الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجهة نظر

15 نوفمبر 2008 01:49
حين تصعب الإجابة عن السؤال، نحاول حكّ أدمغتنا في محاولة مستميتة لإيجاد مخرج ما للأزمة، نتنطح للقول إن السؤال فلسفي وعميق بسبب عدم تمكننا من الإجابة· هذا الوضع المعمّم بيننا حين نذهل من الأسئلة الذكية وتعترينا الدهشة، جعلني أفكر في معنى الفلسفة من جديد· ومن جديد، حاولت ولمرة استثنائية تاريخية في حياتي أن أبحث عن تفسير منطقي لما نعنيه فعلاً حين نتحدث عن الفلسفة· تعلمنا في المدرسة أن كلمة الفلسفة ذات الأصل اليوناني (فيلوزوفي) هي محبة الحكمة، وأن سؤالاً من مثل ''ما هي الفلسفة؟'' هو بحد ذاته سؤال فلسفي يحتاج إلى بحث مستفيض، فأين يكون الحل هنا في هذه الحالة؟ هل الفلسفة علم؟ وكيف تكون محبة الحكمة علما وفي المحبة أبعاد أخرى تتصل بالروح أكثر من اتصالها بالمادة! وأصل إلى الحكمة ويبدو لي أن الحكمة كي تشبع معناها عليها أن تكون واضحة جلية لا لبس فيها، ومن هنا نحو هيغيل مثلاً إلى اعتبار الفلسفة بحثا للوصول إلى الحقيقة المطلقة· قال أحد الشعراء العرب في حديث مع أصدقاء إن السؤال الذكي يحمل الإجابة في طياته، أو على الأقل جزءا من الإجابة· البعض لا يرضى- وليس من باب ''خالف تُعرف''- أن يكون كل شيء في متناول اليد جاهزاً ومعلّباً ومعداً للاستهلاك· هذا البعض··· هذا العدد من الناس، أصفهم بمثيري الشغب، لأنه من الصعب إرضاؤهم وعليك أن تكون جاهزاً لهم وإلا فاخرج من مضمارك، أو أجب علي السؤال الأصعب: ''يا بني ماذا تراك تفعل هنا؟''· ولا عيب أن تكون هناك· لكل سؤال جواب، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الجواب الحقيقة المطلقة، فقد يكون جزءاً من الجواب، أو وجهة نظر، وحين يكون لدينا وجهات نظر فهذا يعني أن لدينا زاوية لننظر ونقيّم· وفي البحث عن الجواب، وفي البحث عن الفلسفة ومعانيها، لن أرتكب المعصيات في حقها، وسأحاول أن أبني وجهة نظر بعد أن أدخل من كل الزوايا وأرتوي وأغوص، ثم أبعد وأبعد وأنظر إلى الكلّ وأعطي وجهة نظر··· فهل سأوفق في الإجابة؟ أمية درغام oumaya.durgham@admedia.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©