الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تراقب السيارات إلكترونياً

الصين تراقب السيارات إلكترونياً
22 يونيو 2018 20:32
أقرت الصين خطة وطنية جديدة بشأن فحص السيارات إلكترونياً مما يتيح لحكومة بكين رصد مواطنيها على الطرق، لتضاف إلى القرارات الأخيرة الرامية إلى نفس الاتجاه مثل نشر كاميرات الفيديو، وتقنية التعرف على الوجوه في الشوارع. وتقوم الصين حالياً بوضع الخطط الخاصة بتأسيس برنامج تتبع السيارات على مستوى البلاد باستخدام نظام تحديد الهوية الإلكتروني، وفقًا للسجلات والأشخاص الذين تم اطلاعهم على هذه الخطوة. وبموجب الخطة التي سيتم طرحها في الأول من يوليو، سيتم تركيب رقاقة تحديد ترددات الراديو لتتبع المركبات على السيارات عند تسجيلها في إدارات المرور في البلاد. وقال أشخاص مطلعون على تلك الخطوة، إن تطبيق الخطة الجديدة سيكون طوعيا في البداية، لكنه سيكون إلزامياً للمركبات الجديدة بداية من يناير 2019. ووصفت السلطات الخطة بأنها وسيلة للسيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد وأيضاً للحد من الازدحام المروري المنتشر في المدن الصينية المختلفة، وذلك حسبما يتردد في الوثائق الرسمية، ووسائل الإعلام الحكومية، ولكن ما يثير قلق الصينين من هذا الإجراء أنه سيفاقم من مشكلة تلوث البيئة التي تعاني منها الصين بالفعل. لكن مثل هذا النظام الذي يتم العمل على تنفيذه في أكبر سوق للسيارات في العالم والذي تبلغ مبيعاته نحو 30 مليون سيارة سنوياً سيوسع شبكة المراقبة الصينية على سكان الصين بشكل كبير، ليضاف إلى وسائل المراقبة الأخرى المستخدمة في الشوارع بالفعل، مثل كاميرات المراقبة، وتقنية التعرف على الوجه والمراقبة عبر الإنترنت. وقال بن جرين، وهو زميل في مركز بيركمان كلاين لدراسات الإنترنت والمجتمع التابع لجامعة هارفارد الأميركية «كل هذا يحدث في ظل هذه الحكومة المتسلطة»، ويقوم جرين بالبحث في استخدام البيانات والتكنولوجيا من قبل الحكومات المختلفة. وأضاف، «من الصعب حقاً أن نتخيل أن الاستخدام الأساسي لهذه الرقائق المثبتة على الزجاج الأمامي للسيارات ليست لمراقبة تطبيق القانون وأشكال أخرى من الرقابة الاجتماعية». ولم تستجب وزارة الأمن العام الصينية، وهي التي ستشرف على تنفيذ الخطة، وكذلك معهد بحوث إدارة المرور التابع للوزارة، والذي صاغ المعايير المتعلقة بتنفيذ هذه الخطوة، لطلبات التعليق. ولتنفيذ تلك الخطوة، سيتم تثبيت شرائح تحديد الترددات أو شرائح RFID على زجاج السيارة الأمامي. وسوف تقرأ أجهزة القراءة المثبتة على طول الطرق هذه المعلومات الخاصة بالسيارات عند مرورها أمامها، ومن ثم تظهر على الشاشات في وزارة الأمن العام، حسبما قال أحد الأشخاص المطلعين على هذه الخطة. سيقوم النظام بتسجيل المعلومات مثل رقم لوحة ترخيص السيارة ولونها، حسبما قال أحد الأشخاص. وسيعرف النظام متى تمر السيارات بنقاط التفتيش الإلكترونية، ولكن بخلاف أنظمة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي، لن تكشف عن مكان السيارة طوال الوقت فقط تحدد موقعها متى مرت على نقاط التفتيش الإلكترونية. في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، يتم تثبيت شرائح RFID على نطاق واسع على السيارات من أجل الدفع الإلكتروني للرسوم المستحقة للمرور عبر الطرق. كما أنها تستخدم في بعض الشاحنات التجارية في مناطق تشمل الموانئ لتتبع مواقع المركبات والسلع التي تحملها. لكن الخطة الصينية «ستكون بالتأكيد أكبر برنامج تديره حكومة واحدة في العالم»، حسبما