الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الحصاد العربي في بطولة آسيا للشباب يدق ناقوس الخطر

الحصاد العربي في بطولة آسيا للشباب يدق ناقوس الخطر
15 نوفمبر 2008 02:32
نفرح بالطبع، لأننا تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم التي تقام في مصر العام المقبل، ونفرح لأن الأبيض الشاب قدم من العروض، ما أكد به تأهله عن جدارة واستحقاق، ونفرح لمستوى لاعبينا، والروح التي تحلوا بها طوال المنافسات، والتي كانت خير عون لهم في هذا المحفل الصعب والقاسي، والذي شهد اختبارات بالغة الصعوبة للأبيض الشاب، تجاوزها جميعاً، حتى أعلن تأهله للمونديال وتحققت الآمال· لكن هذه الفرحة لا تمنع الغصة على الواقع الكروي العربي، بعد أن أصبح الأبيض الشباب هو المنتخب الوحيد عن آسيا الذي يحمل مشعل العروبة في المونديال القادم، ومن بين سبعة منتخبات عربية شاركت في نهائيات كأس آسيا التي تختتم في السعودية الجمعة القادم، لم يتأهل إلى كأس العالم سوى منتخبنا، فيما خرجت بخفى حنين منتخبات اليمن والعراق وسوريا ولبنان والأردن، وأخيراً الأخضر السعودي الذي ودع البطولة من الدور ربع النهائي بعد الخسارة أمام ''الأبيض الشاب''· هذه الظاهرة تستحق وقفة للاقتراب أكثر وأكثر من واقع الفرق العربية، ولاشك أنه بقدر ما أسعدنا أن نتأهل لكأس العالم، فقد أحزننا أن نكون وحدنا من عرب آسيا، ومن كافة البلدان العربية والخليجية في القارة الصفراء، ندرك أن حلمنا عربي، ولا يرضينا فقط أن نكون وحدنا على الساحة، وبقدر ما ننظر لأنفسنا، فنحن مهمومون بالأشقاء، وبالكرة العربية التي نحن جزء منها· وقبل الحديث عن أسباب المحصلة العربية في البطولة، لابد أن نستعرض أولاً هذه المحصلة، والتي قدم أفضلها بعد الأبيض الشاب، المنتخب السعودي الشقيق، الذي شاءت القرعة أن نلتقيه في دور الثمانية، وكان لابد أن يستمر فريق واحد فقط، ودانت النتيجة لمنتخبنا الذي وصل بعد مواجهة الأخضر للنقطة الـ12 بعد أن حصد العلامة الكاملة قبله· ويعد المنتخب السعودي أفضل المنتخبات العربية في البطولة بعد الأبيض، حيث جمع في الدور التمهيدي 7 نقاط، وصعد للدور ربع النهائي عندما احتل المركز الثاني في المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن اليابان، وقدم الأخضر الشاب أداءً جيداً، وعابته بعض الأخطاء التي رافقت لاعبيه، وخاصة الدفاع وحراسة المرمى، وهي أخطاء أكد الجهاز الفني إمكانية تلافيها فيما بعد، قبل أن يخسر الفريق أمام الأبيض الشاب بهدف ويودع البطولة من دور الثمانية· وفي نفس المجموعة تواجد المنتخب اليمني الشقيق، ولكنه ودع البطولة من دورها التمهيدي، دون أن يحقق فوزاً واحداً، واكتفى بدور الحصالة للفرق الأخرى، فخسر من اليابان، والسعودية، وإيران· ومثل حال اليمن لم تحقق ثلاث فرق عربية أخرى أي انتصارات بالبطولة، هي وسوريا ولبنان والأردن، والأول تواجد في مجموعتنا ''الثانية''، أما اللبناني فقد لعب في المجموعة الثالثة، وحل فيها رابعاً بلا رصيد من النقاط، وتلقت شباكه أعلى رصيد من الأهداف في الدور التمهيدي، بعد أن مني مرماه بـ12 هدفاً في المباريات الثلاث التي لعبها، وعلى