الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صندوق النسيان

27 يناير 2006

في كل شيء يلعب الحظ دوراً في حياتنا ابتداء بالعمل وانتهاء بالحب·· قد تجد من يمنحك التشجيع والرعاية·· وقد تجد من يضع أمامك العقبات، وعندما يجلس الإنسان مع نفسه ويراجع دفاتر أيامه يجد فيها أشكالاً وألواناً من البشر من مد له بدأ تنقذه في ساعة محنة، ومن دفعه بأخرى إلى مصير مؤلم، وسوف تكتشف وأنت تراجع دفاتر أيامك أن هناك إنساناغرس في أرضك شجرة·· وأن الشجرة كبرت وصارت لها ظلال وثمار، وربما اكتشفت أن هناك شخصاً آخر غرس في قلبك سهماً·· والبعض يترك لك رصيداً غالباً من المذكرات، كلما تلفت حولك وجدت منه شيئاً جميلا يحيط بك·
والبعض الآخر، لا يترك لك سوى الأسى، ولهذا لن يكون غريباً أن ترحل من ذاكرتك عشرات الوجوه، وتختفي عشرات العناوين وتتلاشى ملامح كثيرة، ولكن تبقى أمامك بعض الوجوه التي لا تفارق عينيك أبدا، تبقى وجه إنسان لاح أمامك في ساعة ضيق ووجدت فيه كل العطاء، والشهامة، يبقى وجه صديق رحل ومازالت أيامه تظل في ذاكرتك، وتمنحك الدفء والسعادة·، بقي وجه عابر لم تجمعك به الأيام كثيراً، ولكن ترك لك الكثير من الود ولهذا أحاول دائماً أن أمسح من ذاكرتي وجوهاً كثيرة لا تستحق البقاء، انه من الأفضل دائماً أن نترك داخلنا تلك المشاعر الجميلة التي ربطت بيننا وبين الناس، وأن لا أتذكر لصديق ساعة غدر ولكن أذكر له لحظة وفاء ولا أنتظر طويلاً أمام باب مغلق·· ولا أحاول أن أسترجع أشياء ماتت· أو تلاشت أو طواها النسيان، والآن بإمكانكم ملء الفراغات بما يحويه فكركم:
متى تشعر بأنك تراجع بدفتر ذكرياتك؟
هل هناك شخص غرس بأرضك شجرة ما زالت تحيا بذاتك؟
هل هناك شخص أدخل سهماً بقلبك؟
ما الشيء الجميل الذي تحتفظ فيه منذ زمن بعيد؟
ما الشيء القبيح الذي تحاول محوه من قائمة ذكرياتك؟
نصيحة تحب أن توجهها لمن لا يملك صندوق النسيان؟
أخيراً نصيحتي إليكم:
إذا كان شريط الذكريات يؤلمك أحياناً فهناك دواء جميل اسمه النسيان·· إنه صندوق صغير لا ينبغي أن نفتحه أبدا·· كل ما في الأمر حاول من وقت لآخر أن تراجع شريط ذكرياتك وتلقي ما تلف منها في صندوق النسيان·
علي الزعابي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©