قال مانويل مورينو، نائب الرئيس في نيولوجي، وهي شركة مقرها سان دييغو والتي تعد مورداً رئيسياً لأنظمة تكنولوجيا RFID للسيارات في الولايات المتحدة والمكسيك. وأضاف أن المكسيك، على سبيل المثال، تبنت خططاً مماثلة لنظام وطني شامل، لكن الخبراء يقولون، إن التنفيذ كان محدوداً، وتبيع المكسيك نحو 1.5 مليون سيارة جديدة سنوياً، مقارنة بنحو 30 مليوناً سنوياً في الصين. وفي الوقت الحالي، تقوم السلطات، بما في ذلك في الصين، بتتبع السيارات على نحو أكثر شيوعا من خلال صور فيديو للوحات التراخيص. وعادة ما تكون كاميرات المراقبة أرخص من أجهزة قراءة RFID. ويقول سانجاي سارما، وهو استاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وخبير في تكنولوجيا RFID، إن تقنية RFID تتمتع بمزايا مثل العمل في الأجواء الضبابية عندما تكون الرؤية ضعيفة وتعمل ايضاً على سرعة معالجة المعلومات. كما يمكن لنظام التعرف على الترددات اللاسلكية الحصول على معلومات السيارة حتى لو استخدمت لوحات ترخيص مزورة، كما يقول الخبراء، وهذه تعد مشكلة في الصين، حيث يستخدم بعض السائقين لوحات مزورة للدخول إلى مدن ممنوعون في القيادة فيها بسبب خطة حكومية تهدف إلى الحد من التلوث في مدن محددة. في أواخر العام الماضي، أصدرت بكين بعض التفاصيل عن خطتها، على أن يتم تفعيلها على أساس طوعي ابتداء من الأول من يوليو، ويمكن رؤية تفاصيل هذه الخطة عبر الإنترنت من خلال نظام الكشف عن المعايير الوطنية الصينية. ولكن لا تجد ضمن المعلومات المنشورة مؤخراً السبب وراء اعتماد هذه الخطة ولكن وثائق قديمة نشرت منذ اكثر من 4 سنوات تلقي الضوء على هذه الأسباب. في أواخر عام 2014، عندما كشف معهد أبحاث إدارة الأمن العام في الصين عن مشروع المعايير وطلب تعليقات عامة، قال إن النظام الجديد مطلوب لمعالجة المشاكل المتزايدة، مثل ازدحام المرور والهجمات الإرهابية بالمركبات. وقال إن هذه «شكلت تحديات وتهديدات خطيرة للحياة الاجتماعية والاقتصادية، خاصة بالنسبة للسلامة العامة». وأضاف أن هذه الخطوة ستعزز أيضا تطوير صناعة شرائح RFID المحلية، مشيراً إلى أن الرقائق التي تنتجها الشركات الصينية فقط ستستخدم في إطار البرنامج. وتوجد برامج تجريبية في بعض المدن الصينية. وقالت مدينة وشي الواقعة في شرق البلاد، إنها قدمت نظام تحديد الهوية باستخدام الترددات اللاسلكية في عام 2016 إلى سيارات الأجرة والشاحنات والمركبات العامة التي تستوردها. وقالت مدينة شينزين الجنوبية الشرقية، إنها قدمت نظاماً مشابهاً في عام 2016. وقالت حكومة شينزين، إن الجهاز سيجمع البيانات المتعلقة بالمركبات مثل رقم لوحة السيارة، ولون السيارة، وليس المعلومات الشخصية. وقالت على موقعها على الإنترنت «سيضمن هذا البرنامج أمن المواطنين ويحافظ على خصوصيتهم». لكن الخبراء يقولون، إن السلطات لا تحتاج إلى مثل هذه الخطوة للتأكد من سيولة حركة السير في الشوارع، فجمع البيانات الشخصية لا يساهم في تخفيف حدة الزحام على الطرق. وأضافوا أنه يمكن التعرف على الازدحام من خلال أجهزة الاستشعار التي تحسب عدد المركبات. وقالت مايا وانغ، الباحثة في الشؤون الصينية في منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان، والتي تبحث في برامج المراقبة في الصين: «إنه أشبه بأداة أخرى لفرض مراقبة جماعية. وتتبع المركبات من شأنه أن يضيف بالتأكيد تفاصيل جديدة إلى سلسلة أدوات الرقابة التي تعتمدها الصين بالفعل». * الكاتب: يوكو كوبوتا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©