ذات المنوال سار الفريق الأردني الذي لعب في المجموعة الرابعة، وحل رابعاً فيها بثلاث هزائم· وإن كان من عذر للفريقين اللبناني والأردني، قياساً بحداثة التجربة، فإن الفريق السوري، صاحب الصولات والجولات في هذه البطولة يستحق وقفة، خاصة أنه من الفرق التي تقدم مستويات جيدة بالرغم من الظروف السيئة التي مر بها، وأهمها استبعاد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سبعة من لاعبي الفريق في النهائيات لعدم وصول أوراق الإثبات الشخصية الخاصة بهم في الوقت المحدد، قبل أن يسمح في المباراة السابقة بمشاركة واحد منهم، هو عمر السومة الذي سجل هدف الفريق أمام العراق· وكان منتخب سوريا قد تأهل للنهائيات الآسيوية بعد تصدره فرق المجموعة الثالثة، حيث فاز على قطر 1-0 ثم تعادل مع طاجيكستان 1-1 قبل أن يحقق انتصارات سهلة على تركمانستان 3-0 وبوتان 13-·0 ويحمل منتخب سوريا سجلاً مميزاً في البطولة، بعدما بلغ المباراة النهائية عام 1988 قبل أن يخسر أمام العراق بركلات الترجيح، كما بلغ الدور قبل النهائي عام ،1990 ثم نجح في إحراز اللقب عام 1994 بعدما تغلب على اليابان في المباراة النهائية· وتواصلت إنجازات الفريق في البطولة، حيث بلغ الدور ربع النهائي عام 2002 ثم الدور قبل النهائي عام 2004 حيث خسر أمام الصين· ويبقى المنتخب العراقي الذي لعب في مجموعتنا والذي يعد ثالث أفضل الفرق العربية بالبطولة، بعد أن جمع ثلاث نقاط فقط من الفوز على سوريا في المباراة الثانية بالدور التمهيدي، وكان الفريق قد نال قبل ذلك هزيمة من الأبيض في الافتتاح، ثم خسر آخر مبارياته أمام كوريا الجنوبية، قبل أن يودع المنافسات· هذه المحصلة تعني أن إجمالي ما جنته الفرق العربية باستثناء منتخبنا والسعودية والعراق، كان صفراً لأربعة منتخبات أخرى، هي سوريا واليمن والأردن ولبنان، وهذه المحصلة بالطبع لابد أن تدق ناقوس الخطر للاتحادات العربية، لتبحث عن مواطن الخلل وتعالجها، أملاً في غد قادم أفضل إشراقاً للكرة العربية التي نريد لها كل الخير· مدربو الفرق العربية الخمسة باستثناء منتخبنا والأخضر، وضحوا أسباب المشكلة قبل أن يودعوا السعودية، كل من وجهة نظره، فهناك من يرى أن الإمكانيات قد تعوق أي فريق عن تحقيق طموحاته في حال عدم تواجدها، وهناك من يرى ضرورة وجود استراتيجيات ثابتة للفرق السنية، وبرامج متصلة لا تتوقف تارة وتسير أخرى، وهناك من يعزو ذلك إلى عامل الخبرة الذي لم يسعف اللاعبين· الجمعة مدرب سوريا: استبعاد 7 لاعبين أهم أسباب الخروج الدمام (الاتحاد) - أكد محمد الجمعة مدرب المنتخب السوري أن الظروف التي مر بها فريقه في البطولة، كانت سبباً رئيسياً في خروجه المبكر، ويقصد بذلك موقف الاتحاد الآسيوي الذي استبعد 7 من لاعبيه دون أسباب مقنعة، بحجة أن أوراقهم الثبوتية ليست كاملة، بالرغم من أن الاتحاد السوري كان قد أرسلها بالفعل، ووصف هذا الأمر بأنه كان بمثابة الكارثة التي قصمت ظهر الفريق، خاصة وأن اللاعبين السبعة، بينهم أربعة لاعبين أساسيين، وحتى عندما وافق الاتحاد الآسيوي على مشاركة لاعب منهم، هو عمر السومة، كان الوقت قد انتهى وجاء اللاعب على عجل من سوريا، وشارك