محمد حامد (دبي)
لا يهم ماذا سيفعل منتخبنا في المونديال، نحن هنا لمشاهدته ودعمه والوقوف خلفه مهما كانت النتائج، فقد قررنا بيع ممتلكاتنا وسياراتنا واقترضنا من البنوك ومن بعض الأصدقاء لكي نسجل حضورنا في مدرجات المونديال، وفي مختلف الشوارع والساحات ليسمعنا العالم ونحن نهتف «بيرو.. بيرو»، هذا ما يقوله عشاق المنتخب البيروفي في روسيا، والذين أبهروا العالم قبل انطلاقة كأس العالم بدخولهم في قائمة أكثر 10 دول إقبالاً على شراء تذاكر حضور المباريات، والتي وصل عددها لجمهور بيرو ما يقرب من 45 ألف تذكرة.
شوارع المدن الروسية وفقاً لتقارير عالمية تشهد تدفقاً بيروفياً لافتاً، مما يؤكد أن الأمر لا يرتبط بحضور الآلاف من ليما وكافة مدن بيرو فحسب، بل إن عدداً كبيراً منهم أتى من أوروبا والولايات المتحدة من المهاجرين البروفيين، ليقفوا خلف منتخبهم، ولا يختلف الجمهور البيروفي عن جماهير أميركا اللاتينية التي تكتسح الحضور في المونديال الروسي، وما يميز هذه الجماهير أنها لا تحمل شغفاً لا حدود له بمنتخب الوطن فحسب، بل إنهم على الأرجح من الطبقة المتوسطة بل والفقيرة التي تدخر من قوت يومها تحضيراً للرحلة المونديالية. جمهور بيرو وفقاً لتقرير «بي بي سي» أتى إلى روسيا بعد أن باع بعضهم ممتلكاته، وخاصة السيارات، واقترضوا أموالاً من الأصدقاء ومن البنوك من أجل هذه الرحلة، بل إن أكثر الحالات التي تدعو للدهشة أن البعض ترك عمله واستقال بعد أن فشل في الحصول على إجازة لحضور مباريات المونديال في روسيا.
عائلات بأكملها جاءت من بيرو لحضور الحدث الذي تشارك فيه بيرو للمرة الأولى منذ مونديال 1982، أي منذ ما يقرب من 36 عاماً، وقطع هؤلاء ما يقرب من 13 ألف كم من ليما إلى موسكو وغيرها من المدن الروسية، وعن هذه الرحلة يقول مانويليتو البالغ 80 عاماً: لقد انتظرت طويلاً لكي أحظى بفرصة السفر خلف منتخب بلادي، ولكي أغني له أغنيته التي صدحنا بها في مونديال 1982.
أما بيدرو فيقول إنه ترك عمله لكي يشد الرحال إلى روسيا لمتابعة منتخب بلاده، ويؤكد أنه سافر عبر أكثر من رحلة من بيرو إلى روسيا، فقد انطلق من ليما إلى مدريد، ومنها إلى عواصم أخرى وصولاً إلى روسيا لكي لا ينفق الكثير من المال، و لم يتردد في البقاء داخل المطارات وغيرها من الأماكن لكي يوفر المال في رحلته الطويلة والشاقة.
وتؤكد تقارير الشرطة الروسية أن الجماهير البيروفية، على الرغم من كثرتها، إلا أنها لم ترتكب أي مخالفات أو جرائم، مما يؤشر إلى أن حضورها يؤكد شغفها بكرة القدم ودعم منتخبها بعيداً عن افتعال أي مشكلات، وأكد مشجعو المنتخبات الأخرى في المونديال إعجابهم الكبير بجماهير بيرو صاحب السلوك الجيد، وطرق التشجيع المثيرة، والعاطفة اللافتة، والحماس الكبير في دعم المنتخب.
عدد اليوم
