دائماً ما أضبط ابن الجيران يسرق بعض الألعاب والأموال من ابني الصغير، وقد نبهته أكثر من مرة، وبالفعل نجحت في إقناعه لكن بعد فترة سمعت عن سرقاته الخفيفة التي لا تتعدى أشياء تذكر من أطفال آخرين، وهذه الحالة جعلتني أفكر بماهية هذا التصرف، وعلمت أن بعض الأطفال يفعل ذلك من أجل جذب انتباه الكبار، وهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام والرعاية والإحساس بالذات وهنا يأتي دور الأبوين· ووجدت أن هناك اسباباً لهذا التصرف، فبعض الأطفال يسرقون حتى يجدوا ما ينفقونه على أصحابهم حتى يحبوهم، والبعض يعاني من عدم إحساسه بحب الناس له فهو يحاول شراء حبهم، والعلاج الوحيد لهذا الطفل هو إغداق الحب عليه من الأبوين والمدرسين والأقارب و كل المحيطين به·
هنا ايضاً أسباب تتعلق بالسرقة المرضية، وتكون في الغالب مصحوبة بأعراض أخرى مثل: الكذب والعدوان والهروب من المدرسة، وحتى يمكن تقييم المشكلة يجب أن نضع في الاعتبار كل الظروف المحيطة بالسرقة وتحتاج تلك المشكلة إلى علاج طويل، وربما علاج أسري·
وفي كل الأحوال، تحتاج الأمور إلى المصارحة والمواجهة والتقويم والتوجيه إلى القيم الدينية السمحة التي تصل بالجميع إلى بر الأمان·
عائشة خليفة
عدد اليوم
