الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مخالفات صحية وبيئية بالجملة في منطقة عزب ظهارة الطيب

مخالفات صحية وبيئية بالجملة في منطقة عزب ظهارة الطيب
17 مايو 2011 00:00
تعاني منطقة ظهارة الطيب في الفاية الواقعة على بعد 25 كيلومتراً شرق مدينة أبوظبي مخالفات صحية وبيئية بالجملة بسبب تراكم نفايات العزب ومخلفاتها المتنوعة، إضافة إلى إهمال الجهات المعنية بتنظيم أمور العزب الحفاظ على الصحة العامة للمنطقة. ورصدت “الاتحاد” جملة من هذه المخالفات في المنطقة، حيث تتعدد الشكاوى للمطالبة بضرورة وضع حدٍ لتلك المخالفات. وقال أحمد علي، أحد مربي “الحلال” في المنطقة: “إن منطقة ظهارة الطيب كانت من أجمل المناطق في التنظيم في بداية تسلمه العزبة التي يربي فيها (حلاله)”، موضحاً أنها الآن صارت تعج بالمخلفات التي تؤثر على صحة “الحلال”، وتنشر الأمراض بين بعضها بعضاً، إضافة إلى أنها تسبب مخاطر صحية على العاملين في العزب. ويؤكد أحمد علي أن عائلته تفضل الذهاب إلى العزبة مساء كل يوم للترويح عن النفس، ومشاركة العاملين في العزبة الاعتناء بالحيوانات المختلفة فيها والتي تشكل مصدر رزق وغذاء للعائلة، إلا أنه وبعد تراكم النفايات والمخلفات الصحية وانتشار الروائح الكريهة، صاروا لا يفضلون الذهاب للعزبة، وأضاف قائلاً: “أخشى على أولادي من الأمراض بسبب الحيوانات النافقة خلال لعبهم في العزبة”. حشرات وروائح وأمراض من جانبه، قال سعيد سيف أحد ملاك “الحلال”، إن النفايات التي تخلفها العزب صارت تشكل ضرراً كبيراً على الحياة البرية في المنطقة، إضافة إلى تسببها في نشر البكتيريا والأمراض المختلفة بين الحيوانات الموجودة، بما فيها “الجرب”، وأشار إلى أن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية باعتباره الجهة المنظمة لقطاع الثروة الحيوانية في أبوظبي، أهمل بشكل واضح عمليات الحفاظ على صحة المواشي من خلال إهمال الحفاظ على النظافة، وعدم القيام بعمليات الرقابية لمنع تزايد النفايات التي تخلفها تلك العزب. ومن جهته، يشكو سلطان علي وجود حيوانات نافقة بين العزب تترك روائح كريهة في المنطقة بشكلٍ يؤثر على سلامة العاملين وأصحاب العزب، كما أن تلك الحيوانات النافقة التي تركت على حالها منذ أسابيع تسببت في انتشار الحشرات والقوارض المختلفة بالمنطقة. كما يشكو سالم المنهالي، أحد مربي المواشي في المنطقة، وجود مخلفات سيارات وأثاث بكميات كبيرة في منطقة ظهرة الطيب، حيث توجد بعض بقايا السيارات المتعطلة و”سكراب” بصورة مخالفة للأنظمة واللوائح، وأشار المنهالي إلى أن الجهات المعنية لم تقم بأي عمليات رقابية في المنطقة منذ ما يقارب العام، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي يمثل أحد أهم الروافد الأمن الغذائي للدولة. رقابة على المخالفين ودعا المنهالي الجهات المعنية إلى ضرورة وضع خطط واضحة للاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية وشؤون العزب، كما يطالب بضرورة وجود رقابة على المخالفين الذين يتسببون في ترك المخلفات والقمامة وسط العزب، مما ينعكس على سلامة الصحة العامة للمنطقة. من جانب آخر، قال علي محمد صالح إنه يمتلك عزبة تضم نحو 100 رأس من الغنم والأبقار والجمال، وما يقارب 50 من الطيور المختلفة مثل البط والدواجن، والنعام، مشيراً إلى أن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية حرص على ترقيم أنواع الماشية كافة، إلا أنه لم يتم تجديد بطاقات العلف المدعوم الذي كان يحصل عليه في السابق. وذكر جمعة محمد أنه يمتلك “حلالاً”، وتم ترقيمه ضمن مشروع ترقيم الماشية المشروع الذي ينفذه جهاز الرقابة الغذائية، إلا أنه لم يتم منحه عزبة حتى الآن بالرغم أنه قدم طلبه للجهات المعنية منذ العام الماضي، كما يتطلع للاستفادة من العلف المدعوم الذي يقدمه جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية لشريحة المواطنين الذين يمتلكون بطاقات دعم فقط. إقامة عزب عشوائية وقال ناصر المنصوري إنه ينتظر أن يتم تخصيص عزبة له من الجهات المسؤولة، مؤكداً أن إقامة عزب عشوائية يكبد المواطنين مبالغ مالية كبيرة، وأنه لا يفضل اللجوء