أعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن ارتياح بلاده وباقي العالم حيال انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما· وقال إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في إطار شراكة جديدة أن يخلقا مجدداً تعددية فعالة وأن يعالجا معاً المشاكل العالمية الكبرى وفي مقدمتها العلاقات مع روسيا والشرق الأوسط والنزاعات في باكستان وافغانستان·
وقال كوشنير رداً على سؤال للصحف الفرنسية على هامش زيارة إلى واشنطن ''إن انتخاب رجل ملون أكثر من المعهود مع تمثيل مختلف لأميركا، التي نحب، اثارنا جميعاً''· وأشار إلى أن ما تنتظره الدول الأخرى وخصوصاً الاتحاد الأوروبي من الإدارة الجديدة التي ستتولى السلطة في 20 يناير المقبل هو لهجة جديدة وأسلوب جديد في العلاقات الثنائية· لافتاً إلى أي مدى كان هذا الأمر انتخاباً عالمياً· وقال ''كنا جميعا مهتمين بالمرشحين، وكانت المرة الأولى التي نشاهد فيها مثل هذا الشغف بالانتخابات الأميركية''· وأضاف ''هذا الأمر يغير كل شيء عندما نحظى بثقة الآخرين، انه مكسب رائع وامل في التغيير بالنسبة لباقي العالم''·
وذكر كوشنير ''أن انتخاب أوباما جاء بعد عدة توترات في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة''، وقال ''لقد تكلمت أوروبا بصوت واحد في أوقات صعبة جداً، مثلاً العلاقات مع روسيا والأزمة في جورجيا''· وأضاف ''أردت أن اؤكد أن أوروبا موجودة وهي شريك طبيعي للولايات المتحدة''· وأعرب عن تفاؤله الكبير حيال الرئيس المنتخب وفريقه استناداً إلى ما أعلنوه خلال الحملة الانتخابية، وقال ''هم يطلبون المزيد من أوروبا وهذا شيء جيد لأن أوروبا حاضرة بشكل قوي وتملك الموارد والوسائل والتصور والرغبة في العمل والشراكة''·
وأضاف أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في إطار شراكة جديدة أن يخلقا مجدداً تعددية فعالة وأن يعالجا معا العلاقات مع روسيا والشرق الاوسط والنزاعات في باكستان وافغانستان· واعتبر أن اوباما ''هو أول واخر رئيس أميركي يمكن أن يحدد معه الاتحاد الاوروبي جدول أعمال المشاكل العالمية الكبرى التي يجب حلها''·
وأوضح كوشنير ''أنه الأول لأن الشروط لم تكن أبداً متوافرة منذ كنيدي عام 1962 بسبب الحرب الباردة وغزو العراق والعلاقات المتوترة بين الشريكين في ما بعد، وأضاف ''هو الأخير لأنه خلال أربع او ثماني سنوات لن نكون ابداً في وضع يسمح لنا أن نقرر بأنفسنا الأجندة بسبب انتقال مركز القوة من الغرب إلى الشرق''· وقال ''لهذا السبب يجب أن نوفر مكاناً للقادمين الجدد من خلال إصلاح النظام العالمي''·
وبالنسبة للتوتر بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، قال كوشنير ''يجب البدء باصلاح اتفاقات بريتون وودس واقامة نظام عادل وفعال لادارة حكم اقتصادي شامل، انه امل كبير''· واشار الى ان الحاجة البديهية لتعزيز التعاون في المجالين الاقتصادي والمالي داخل صندوق النقد الدولي يجب ان تكون مقدمة لاصلاحات ضرورية اخرى مثل تحول مجموعة الثماني ومجموعة الـ14 واصلاح مجلس الامن الدولي''· وقال ''يجب ان نعطي القادمين الجدد المكان الذي يستحقونه''·
واشار الى ان التحديات الكبرى الثلاثة الاخرى التي تأمل اوروبا ان تتعاون لحلها مع الولايات المتحدة هي روسيا والشرق الاوسط وافغانستان - باكستان· واضاف ''التعامل مع روسيا هو تحدٍ ولكن لا يوجد حل بدونها او ضدها''· واكد ان الاتحاد الاوروبي يطالب على السواء باستثمارات قوية في الاقتصاد بهدف خلق منطقة اقتصادية وعلى صعيد الدفاع يجب ان نظهر لموسكو ان المواجهة لا يمكن ان تكون الا عقيمة''·
وبالنسبة للشرق الاوسط، قال كوشنير ان الاتحاد الاوروبي يامل ان تأخذ الادارة الجديدة بالاعتبار عملية انابوليس في محاولة لايجاد حل اسرائيلي- فلسطيني· واعتبر ردا على سؤال حول الملف الايراني ''ان الولايات المتحدة تمتلك ورقة رابحة لناحية فتح حوار مع امكانية تطبيع العلاقات''· ودعا الى مواصلة الاستراتيجية المتبعة حاليا التي تقوم على العقوبات والمفاوضات·
وبالنسبة لباكستان وافغانستان، قال كوشنير إن الاتحاد الاوروبي يدعم تعزيز الجهود العسكرية ولكن الحل لا يمكن أن يكون فقط عسكرياً· وأضاف ''نحن لسنا في حرب ضد الشعب الافغاني ·· يجب دعم الجيش المحلي والحكومات المركزية والاقليمية والشرطة ·· يجب أن تكون الافغنة هي الحل وأن تنقل المسؤوليات إلى الأفغان''· وأعرب عن تحفظه حيال فرضية التفاوض مع بعض فصائل ''طالبان''، معتبراً أنه من الممكن فقط إجراء مصالحة مع أولئك الذين يتخلون عن العنف ويوافقون على الدستور·
عدد اليوم
