السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجبي!!

عجبي!!
30 يوليو 2010 21:32
(1) أحد الأصدقاء ارسل لي مقارنة بسيطة بين الكلب والذئب في التراث العربي، وطالبني بأن أحول هذه المقارنة الى مقال ساخر، يقول الرجل ما معناه، أن الكلب مستأنس وقدم خدمات كثيرة للبشر على مر العصور، وهو يحرس صاحبه وعائلته ويحرس ممتلكاته. يقود الماشية ويحرسها، ولا يعتدي عليها حتى لو مات جوعاً، مخلص ومتفان ومُطيع. شجاع ومستعد للموت دفاعاً عن صاحبه، وهو يسلّي الأطفال ويقوم بالعروض الفنية، (السيرك) والعروض الترفيهية الاستعراضية. يساعد الاعمى على معرفة الطريق ويساعده بالمسير. استخدم للقنص، سواء للتسليه، أو لسد الحاجة. واستخدمته الجيوش في القتال واستخدمه البعض للتنقل. تستخدمه الاجهزة الامنية للكشف عن المخدرات والمتفجرات. تم تدريبه للمساعدة في ضبط النظام ومحاربة الجريمة. ثم ينتقل الرجل الى الذئب ويقول: إن الــــــذئب لم يستأنس أبداً. وإن حصل وتمت تربيته «نادراً».... فلا يؤمن غدره مهما طال الزمن. أناني... انعزالي... انتهازي. جبان ... لا يدخل بمواجهة الا إذا ضمن الفوز فيها. يقتل الانسان بواسطة الغدر والدهاء... خصوصاً إذا كان أعزلاًً أو ضعيفاً او منعزلاً لوحده، يقتل قطيع الماشية بالكامل ليأكل واحدة. بعد كل هذا ... من تتوقع حظي بالمديح والتبجيل في أرثنا وثقافتنا العربية والبدوية؟ إنه الذئب !!!؟ نعم ...الذئب. اذا وصفنا انسان ما بأنه ذئب، فإن هذا يعتبر يعتبر مديحاً. بينما وصف الإنسان بأنه كلب تعتبر قمة الإهانة... ولا يغسلها الا الدم. تغنـّى بالذئب المطربون... وسطر له الأدباء الروايات والأمثال... وتغزل به الشعراء... فنسجوا له أروع القصائد في وصف بطولاته!! بعد ذلك لا أقول سوى: عجبي!! (2) تقول الدراسات الاجتماعية الحديثة بأن الرجل يعشق المرأة الصامتة لأنه يشعر ان ثمة غموضاً ما يكتنفها، بينما ينزعج من المرأة الثرثارة التي تقول كل شيء. وتخرج الدراسة بنتيجة موجهة للمرأة مفادها:( أسكتي واصمتي وتلمسي النتائج)..!! طبعا لن تستطيع المرأة الصامتة، تخبرنا بالنتائج والا لعادت ثرثارة وخسرت الحبيب أو الزوج. أما أنا فأعتقد ان الرجل من وراء هذه الدراسة يريد اسكات المرأة لأنها لا تترك له فرصة للحديث... تقول النكتة، ان الشاب استفسر من ابيه لماذا لم يكلم والدته منذ اسبوعين، فقال الوالد: يا بني.. أمك لم تسكت من اسبوعين، ولم تترك لي فرصة... فكيف أتكلم معها؟ الرجل الذي اقنع المرأة ان الكعب العالي يجعلها اكثر روعة بينما يتآكل عمودها الفقري وتصاب بهشاشة العظام!! الرجل الذي اقنع المرأة بأن لغمطة وجهها بالمساحيق وأحمر الشفاة يجعلها اكثر سجرا وجاذبية!! الرجل الذي كان قبل عصور يقنع المرأة بأنها اجمل حينما تكون أكثر بدانة، وهو يقنعها حاليا انها اجمل حينما تكون اكثر نحافة!! هذا الرجل... هل يستطيع اقناع أية امرأة بأن الصمت يجعلها أكثر جاذبية وعمقا؟ أشك في ذلك. (3) «الحياة صراع بين الأرصفة والشوارع»... عبارة سمعها قبل اكثر من ربع قرن، وما تزال ترن في أذني ..... فأنزل الى الشارع، لكن السيارات تكاد تدهسني، ويشتمني السواقون، وتلاحقني شرطة السير. فأعود الى الرصيف، فيصطدم رأسي بالأحذية المعلقة على سبيل العرض، ويوقفني المتسولون، ويتناهشني التجار وباعة الرصيف وقارئات الحظ والنشالون. فأجد أن لا مفر لي من العودة الى الشارع... فتكاد السيارات أن تدهسني، ويشتمنى السواقون، وتلاحقني شرطة السير. عجبي!! ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©