بعد يومين من مشاركته في مباراة هناك في الدوري السوري، ومعلوم أن مثل هذه النهائيات المباراة الواحدة فيها تساوي الكثير، وفي أول مباراة وبرغم ما نعاني خسرنا من كوريا الجنوبية بهدف في الوقت القاتل، وكنا بشهادة المتابعين فريقاً جيداً ومتماسكاً، وحقق الكوريون الفوز علينا بشق الأنفس· أضاف أنه في المباراة الثانية أمام العراق، دفع الفريق ثمن الأخطاء الدفاعية، وقال: مباراة العراق كان المستوى فيها متقارباً، خاصة في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي·· لعبنا جيداً ولكن مدافعينا لم يكونوا في أفضل حالاتهم، خاصة أن الهدفين جاءا نتيجة أخطاء دفاعية· أضاف: بعد الهدف الأول فتحنا اللعب وانطلقنا نحو الهجوم، وهذا الأمر فتح المزيد من المساحات أمام اللاعبين العراقيين لاستخدام الهجمات المرتدة التي جاء منها الهدف الثاني·· وبعد الهدف الثاني سيطر الإحباط على لاعبينا، وسنحت لنا عدة فرص في الدقائق الأخيرة لم نستفد سوى من واحدة· أما عن مباراته مع الأبيض الإماراتي، فأشار إلى أن الأمور عندها كانت قد حسمت على مقعد ذهب للإمارات، وبقي الثاني بين كوريا والعراق وخرجنا نحن من الحسابات تماماً، وكانت المباراة تحصيل حاصل، وكان طبيعياً أن نخسر في مباراة لا أمل لنا بعدها، كما أن الفريق الإماراتي وهو جيد جدا لعبها هو الآخر وقد تخلص من كل ضغوطات حسابات التأهل· حكيم شاكر: الإعداد كان ضعيفاً والدعم لا يكفي الدمام (الاتحاد) - يرى مدرب منتخب العراق حكيم شاكر أن ضعف الإعداد كان السبب الرئيسي وراء خروج المنتخب من الدور التمهيدي وعدم تحقيقه النتائج المأمولة، مشيراً إلى أن فريقه هو الوحيد مع المنتخب اللبناني الذي لم يشارك في أي دورة دولية استعداداً للبطولة، واكتفى بعدة مباريات لم تكن كافية وحدها لإعداد اللاعبين لمثل هذا التحدي الكبير· أضاف أن الفريق لم يحصل على الدعم الكافي من الاتحاد المحلي، وأنه كمثال لواقع الحال لم يحصل على راتبه منذ تسعة أشهر، وبالرغم من ذلك قدم فريقي شيئاً ما خلال مباريات الدور التمهيدي ولعبنا جيداً، وحصلنا على ما نستحق·· الظروف من خلال عدم الاستعداد الجيد وعدم توفر الدعم المالي قادتنا إلى الخسارة، لم نكن جاهزين لمواجهة فرق مجموعتنا التي ضمت كوريا الجنوبية والإمارات وسوريا· وأضاف: فريقي يمتلك خامات ممتازة وكنت أتمنى أن يستمر اللاعبون معاً من أجل تكوين فريق المستقبل الوطني· كما أشار حكيم إلى أن الحكام كانوا من العوامل التي ساهمت في إقصاء الفريق مبكراً، حيث تم طرد لاعبين في أول مباراة، مما ساهم في الخسارة، وبالطبع الخسارة في أول مباراة تكون لها انعكاساتها على اللاعبين، وعلى الجميع· أسامة صقر: الخبرة لم تسعف لاعبي لبنان الدمام (الاتحاد) - أكد أسامة صقر مدرب المنتخب اللبناني أن ضعف الخبرة لدى اللاعبين، كان من أهم أسباب ما واجهه الفريق في البطولة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى لفريقه التي يشارك فيها في هذه النهائيات، ووقع في مجموعة صعبة، ضمت منتخبات كوريا الشمالية بطلة البطولة السابقة، والصين، وطاجكستان، والبطولة عامة كانت قوية، وقد بذلنا غاية جهدنا، ولكن الخبرة لم تسعف