الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: إمدادات النفط العالمية تبدأ في التراجع

محللون: إمدادات النفط العالمية تبدأ في التراجع
15 نوفمبر 2008 02:11
على الرغم من أن أسعار النفط بدأت في التراجع وبسرعة عن مستوياتها القياسية بالقرب من 147 دولاراً للبرميل يوليو الماضي فإن الأجزاء الأخرى من الصورة العامة ما زالت تتسم بالغموض· فالبحث عن مصادر الطاقة الرخيصة أخذ يزداد صعوبة يوماً بعد يوم· ويعتقد بعض المحللين أن إمدادات النفط العالمية سوف تبدأ في التراجع والانخفاض في موعد ليس ببعيد· أما الطلب من الاقتصادات الواعدة في الصين والهند بات من المرجح أن يستمر الى ارتفاع بينما شرعت الدول المنتجة من روسيا وحتى أميركا الجنوبية والشرق الأوسط في تأميم إنتاجها من الطاقة· وفي نفس الأثناء فإن التقدم الذي يتم إحرازه في تطوير موارد الطاقة البديلة ما زال يتسم بالبطء الشديد بينما تواجه بعض أنواع الوقود الحيوي التي تعتمد في إنتاجها على الذرة والمحاصيل الزراعية الأخرى انتقادات وتحديات اقتصادية وبيئية بالغة الشراسة· وفي وسط هذه الدوامة استمرت جموع المستهلكين تطالب بحلول سريعة لمشاكل الطاقة مثل ارتفاع أسعار الجازولين في ظل صعوبة إن لم يكن استحالة إحداث تغيرات سريعة في مسائل مثل استبدال النفط بالوقود الحيوي· وبالنسبة لانخفاض الأسعار فإن السوق قد تكفل بنفسها فيما يبدو في تحقيق هذه الرغبة، إلا أن الطفرة الأخيرة في الأسعار قد كشفت بجلاء عن عدم وجود استجابة واضحة للسياسات خاصة في الولايات المتحدة الأميركية· إذ يشير أندرو بوش الأستاذ في جامعة كليرمونت في ولاية كاليفورنيا والمتابع لقضايا الطاقة الأميركية الى أنه أصبح من الصعوبة بمكان الوصول الى اتفاق عام بشأن أولويات الطاقة على المدى الطويل في الولايات المتحدة الأميركية أو عالمياً· ومضى يشرح وجهة نظره قائلاً لا يوجد حتى اتفاق بين الخبراء بشأن خطة طويلة المدى سواء كانت خطة خمسية أو أقصر فترة من ذلك بشأن الأولويات في مجال الطاقة· وأعتقد أن جزءاً من المشكلة يكمن في أن مسائل الطاقة لديها ارتباط وثيق بالمشاكل البيئية وذلك لأن الجماعات الناشطة في حماية البيئة ظلت ترفض وتعارض جميع الخيارات المتاحة لتحسين وضع الطاقة في الولايات المتحدة مثل الاعتماد على الفحم أو حفر المزيد من آبار النفط أو حتى استخدام الطاقة النووية· ولما كانت الولايات المتحدة تستهلك حوالي ربع الإنتاج العالمي من الطاقة فإن هذا الأمر لابد له أن يدلي بتأثيراته على كامل الساحة العالمية· وكذلك فإن مسألة التوصل الى حلول طويلة الأمد بشأن استخدامات الطاقة وترشيدها ما زال ينطوي على جملة من التباينات والاختلاف· ففي أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تأتي مسألة الإمدادات والأمن في صدارة أجندة مشاكل الطاقة بينما تجد أن الأولويات في معظم الأنحاء الأفريقية والآسيوية على العكس من ذلك تنحصر في تحسن الظروف المعيشية وتوفير وقود الطبخ والتدفئة ووسائل النقل الأساسية· ويذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد حدد العام الماضي سقفاً يهدف لاستخدام 10 في المائة على الأقل من الوقود المستخدم في قطاع النقل بحلول عام ·2020 وعلى الرغم من أن بعض المنظمات قد أعربت عن مخاوفها من أن مثل هذه المساعي سوف تسهم في المزيد من ارتفاع أسعار الأغذية فإن الاتحاد الأوروبي مستمسكاً فيما يبدو بهدفه معللاً ذلك بأن تشجيع استخدام أنواع الوقود الحيوي المناسبة من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف الى خفض تكاليف الطاقة اللازمة لإنتاج الأغذية بحيث يؤيد بالتالي الى توفرها في الأسواق· بل إن بعض المحللين يشيرون الى أنه وعلى المدى الطويل ومع إجراء المزيد من البحوث وإنفاق الاستثمارات فإن الوقود الحيوي الذي يعتمد في إنتاجه على البيوماس الذي لا يستخدم كغذاء من شأنه أن يصبح بديلاً فعالاً للنفط والغاز التقليدي· أما بالنسبة للنفط نفسه فقد أعرب بعض المحللين عن تفاؤلهم مشيرين الى أنه لا يوجد أحد حتى الآن بإمكانه التنبؤ بالموعد الذي سيصل فيه العالم الى نقطة الذروة في الإنتاج النفطي والتي سيبدأ فيها الإنتاج العالمي في التراجع والانخفاض· وكما يقول رالف سيمز المحلل في وكالة الطاقة الدولية ما زالت هناك كميات هائلة من النفط تحت الأرض ولم يتم اكتشافها بعد، وعلى سبيل المثال توجد احتياطيات هائلة بالقرب من سواحل البرازيل كما أن بإمكان التقدم التكنولوجي أن يسمح لنا بمزيد من الحفر في أعماق البحار · أما ديفيد هوبز المدير العام لإدارة البحوث في شركة كامبريدج لبحوث الطاقة فقد أشار من جانبه الى أن الطفرة التي شهدتها أسعار النفط في هذا العام قد جعلته أكثر تفاؤلاً بالمستقبل لأن ذلك من شأنه أن يحث السياسيين والقطاع الخاص على العمل بجدية في إنتاج بدائل الطاقة· لذا فمن المؤكد أن انخفاض أسعار النفط على المدى القصير لن تشجع واضعي السياسات على البحث عن هذه البدائل على المدى الطويل· وخلال السنوات العشر الماضية كانت أسعار النفط قد انخفضت الى مستوى 10 دولارات للبرميل في أواخر حقبة التسعينيات قبل أن تصعد مجدداً الى مستوى يقارب 150 دولاراً للبرميل في هذا العام· ومع ذلك فقد خلص تقرير أصدرته شركة كامبريدج للطاقة العام الجاري الى أن هنالك عوامل عديدة بما فيها المخاوف من الاحتباس الحراري كمهدد خطير للأمن السياسي والبيئي سوف تستمر في ممارسة الضغوط على الحكومات من أجل تبني تطوير الطاقة البديلة بواسطة الدعم والمساعدات المالية حتى إذا ما انخفضت أسعار النفط الى أقل من 50 دولاراً للبرميل· عن ''انترناشونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©