لمثل هذا السلوك، خصوصاً أن ذلك الأمر التي يتسبب في تلوث البيئة ومخالفة الأنظمة المتبعة في هذا المجال، مطالباً بضرورة فتح المجال أمام الطلبات المقدمة حتى لا يتم اللجوء لتربية “الحلال” في عزب غير مرخصة. ويسجل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أكثر من 16 ألف عزبة على مستوى الإمارة، وذلك ضمن برنامج ترقيم وتسجيل الحيوانات، بحسب محمد جلال الريايسة مدير إدارة الاتصال بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وأشار الريايسة إلى أنه توجد 3072 عزبة في منطقة ظهارة الطيب، وتشمل مناطق الوافية، الطيبة، الختم، ورزين والمناطق المجاورة، يقدم “الجهاز” لها خدمات صحية وإشرافية، دعماً لقطاع الثروة الحيوانية بالإمارة. وأكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الجهة المشرفة على قطاع الثروة الحيوانية بالإمارة، أن الجهاز قام على مدى سنتين بتبني مبدأ الطب الوقائي بدلاً من العلاجي للثروة الحيوانية بالإمارة، ويشمل هذا البرنامج، التحصين السنوي الشامل ضد الأمراض الوبائية والمعدية “الحمى القلاعية، طاعون المجترات الصغيرة، جدري الأغنام والماعز، الكفت”. برامج وقائية للثروة الحيوانية وقال محمد جلال الريايسة مدير إدارة الاتصال بجهاز أبوظبي الرقابة الغذائية: إن “الجهاز” يقوم عبر البرنامج الوقائي برش دوري للعزب والحيوانات بالمبيدات الحشرية الآمنة والصديقة للبيئة، لمكافحة الطفيليات الخارجية ونواقل الأمراض. وأشار محمد الريايسة إلى قيام “الجهاز” برصد البؤر المرضية للأوبئة الحيوانية والسيطرة عليها واحتوائها لمنع انتشارها، ولم يكتف “الجهاز” بذلك وإنما يقوم بشكل دوري بتقديم برامج من حين إلى آخر ويرصد مدى انعكاسها على صحة الحيوان. وأضاف مدير إدارة الاتصال أن “الجهاز” يقوم بدعم قطاع الثروة الحيوانية تعزيزاً لركائز الأمن الغذائي، والحفاظ على الجوانب الاجتماعية والتراثية، وزيادة الدخل لمربي الثروة الحيوانية من خلال توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وتقديم الخدمات البيطرية مثل الخدمات الوقائية من تحصين ورش ضد الأمراض الوبائية والمعدية، والخدمات العلاجية والعمليات الجراحية، والتحاليل المختبرية التشخيصية، ومعالجة مشكلات الخصوبة والإنجاب، إضافة إلى الخدمات الإرشاد والتوعية من خلال اللقاءات المتخصصة وحلقات التدريب والمنشورات. وقال مدير إدارة الاتصال إن “الجهاز” قدم العديد من الخدمات بعد انضمام قطاع الثروة الحيوانية للجهاز، منها الخدمات البيطرية المجانية والتي تشمل، تحصين الحيوانات ضد الأمراض الوبائية والمعدية، وتقديم الخدمات العلاجية للحالات المرضية، وإجراء العمليات الجراحية إذا استدعى الأمر، بالإضافة للتحاليل المختبرية التشخيصية، وفحص الحيوانات لاستكشاف مختلف الأمراض، ومكافحة الطفيليات الخارجية ونواقل الأمراض، ومعالجة حالات ضعف الخصوبة والإنجاب، إضافة إلى الإرشاد البيطري والتوعية. خدمات بيطرية وتوعية المربين وحول استفسارات “الاتحاد” بشأن المخالفات الصحية في مناطق العزب بسبب تراكم النفايات ومخلفات العزب، قال محمد جلال الريايسة: “من المعلوم أن تراكم النفايات ومخلفات العزب يشكلان خطراً على الصحة العامة والبيئة، ومصدراً لانتشار الأمراض؛ لذا فقد دأبت الجهات المعنية (مركز إدارة النفايات والدوائر الأخرى)، على المحافظة على البيئة العامة المحيطة بالعزب، وتقديم الخدمات لها، ويحاول جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية توعية وتوجيه المربين بهذه المخاطر، كما تم عقد اجتماعات وزيارات لمركز إدارة النفايات لرفع مستوى الخدمات، ولإيجاد وسيلة آمنة لجمع ونقل والتخلص من هذه النفايات”. وأضاف محمد جلال أن هناك آليات ينفذها “الجهاز” للارتقاء بالخدمات المقدمة لملاك “الحلال”، حيث يقوم بوضع خطط وبرامج استراتيجية معتمدة للارتقاء بالثروة الحيوانية والخدمات المقدمة لهذا القطاع، والارتقاء بالعيادات والمختبرات البيطرية، وتوفير الأدوية واللقاحات والمستلزمات اللازمة، إضافة إلى توفير العدد الكافي من الكوادر البيطرية في جميع المستشفيات والعيادات والتي يبلغ عددها ثلاثة مستشفيات