اللاعبين، خاصة وأنهم لم يحظوا بالإعداد الكافي لخوض منافسات كتلك تضم مدارس كروية كبيرة ومتنوعة· وأشار مدرب لبنان إلى أن فريقه حاول وسعى كثيراً لتحقيق نتائج طيبة، ولكن النتائج لا تتحقق بالأماني فقط، وإنما تحتاج إلى إعداد خاص وترتيبات وبرامج قد تستمر سنوات، وفريقنا لم يستعد الإعداد الذي يوازي بطولة بحجم تلك البطولة، بينما بقية المنتخبات الأخرى خاضت معسكرات داخلية وخارجية، وشاركت في بطولات دولية، البطولات بحاجة إلى ثمن وخبرة، ومستقبلاً سيكون هذا الدرس حاضراً· أحمد عبد القادر: لم نكن محظوظين مع الحكام الدمام (الاتحاد) - قال أحمد عبد القادر مدرب المنتخب الأردني: كان لابد في النهاية أن تصعد أربعة منتخبات فقط لنهائيات كأس العالم، والبطولة كانت قوية جداً، والمنتخب الإماراتي يستحق التأهل، ليس فقط للنتائج التي حققها، ولكن لأنه استعد للبطولة جيداً، وعلى حد علمي من فترة طويلة، والمجموعة التي يضمها من اللاعبين، وضح أن بينها تجانساً وانسجاماً كبيرين بحكم علاقتهم ببعضهم من سنوات، ولابد أن نعلم أن مثل هذه البطولات تحتاج إلى برامج إعداد ضخمة، وبرغم أننا حاولنا أن نقارع فرق مجموعتنا، سواء استراليا أو أوزبكستان أو تايلاند، إلا أن محاولاتنا ذهبت سدى، خاصة أننا لم نكن محظوظين إطلاقاً مع الحكام، الذين ساهموا بشكل أو بآخر فيما حدث لنا· أضاف أن هناك أيضاً عدداً من الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها اللاعبون، وكانت سبباً في الخسائر التي لحقت بالفريق، وأنه على الرغم من تنبيهه الدائم على اللاعبين بعدم الوقوع في هذه الأخطاء، والتركيز على علاجها خلال التدريبات، إلا أن اللاعبين كانوا يكررون الوقوع فيها، وأنا هنا لا أحمل اللاعبين المسؤولية، وإنما هي مشتركة، وأرى أن خبراتهم المحدودة مقابل الخبرات الكبيرة لبقية الفرق هي السبب، كما أن الدور التمهيدي شهد خروج فرق أخرى عريقة وصاحبة تاريخ· مدرب اليمن: مجموعتنا كانت الأقوى الدمام (الاتحاد) - ساق عبد الله الفضيل مدرب المنتخب اليمني جملة من الأسباب للإخفاق العربي في البطولة، على مستوى المحصلة العامة، حيث أشار إلى أنه باستثناء الإمارات التي تأهلت إلى كأس العالم والسعودية التي خرجت من دور الثمانية، لا يمكن القول إن المشاركة العربية حققت الطموحات· أضاف أن مثل هذه البطولات تحتاج إلى إعداد مناسب، يتواصل بعد مرحلة الناشئين، والمشاركة في العديد من المباريات الدولية مع مدارس متنوعة تشبه المدارس التي ستواجهها في البطولة· وقال إن خروج فريقه جاء أولاً لصعوبة المجموعة التي لعب فيها والتي يمكن القول إنها كانت أقوى المجموعات، حيث ضمت معنا ثلاثة منتخبات جميعها كانت مرشحة ليس فقط للتأهل إلى كأس العالم، وإنما أيضاً للفوز باللقب، وهي اليابان والسعودية وإيران، كما أن الحكام تحاملوا علينا في أكثر من موقف، وقد حاولنا وبذلنا قصارى جهدنا ولم يسعفنا الحظ· أضاف أنه سيودع التدريب للمنتخبات بعد عودته إلي بلاده، وسيدرس عروض عدد من الأندية التي طرحت عليه في الفترة السابقة، لأنه يريد الاستقرار مع أسرته·
المصدر: الدمام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©