الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طائرات تجارية تعمل بالوقود الحيوي خلال ثلاث سنوات

طائرات تجارية تعمل بالوقود الحيوي خلال ثلاث سنوات
15 نوفمبر 2008 02:15
أصبح بإمكان الطائرات التي تعمل بالوقود الحيوي أن تنقل الملايين من الركاب والمسافرين إلى جميع أنحاء العالم في خلال فترة لا تتعدى ثلاث سنوات وفقاً لما ذكرته شركة بوينج الأميركية المصنعة للطائرات مؤخراً· وذكر دارين مورجان خبير البيئة في الشركة أن مجموعته باتت تتوقع المصادقة الرسمية على استخدام الوقود الحيوي في موعد قريب· ومضى يقول: ''سوف يتم استخراج الشهادة في وقت أقرب مما يعتقد الجميع، والآن فإننا نعتقد أن الموافقة على الاستخدام التجاري لمختلف أنواع الوقود الحيوي سوف تتم في وقت يتراوح ما بين ثلاث أو خمس سنوات وربما في موعد أقرب من ذلك· واستطرد مورجان إلى أن الطائرات لن تحتاج إلى إجراء أي نوع من التطوير أو التعديلات حتى تتمكن من العمل بمزيج من الوقود الحيوي مع الكيروسين· وعلى كل فإن الحصول على مواد مصنعة كافية لمقابلة الطلب في الصناعة سوف تمثل الحاجز الأكبر الذي يقف عائقاً أمام استخدام الوقود الحيوي بأحجام كبيرة وفقاً لما ذكرته شركة بوينج· وعلى سبيل المثال فإن عملية تزويد كامل الأسطول العالمي الذي يبلغ تعداده 13 ألف طائرة تجارية بالوقود المستخرج من فول الصويا يحتاج إلى تكريس مساحات بحجم كامل الأراضي الأوروبية من أجل إنتاج فول الصويا· إذ يقول مورجان: ''إن الأمر لا يحتاج مطلقاً إلى تغييرات تكنولوجية فيما يتعلق بالمحرك أو هيكل الطائرة وإنما يختص بمدى وفرة هذه الأنواع من الوقود الحيوي''· وإلى ذلك فإن شركة بوينج تتوقع أن تتمكن من تشغيل الطائرات بنسبة 30 في المائة من مزيج الوقود الحيوي، كما تعتقد أيضاً أن يصبح بإمكانها العمل بهذا المزيج بنسبة 100 في المائة في موعد لاحق ولكنها ذكرت أنه لا توجد كميات كافية من الإمدادات لصناعة ظلت تستهلك 85 مليار جالون من الكيروسين في كل عام· وفي هذه الأثناء فقد استمرت شركات الخطوط الجوية تجري التجارب على الوقود الحيوي إلى جانب شركة بوينج ومنافستها التقليدية شركة إيرباص الأوروبية بدعم من الشركات المصنعة للمحركات بمن فيها شركة رولز رويس البريطانية، وكان ويلي والش المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية قد وصف التجربة التي أجرتها مؤخراً شركة فيرجن اطلانتيك بالتعاون مع شركة بوينج بأنها مجرد ''عرض بهلواني للعلاقات العامة''· وهو الأمر الذي دعا السير ريتشارد برانسون للرد عليه بحدة محذراً من أن صناعة الطيران سوف تتراجع إلى الوراء متى ما سادتها مفاهيم كتلك التي يحملها مستر والش· ولكن شركة الخطوط الجوية البريطانية ما لبثت أن انضمت إلى شركة رولز رويس في تعاون يهدف إلى إجراء دراسة معمقة في مجال مكونات الوقود البديل· علماً بأن شركة ايرفرانس - كيه ال ام الأكبر في العالم من حيث حجم الإيرادات قد عبرت أيضاً عن مساندتها لاستخدامات الوقود الحيوي· أما الجماعات الناشطة في مجال البيئة مثل جمعية أصدقاء الأرض فقد ذكرت من جانبها أن صناعة الطيران سوف يتعين عليها أولاً أن تتجه إلى تقليل أعداد الرحلات قبل أن تتحول إلى استخدام أنواع الوقود الحيوي· كما حذرت أيضاً من أن الفوائد المجتباة من أنواع الوقود البديلة ما زال لم يتم التأكد منها بعد، إذ يقول توني بوسورث الناشط المتخصص في مجال النقل في جمعية أصدقاء الأرض ''لاتزال هنالك شكوك حقيقية بشأن ما إذا كانت أنواع الوقود الحيوية تنطوي على الاستدامة وستسهم بمعدل مقدر في خفض انبعاثات التغير المناخي· وكذلك فإن الجيل الثاني من الوقود الحيوي ما زال لم يبرهن على جدواه الحقيقية''، وعلى النقيض من ذلك يرى المدافعون عن الوقود الحيوي أنه يتناسب إلى حد كبير مع الاحتياجات البيئية وذلك لأن مكوناته تعمل بكفاءة على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون في الأجواء وبشكل سيؤدي لا محالة إلى موازنة كميات ثاني أوكسيد الكربون التي يتم انبعاثها كنتيجة لاحتراق الوقود· وعلى النقيض من ذلك يدعي المعارضون لاستخدام الوقود الحيوي أن إنتاجه سوف يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء كنتيجة لاستغلال المزيد من الأراضي الزراعية التي كان من الأولى أن يتم تكريسها لانتاج المحاصيل والحبوب الزراعية بالإضافة إلى تسببه في زيادة عمليات تجريف التربة والتخلص من الأشجار في الغابات· (عن صحيفة الجارديان البريطانية)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©