تنتشر أكشاك بيع حلويات ''الجيلو'' المعروفة بـ''الجوم'' في معظم ردهات وأروقة المراكز التجارية في عبوات بلاستيكية شفافة تظهر مفاتنها أمام المارة· وتجتذب، بأشكالها المتعددة وألوانها الزاهية، الزبائن من مختلف الأعمار، فاتحة الشهية لالتهامها، رغم التحذير من كثرة تناولها لاحتوائها على كميات كبيرة من الأصباغ والسكريات، التي تضر بالصحة عموماً، والأسنان خصوصاً·
ويصطف الأطفال أمام أكشاك الجوم، برفقة ذويهم، لشراء كميات منها· وتحوم ربى، 9 سنوات، حول الصناديق لتنتقي الأشكال التي تريدها، فتلحق بها البائعة الفلبينية ساندي لتضع لها ما اختارته في الكيس المخصص· وتبدأ الطفلة الإشارة بإصبعها إلى النوع الذي تفضله، مرددة، :''أريد من هذه''، وهي حلوى على شكل أسنان، ثم تختار حلوى على شكل ثعابين، وحيوانات، وحروف، ونجوم، وكرات قدم، ولا تنسى كرات الشوكولاته مختلفة الألوان والأحجام فهي تحبها كثيرا· وبعد الانتهاء من عملية الاختيار تأخذ البائعة الكيس فتضعه على الميزان، وتحسب ثمنه الذي يصل إلى 20 درهماً، تدفعها ربى، وتمضي إلى ذويها فرحة بما اشترته من حلوى·
ولا تجيد الطفلة آية، التي تبلغ من العمر عامين، الكلام بعد، لكنها بارعة في ''الصراخ'' أمام كشك الحلوى، فإذا ما مرت بجانبه ولم تعرج عليه للشراء، وفق ذويها، أطلقت صرخة مدوية أمام المارة في المركز التجاري، ولا يخلصهم منها سوى الإسراع في شراء الحلوى، ووضعها في يدها، فتمسكه الطفلة متنهدة مبتسمة، فرحة بـ''الانتصار''·
وتحظى هذه النوعية من الحلويات بشعبية كبيرة بين الأطفال، الأمر الذي دفع بعض الأهالي لاستخدامها كوسيلة للثواب والعقاب لأطفالهم، تقول فدوى صلاح الدين، وهي أم لثلاثة أطفال: ''يدمن أطفالي تناول حلوى ''الجوم'' بشكل لافت، وهي نقطة ضعفهم، وقد توصلت إلى طريقة لاستخدامها كأسلوب مساند في التربية، بحيث جعلت من هذه القطع أداة ثواب وعقاب، فإذا ما عمل الأطفال واجباتهم على أكمل وجه، والتزموا الهدوء والطاعة في المنزل كافأتهم بها، وإذا ما تقاعسوا عن أداء واجباتهم عاقبتهم بحرمانهم من الحلوى''·
ويعترف بعض الكبار بأنهم لا يستطيعون مقاومة إغرائها· يقول علي فضل، 37 عاما، إنه يحب تناول حلوى ''الجوم'' كثيرا، وهو يداوم على شرائها باستمرار حيث يتناولها مع أطفاله الأربعة، مضيفاً أنه لا يشتري كميات صغيرة، وإنما بالكيلو، رغم أنها مرتفعة السعر، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد حوالي 45 درهماً· يبتسم فضل قائلاً: ''كثيرا ما أتشاجر مع أطفالي إذا التهموا الكمية كلها وأنا لست موجوداً معهم، وفي بعض الأحيان أخبئ عنهم الكيس محتفظاً به لنفسي''·
من جانبه، يشير طبيب الأسنان أيمن شعبان، إلى أن معظم مشاكل الأسنان لدى الأطفال، من تسوس وتآكل وغيرهما، نتيجة لتناولهم الحلويات بكثرة، مؤكداً أن أول سؤال يوجهه للطفل عند دخوله العيادة، ''هل تتناول الحلوى والشوكولاته بكثرة؟''· وغالباً ما تأتي الإجابة من الأهل على شكل شكوى وتذمر بأن الطفل يأكل الحلوى كثيراً·
ويضيف شعبان أنه إلى جانب العمل على إصلاح التالف من السن ومعالجته، ينصح الأهالي والطفل بالتقليل من تناول الحلوى، وتنظيف الأسنان في الصباح والمساء، وإن أمكن بعد تناول الحلويات مباشرة، وذلك لحماية ما تبقى من الأسنان
عدد اليوم
