الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أولويات أوباما مطاردة بن لادن وابقاء الضربات السرية ضد القاعدة

أولويات أوباما مطاردة بن لادن وابقاء الضربات السرية ضد القاعدة
14 نوفمبر 2008 02:19
لماذا تزايدت في الآونة الأخيرة عمليات التفجير في العراق، خصوصاً في بغداد؟· سؤال تبدو الإجابة عليه رهن معرفة تطور النقاش حول أولويات السياسة الأميركية مع تسلم إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما السلطة في 20 يناير المقبل· ثمة من يرى في واشنطن أن الأمر متصل بشكل ما بما جرى مع كل من سوريا وإيران· فالغارة الأميركية الأخيرة على قرية البوكمال السورية الحدودية، يبدو أنها قد سرعت من عملية استحضار ملف مستقبل الوجود الأميركي في العراق· والسوريون يرون أن الفرصة مناسبة للرد عليها في مرحلة ''الوقت الضائع'' أو الانتقالي من عمر الإدارة الأميركية المقبلة· ومع تحرك الملف النووي لدمشق حتى من قبل انتخاب أوباما، وتسريبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً من أن هناك عناصر لاثبات أن سوريا كانت تقوم فعلا ببناء مفاعل نووي سري قبل أن تقصفه إسرائيل، وصولا الى إعلان مدير الوكالة محمد البرادعي من أنه سيعد التقرير بنفسه ليقدمه الى مجلس حكام الوكالة، تعود اللعبة الى مربعها الأول في شد الحبال بين السوريين والأميركيين· بينما مع إيران يبدو أن ما قاله عنها الرئيس المنتخب عندما وجه اليه أحد الصحفيين سؤالا حول مستقبل العلاقات معها، كان كافياً بالنسبة الى القادة الإيرانيين لحسم مستقبل نظرتهم لكيفية التعامل مع الرئيس المنتخب من أصول أفريقية· تقول الباحثة في مؤسسة دراسات لمصلحة وزارة الدفاع الأميركية هيام نواس وهي أميركية من أصل عربي ''إن لعبة شد الحبال ستشتد من الآن فصاعدا مع كل من سوريا وإيران''· في وقت قال أحد مستشاري الأمن القومي لأوباما ''إن الإدارة الجديدة مقبلة على إعلان المزيد من عناوين سياساتها الجديدة تجاه الحرب في كل من العراق وأفغانستان، بما فيها احتمال إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران ورعاية الحوار بين الحكومة الأفغانية والعناصر الأقل تشدداً في حركة ''طالبان''· ووفق المستشار الأمني فإن الانتقاد الذي وجه الى إدارة الرئيس جورج بوش بسبب اهمالها قتال ''القاعدة'' ومتشددي ''طالبان'' لمصلحة الحرب في العراق، سوف يتغير، خصوصاً وأن مستشار البيت الأبيض الجنرال دوجلاس لوت سوف يفرغ خلال شهر من اعداد تقرير مفصل حول الحرب في أفغانستان، يركز فيه على كيفية تقديم الدعم للحكومات الإقليمية والمحلية وبناء الشرطة الأفغانية، على ان ينتقل بعدها الى بروكسل لتقديم ملخص عن تقريره الى حلفاء واشنطن في حلف ''الناتو''· واوضح المستشار أن أوباما سيضع قدماً مشروعه من الحرب في أفغانستان على طاولة التنفيذ، وخلال الربيع المقبل سيضاعف من عدد القوات الأميركية هناك، مع اصراره على تقوية سلطة الدولة الأفغانية سعيا الى الاستقرار· وربما هذا الأمر يشمل مستقبل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، اذ ان خلاصة ما قام به لم يعكس سوى الفشل والضعف ويعود لمجالس القبائل الأفغانية أن تقرر كيفية بناء السلطة الجديدة· ويقول أحد الخبراء في ''البنتاجون'' إن وزارة الدفاع يسودها انقسام غير جذري حول النظرة الى الحرب في كل من العراق وأفغانستان· فوزير الدفاع الحالي روبرت جيتس لا يمانع من ابقاء الباب مفتوحاً لتجربة الحوار بين المكونات القبلية الأفغانية، مثلما لا يعارض من حيث المبدأ وضع جدول زمني للانسحاب من العراق· الا أن آخرين يعتقدون أن قلة خبرة الإدارة المقبلة قد تعرض حياة الجنود الأميركيين للخطر اذا ما تم القيام بخطوة متعجلة في هذا المجال· غير أن الرهان على إحداث تغيير حقيقي في أفغانستان يقوم ايضا على إعادة تجديد الالتزام من قبل حلفاء واشنطن في ''الناتو''· ويقول مستشار أوباما في هذا الإطار ''إن تراجع الولايات المتحدة عن لعب دور القيادة الحقيقية في أفغانستان خلال السنوات الماضية بعدما تحول الاهتمام الى العراق، جعل من دول الناتو أقل حماسة في القيام بما ينبغي القيام به هناك''· اما بالنسبة الى إيران، فقد رأى أحد المسؤولين في وزارة الدفاع أن ما تفضله الإدارة المقبلة الحوار معها من أجل التعاون مع كابول في إنهاء ''القاعدة'' في أفغانستان· وأشار وفق ما نقلت ''واشنطن