدفع 100 ألف دولار إلى منظمة «جنودنا يتحدثون»، التي تتولى تنظيم رحلاتٍ لعسكريين ورجال شرطة إسرائيليين رفيعي المستوى إلى الولايات المتحدة، بهدف تحسين صورة قوات الاحتلال وشرطته، أمام الرأي العام الأميركي، والجهات الفاعلة على صعيد عملية صنع القرار. وتتباهى المنظمة على موقعها الإلكتروني بأنها تتولى خلال كل فصلٍ دراسي، تسفير نخبةٍ من الضباط المُفعمين بالنشاط في الجيش والشرطة الإسرائيليين إلى أميركا، وذلك من أجل تقديم إحاطات سياسية جوهرية في الجامعات الرئيسية، وكذلك إلى أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين.
ومع توالي كشف مزيد من تفاصيل ما بات يصفه محللون بفضيحة «اللحام - جيت»، واصل عددٌ من أبرز الداعمين اليهود لإسرائيل في الولايات المتحدة، النأي بأنفسهم عن النظام الحاكم في الدوحة. فبعد إعلان جوزيف اللحام نفسه قبل أسابيع قطع صلاته بالنظام القطري وشنه هجوماً ضارياً على سياساته، اتخذ «مورتون كلاين» رئيس المنظمة الصهيونية لأميركا الذي زار قطر قبل شهورٍ خطوةً مماثلةً، وقال إنه لم يكن يعلم أن الـ 100 ألف دولار التي حصل عليها مقابل زيارته للدوحة جاءت من النظام. وقال إنه كان سيعيد تلك الأموال أو يرفض الحصول عليها، إذا ما كان قد عَلِمَ سلفاً بأنها قطرية المصدر.
وأوضح موقع إخباري أن الأموال التي أنفقها اللحام لترتيب زياراتٍ مثل هذه، كانت جزءاً من قرابة 1.45 مليون دولار تلقاها من قطر مقابل الخدمات التي أسداها لها، في ضوء صلاته القوية بمتبرعين للحزب الجمهوري الأميركي، وشخصياتٍ سياسيةٍ متنفذةٍ في الولايات المتحدة. وشملت قائمة الشخصيات عبر شركة «اللحام»، «مايك هاكابي» المتنافس السابق على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي، والذي أثبتت الوثائق حصوله على 50 ألف دولار ثمناً لزيارة قام بها قبل شهور للدوحة، وأعقبها بتغريدة أغدق فيها بالمديح الزائف على «إمارة السخرة».
عدد اليوم
