الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة التونسية والقيادة

13 مايو 2012
سناء سباعي كاتبة تونسية هناك 59 امرأة اليوم في المجلس الوطني التأسيسي التونسي من بين 217 نائباً جرى انتخابهم الخريف الماضي لصياغة دستور جديد. "يمكن لهؤلاء النساء الـ 59 الترشح للانتخابات كجزء من حزب سياسي إما لأنهن أثبتن قدرات قيادية في الماضي، أو لأنهن تفاوضن مع حزب سياسي معين ليتم إدراجهن على قائمته. يفرض القانون الذي يحكم العملية الانتخابية أن تضم جميع قوائم المرشحين عدداً متماثلاً من الرجال والنساء، مما يضع أسس حد أدنى من المساواة. إلا أنه في غياب قانون المساواة في النوع الاجتماعي، هل كانت النساء ستترشح للمجلس الوطني التأسيسي؟ الجواب حسب اعتقادي هو نعم، إذ يبدو أن النساء التونسيات مهتمات بشكل متزايد بدخول الساحة السياسية بنشاط. كانت النتائج النهائية للانتخابات مختلطة: 27 في المئة من أعضاء مجلس النواب في الجمعية التأسيسية من النساء. هذا الرقم أعلى منه في العديد من الدول، ولكنه مخيب للآمال في ضوء توقعات التونسيين فيما يتعلق بالمساواة، فمن بين 150 مرشحاً على القوائم الانتخابية، لم يكن هناك سوى 7 في المئة من النساء على رأس القائمة، حيث تبوأ الرجال المراكز الـ 93 في المئة الباقية. الاسم المدرج على رأس القائمة هو الاسم المرشح الأكثر للفوز بمقعد، حيث إن النظام في تونس نظام نسبي، وكلما ازداد عدد الأصوات التي يحصل عليها الحزب، كلما ازداد عدد المقاعد التي يحصل عليها في الجمعية التأسيسية. إلا أن العدد المرتفع للأحزاب المشاركة في الانتخابات نتج عنه فشل العديد من الأحزاب في الفوز بموقع لمرشحها الرئيسي، أو بالفوز بعدد قليل من المقاعد. ونظراً لأن معظم المرشحات من النساء لم يرأسن قوائم حزبية، فقد وجدت العديد منهن أنفسهن وقد استثنين رغم عملهن الشاق. إلا أن النساء مشاركات في المجال العام. في شهر فبراير الماضي على سبيل المثال، عقدت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات مؤتمراً قصيراً للنساء أعدت فيه الحاضرات وقدمن قائمة توصيات إلى مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي. طلبت الجمعية، ضمن أمور أخرى تكريس المساواة في النوع الاجتماعي في الدستور. قمن كذلك بتوفير مقترحات لتحسين العديد من نواحي حياة المرأة، بما فيها زيادة حضورهن في الحياة العامة والسياسية، وتحسين سبل وصولهن إلى الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل وحمايتهن من العنف. كذلك برزت مشاريع نسائية أخرى، بما فيها "تجمع الـ 95 المغربي من أجل المساواة"، وهو مجموعة من 40 جمعية ومنظمة غير حكومية تركّز على المساواة في النوع الاجتماعي. تتشارك جميع هذه المشاريع بموضوع مشترك هو تشجيع حقوق المرأة من أجل إيجاد مجتمع أكثر عدالة. أجرت فايزة اسكندراني، رئيسة جمعية اسمها المساواة والتكافؤ، تدافع من أجل هذه المبادئ في تونس، مسابقة على الفيسبوك قبل شهر من انتخابات أكتوبر المقبل، كان عنوانها "السيرة الذاتية لألف امرأة للمجلس الوطني التأسيسي"، صممت لتظهر اهتمام المرأة التونسية بالسياسة. حصلت السيدة اسكندراني على 800 سيرة ذاتية من نساء في أجزاء عديدة من الدولة كن مهتمات بمشروعها. وفرت السابقة فرصة للأحزاب السياسية المهتمة بالمعرفة عن مرشحات محتملات وهي تعد قوائم مرشحيها للانتخابات. تتخذ النساء كذلك مواقف كقائدات سياسات. على سبيل المثال، كانت مايا جريبي، التي كانت الأمينة العامة للحزب التقدمي الديمقراطي عام 2006 أول امرأة تونسية مسؤولة عن حزب سياسي، وهي الآن عضوة في المجلس الوطني التأسيسي. وتقول "جريبي" إنها لم تنظر أبداً لكونها امرأة على أنه يشكل مشكلة في عالم السياسة. كما أنها لم تعتبره أفضلية. وهي فقط تضع نفسها في موقع ناشطة عمالية وسياسية. وهي مصدر إلهام للعديد من الذين يعتبرون إنجازها إثباتاً على أن باستطاعة المرأة النجاح في السياسة من خلال مواهبهن ومهاراتهن. وأخيراً، فقد بدأت النساء من مجموعات مختلفة بالعمل معاً. وقد اقترحت"محرزية العبيدي"، نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي إنشاء لجنة مشكّلة من النساء من مختلف الخلفيات السياسية للاستفادة من وجهات نظر أعضائها المتنوعة لإيجاد حلول لمشاكل تواجه المرأة. بدأت النساء التونسيات يظهرن تدريجياً على الساحة السياسية، الأمر الذي يساعد على إرساء قواعد مكتسباتهن التي حصلن عليها من خلال عملهن المضني. وفي الوقت الذي يساعد فيه هذا الواقع على تشكيل توقعات الأجيال القادمة، من الأرجح أن تمهد هؤلاء النساء الملتزمات الطريق للشابات اللواتي ربما يصبحن في يوم من الأيام صانعات السياسة دون مواجهة أية معيقات بسبب نوعهن الاجتماعي. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©