بوست'' الى أنه سيعاد الاعتبار الى مهمة القاء القبض على زعيم تنظيم ''القاعدة'' أسامة بن لادن العدو الأول للأميركيين· وأن كان المصدر نفسه اعترف بأنه حتى ولو تم القاء القبض على بن لادن ، فإن نجاح ''القاعدة'' في لا مركزية انتشاره سيبقي على خطره· وتسلم أوباما بعد انتخابه مباشرة في الرابع من نوفمبر تقرير الاستخبارات المركزية حول العمليات السرية والملفات التي يجري متابعتها وفي مقدمتها ملف بن لادن والضربات الجوية الأميركية في منطقة وزيرستان الباكستانية الحدودية مع أفغانستان والتي وفق مستشار أوباما أنجزت الكثير من مهامها تمهيدا لـ''الصيد الكبير''· واذا كان هناك نوع من الشك أو عدم اليقين في أن الرئيس المنتخب لن يتمكن من الحكم، أو على الأقل لن يكون أكثر من مدير للأزمة· الا أن محايدين حقيقيين يقولون ''إنها من المرات القليلة بل والنادرة جدا تلك التي يأتي فيها رئيس ديمقراطي عليه أن يقوم بما يسمى في واشنطن بإزالة الأوساخ من عتبة البيت الأبيض''· وقد جرت العادة أن يأتي رئيس جمهوري الى المكتب البيضاوي ليخلص البلاد من مستنقع حرب ما··من الحرب العالمية الثانية الى الحرب الكورية الى حرب فيتنام الى ما يشبه الورطة العسكرية خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون مع حرب يوغسلافيا وبدايات الحرب على الإرهاب· واليوم يأتي رئيس ديمقراطي ليقوم بهذه المهمة من حرب العراق وأفغانستان الى حرب جورجيا والبروفا الروسية، الى الملف النووي الإيراني وصولا الى استعادة المكانة والهيبة الأميركية في العالم· واذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش أخذ خلال ولايتيه عددا من الإجراءات والقرارات المهمة والخطيرة من دون العودة الى الكونجرس· يستطيع أوباما فور تسلمه السلطة في العشرين من يناير المقبل أن يعود عنها أو على الأاقل أن يحدث تعديلات عليها· لكن يبدو من المؤكد أن الرئيس المنتخب لن يمس خلال عملية نقل السلطة ثلاثة أمور أساسية تمثل اكثر القضايا حساسية في التركة التي سيرثها عن ادارة بوش وهي الاقتصاد والقوات المسلحة والأمن· ويكن أوباما اعجابا خاصا بالجنرال ديفيد بترايوس ويتشاطران الكثير من الأفكار والمواقف حول دور القوات المسلحة في أفغانستان وباكستان· يقول أحد المحللين في مؤسسة ''كير'' للدراسات في واشنطن إن أوباما لن يستطيع المغامرة في خطة الانقاذ المالية، ولذلك سيبقي على مدير البنك الفدرالي بن برنانكي· ويضيف انه لتطبيق أوباما خطة انسحابه من العراق والحرب في باكستان وأفغانستان عليه أن ينسق مع الادميرال مايكل مولن· ومن المتوقع وفق خبراء أن تستمر الضربات الأميركية السرية ضد ''القاعدة'' التي أمر بشنها بوش بعد أن يتولى أوباما منصبه رغم الاحتجاجات المتوقعة من الحلفاء والخصوم· وقال برايان جلين وليامز الأستاذ بجامعة ماساتشوسيتس دارتموث لوكالة ''رويترز'' ''هذه على الأرجح أكثر القضايا الشائكة صعوبة في بداية عمل أوباما في مجال السياسة الخارجية''· وأثناء حملته الانتخابية ندد أوباما بعمليات مكافحة الإرهاب التي ينتهجها بوش بوصفها غير فعالة ودعا الى مزيد من الدبلوماسية الدولية لعزل الجماعات المتشددة· ولكنه تعهد ايضا بضرب زعماء ''القاعدة'' في باكستان إذا حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخبارات جيدة وعجزت اسلام اباد عن التحرك مما يمهد السبيل أمام مواصلة سياسة بوش هناك· وقال محللون إن أوباما سيتعين عليه عندما يتولى منصبه في يناير ايجاد توازن بين الفرص والمخاطر التي تكتنف العمليات السرية وادارة العلاقات المعقدة مع الدول التي تعمل بها القوات السرية الأميركية· واوضح بريان ميشيل جينكينز الخبير في مجال الإرهاب بمركز بحوث ''راند كورب'' ''لا أتوقع ان يكف أي رئيس عن استخدام العمليات السرية كخيار''· بينما قالت كاثرين لوتريون الأستاذ بجامعة جورج تاون انه يتعين على أوباما أن ينتهج دبلوماسية حساسة لمواصلة العمليات السرية حتى عندما تمنح الحكومات الولايات المتحدة الموافقة على شن تلك الضربات· واستبعد خبراء عسكريون وسياسيون وأكاديميون خلال ندوة في عمان أن توجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية الى إيران على المدى القريب، مشيرين إلى تصريحات اوباما بضرورة التأكيد على لغة الحوار مع طهران لحل قضية الملف النووي·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©