الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«ذاكرة الدجاج»

16 مايو 2011 23:32
من ليس له ذاكرة.. فليصنع له ذاكرة من ورق، لا أدري لماذا استدعيت من ذاكرتي هذه المقولة للروائي العالمي ماركيز في رائعته “الحب في زمن الكوليرا”، وأنا أتابع باهتمام بالغ من يشكك ويتهم الإعلام الإماراتي الرياضي المكتوب بأنه يقف متحفظاً أمام قول الحقيقة في كثير من المناسبات الرياضية لاسيما عندما تتعرض الرياضة الإماراتية إلى إخفاق وخسائر جديدة سواء على مستوى المنتخب الأول أو الأندية وكأن ما قدمته الصحافة الرياضية المكتوبة خلال العقود الماضية من تنوير وتثقيف للقارئ لم يلحظه من يفتون بغير علم لدرجة أن المتابع من خارج المشهد الرياضي كان يقول إن ما تقدمه الصحافة الرياضية في الإمارات أكبر بكثير من الحدث ذاته، أم انها ذاكرة الدجاج التي تصيب البعض منا للأسف!. ما هو المطلوب من إعلامنا بشكل عام؟ هل يمتلك أصحاب الأقلام المساحة الكافية لحرية التعبير عما يشعرون به من ألم تجاه هذه الخسائر؟ من هم الأندية والأشخاص الذين فوق مستوى النقد؟ وقبل كل ذلك هل كل المواضيع المطروحة في إعلامنا المقروء والمسموع والمرئي هو طرح موضوعي؟ كلها أسئلة دارت في بالي وأن اقف محايداً متجرداً من كل عواطفي بعد مرحلة ومسيرة إعلامية رياضية اعتز وافتخر بها في بلاط صاحبة الجلالة. لقد سبق الإعلام الرياضي المكتوب غيره من الوسائل الإعلامية في كثير من المناسبات وكان فرس الرهان في الكثير من التغطيات والمناسبات الرياضية الكبيرة وأذكر تصريحات لكبار المسؤولين والمهتمين بالرياضة المحلية والخليجية أو حتى العربية وصفت فيها الإعلام الإماراتي الرياضي بأنه أكبر وأعمق من الرياضة الإماراتية بمراحل كثيرة وذلك في زمن كانت المصداقية واحترام الرأي الآخر هي السائدة بين الزملاء وكان احترام الزميل الإعلامي أيا كان عمله وموقعة هو الأساس في المعاملة في الآونة الأخيرة اختلط الحابل بالنابل وتاهت الطرق واختلفت الاتجاهات والمآرب وبدل أن تتوحد الرؤى والجهود لخدمة الرياضة الإماراتية شهدت الساحة الإعلامية صراعاً بين ما نسميهم الإعلاميين الجدد وأصحاب الأقلام وكأن المسألة حرب يجب أن ينتصر فيها فريق على آخر بالضربة القاضية. “الإعلاميون الجدد” في الفضائيات تتاح لهم مساحة أكبر من أصحاب الأقلام ومع ذلك لا يستغلون هذه المساحة في توصيل الرسالة الإعلامية إلى أصحاب القرار.. وكأن كل المشاكل التي تواجه الرياضة المحلية قد تم حلها ولم يبق سوى نقد الصحافة الرياضية المكتوبة وتحميلها أوزار الماضي بكل ما يحمل. لقد قفزت الصحافة المكتوبة عدة قفزات إلى الأمام وناقشت وساهمت وغيرت الكثير من الأمور في المشهد الرياضي بشكل عام ولولا وجود الصحافة المكتوبة ما وصل إعلامنا إلى هذا المستوى من خلال الطرح الموضوعي المتوازن الهادف، فليس المطلوب من الصحفي أن يكون سيفا مصلتاً على الأندية ينتقد لمجرد أن الشارع الرياضي يريد هذا النوع من الإثارة، أن الأشكالية التي يقع فيها البعض هي عدم التمييز ما بين صحفي يغطي حدث وما بين صحفي ينتقد ويحلل حدث، فأصابع اليد الواحدة تختلف أيضاً. ربما كان الروائي الكبير ماركيز دقيقاً وهو يصف حاجة أحد أبطاله في الرواية إلى الورق كي يحفظ ذاكرته المليئة بالأحداث والذكريات الجميلة الصادقة لكنه أبداً لم يسع إلى ذاكرة.. كذاكرة الدجاج!. alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©