مركزية وخمس وعشرين عيادة. وأشار مدير إدارة الاتصال إلى أن من الآليات التي يتم تنفيذها حالياً، تسجيل وترقيم الحيوانات وأنواعها وسلالاتها، وتسجيل العزب وأصحاب الثروة الحيوانية، ووضع تشريعات وأنظمة لتحديث البيانات وتعزيز دقة قاعدة البيانات باستمرار للاستفادة منها في زيادة كفاءة الاستفادة من الموارد والخدمات المقدمة للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، ولتسهيل تتبع الأمراض والسيطرة عليها، وتحقيق أعلى مستوى من السلامة الغذائية، إضافة إلى توفير بيانات وإحصائيات ذات أبعاد مختلفة يمكن توفيرها سريعاً لمتخذي القرار. دفن الحيوانات النافقة أفضل من جانبه، أكد الدكتور جمال محمد الكعبـي مدير خدمة العملاء والاتصال المؤسسي في هيئة الصحة بأبوظبـي أنه من المستحسن جمع كل أنواع النفايات، وفصلها وتخزينها والتخلص منها بشكل مناسب لتجنب التلوث البيئي الذي قد يسبب ضرراً للحيوانات، والآثار السلبية المحتملة على صحة الإنسان. وأشار الدكتور جمال إلى أن المواد الخطرة، مثل المواد الكيميائية والأدوية والمبيدات الحشرية وغيرها من المواد السامة، يجب استخدامها على النحو الملائم، وتخزينها والتخلص منها من خلال اتباع احتياطات السلامة. وشدد على ضرورة دفن الحيوانات النافقة في الرمال، إذ إن التعرض المباشر لها قد يسبب انتقال بعض الأمراض المعدية بين البشر. «نفايات أبوظبي»: الاهتمام بنقل النفايات من العزب أكد مركز إدارة النفايات بأبوظبي الاهتمام بعمليات نقل النفايات من المناطق المختلفة بما فيها مناطق العزب. وأشار المركز في رده على استفسارات “الاتحاد” أن هناك 4 أنواع من المخلفات والنفايات التي تتجمع في مناطق العزب، منها مخلفات البلدية والناتجة عن الأهالي المترددين على عزبهم والعمالة الموجودة في تلك العزب من مخلفات الطعام، حيث يحرص المركز على نقلها مرتين في الأسبوع على الأقل إلى مكب النفايات. والنوع الثاني من المخلفات هي الحيوانات النافقة، ويحرص المركز على نقلها بشكل يومي وعلى الفور وعدم تركها للتجمع حتى لا تتسبب في نشر الأمراض والأوبئة، ويتم نقلها عن طريق المقاول الذي تم التعاقد معه لإيصالها إلى مدفنة النفايات بالظفرة. أما النوع الثالث فهو النفايات الناتجة عن مخلفات الحيوانات وروث الماشية والأعلاف والتي يتم نقلها إلى مصنع السماد بالختم لإعادة تنظيفها واستخدامها كسماد للزراعة. وقال المركز في رده إن النوع الرابع هو عبارة عن مخلفات بناء أو هدم بعض العزب أو بلاستيك، ومواد أخرى متنوعة والتي لا تصلح لأن تكون “سماد”، حيث يتم نقلها لموقعها المخصص في مدفنة النفايات بالظفرة. وأشار المركز إلى الحرص الشديد على عدم تجمع تلك النفايات بما يؤثر على البيئة والصحة العامة، حيث يتم مراقبة المناطق بشكل دوري عن طريق مفتشي المركز والمقاولين المتعهدين بتلك الأعمال والحرص على إزالتها بشكل فوري. تراكم طلبات تخصيص عزب وصلت أعداد طلبات المواطنين المقدمة للحصول على حظيرة لتربية الماشية عزب نحو 4500 طلب حتى الآن، بعد أن توقفت الجهات المعنية بالأمر عن تخصيص مساحات لهذا الغرض منذ ثلاثة أعوام، بحسب إحصائية صادرة من الجهات المعنية. وكانت بلدية أبوظبي قد خصصت قبل عامين ما يقارب 1405 عزب نظامية في مناطق مخصصة لذلك الغرض ومساحات مختلفة بهدف إزالة العزب غير النظامية التي يبنيها مواطنون لتربية المواشي فيها. وتقع العزب النظامية في عدد من المناطق منها مناطق التابعة لمركز بلدية الوثبة في “الوافية، رزين، ظهارة الطيب أ – ب، منطقة الريس”، وعزب الختم “بدع القناعي، بدع سعيان، عرجان، الباردة، الصلال”، أما بالنسبة لمناطق العزب التابعة لمركز بلدية الشهامة، فهي “العجبان، السمحة، السميح، سيح سديرة، سيح شعيب”، وتشدد الجهات المعنية على منع إقامة العزب العشوائية، حرصاً على البيئة والسلامة العامة في محيط العزب. ووضعت الجهات المعنية شروطاً لأصحاب العزب الجديدة، لأهمية التقيد بشروط استخدام هذه العزب، وعدم تركها خالية من المواشي، والاهتمام بالشروط الصحية لاستخدام العزبة، حفاظاً على البيئة وصحة الحيوان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©