الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصر تجند شبابها في معسكر محاربة إدمان التدخين والمخدرات

مصر تجند شبابها في معسكر محاربة إدمان التدخين والمخدرات
30 يوليو 2010 21:28
جذبت حملة، تبناها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة الأسرة والسكان في مصر، مئات الأطفال والشباب الذين تبدأ أعمارهم من العاشرة وحتى الخامسة والعشرين من مختلف الاتجاهات والخلفيات جمعهم الوعي بمشكلة التدخين وإدمان المخدرات، والرغبة في أن يكونوا جزءا من برامج الوقاية. اشترك مئات المتطوعين في آخر معسكرات أقامها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة الأسرة والسكان في مصر في المركز الأوليمبي في المعادي والذي استمر أربعة أيام، مدفوعين بالرغبة لمعرفة الكثير عن الإدمان وأخطاره والوقاية منه. وتضمن المعسكر عرض مسرحية “الدخان الأزرق” التي انتجها صندوق مكافحة الإدمان كجزء من خطة التوعية والتدريب. حماية النشء فتح الصندوق باب التطوع للدارسين بالمراحل الثانوية والجامعية للانضمام إلى الأنشطة التي ينفذها للتوعية أو التثقيف أو الخط الساخن فيقوم الشباب بهذا الدور عن طريق تنفيذ دليل تدريبي لأقرانهم من الشباب في المدارس والجامعات والمراكز والأندية وتنظيم لقاءات طلابية فنية وأدبية ورياضية وحملات توعية على الإنترنت من خلال “الفيس بوك” و”تويتر” و”ماي سبيز” وكلها مواقع للتواصل الاجتماعي بين الشباب. ويقول محمد عبدالسلام، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره “عندما كنت في الصف الثاني الثانوي كان هناك ما يسمى الاستراتيجية القومية لحماية النشء ورغبت في المشاركة أول الأمر هربا من الحصص والمدرسة ولكن عندما دخلت الموضوع اكتشفت انه رائع ومفيد وشاركت في وضع هذه الاستراتيجية واختاروني من بين الذين حصلوا على تدريب لنكون مدربين لشباب آخرين وكان أول معسكر بمثابة انطلاقة ثم نزلنا إلى 22 مدرسة جنوب الجيزة”. ويتابع “قمنا بحملات توعية ونقلنا ما تعلمناه في المعسكر من مهارات تواصل وإقناع وتدريب ذهني للطلبة للامتناع عن التدخين والتوعية بمخاطر الإدمان والتعاطي ونظمنا بعد ذلك مسيرة من 3000 طالب بجامعة القاهرة تحت شعار “صحتكم يا شباب” تهدف لمقاطعة التدخين وأقمنا مهرجانا في اليوم العالمي لمقاطعة التدخين وحاولنا جمع اكبر عدد من المتطوعين للوصول للمليون متطوع”. وأضاف عبدالسلام “أسست موقعاً على “الفيس بوك” تحت عنوان “شارك وكن إيجابياً” ووصل عدد أعضائه إلى 200 فرد للتوعية بمضار التدخين والمعلومات المغلوطة لدى الشباب وأعمل مذيعاً في برنامج “كن إيجابياً” في إذاعة خاصة على النت تسمى “إحنا أون لاين” وأتحدث كل يوم أربعاء عن المشاكل التي تقوم وزارة الأسرة والسكان بمحاربتها كالختان والعنف وليس فقط الإدمان”. تقول المتطوعة نهلة محمد، الطالبة بكلية الآداب قسم فلسفة “عرفت عن طريق جماعة على الفيس بوك عن الحملة وأعجبت بالأفكار التي تدفعنا للإيجابية ومساعدة من حولنا والواجب الذي يقع علينا نحو مجتمعنا وعلى الرغم من عدم وجود مدمن في محيط معارفي إلا أن إدراكي لأهمية دور الشباب في بناء مستقبل الوطن دفعني للتفكير في أهمية توعيته حتى لا يقع أحد من إخواتي أو أصحابي في هذا الوضع لأنه من الممكن أن يكون أحدهم في هذا الموقف لذا يجب أن أكون على دراية بكيفية التعامل مع هذا الوضع”. إيجابية ومشاركة وتقول هبة حسام، طالبة بكلية الحقوق “قبل التطوع كنت شخصية انطوائية غير اجتماعية ولا املك أي خبرة واكتسبت بتطوعي وبمشاركتي في المعسكرات وورش العمل والدورات التدريبية التي نظمها صندوق مكافحة الإدمان بالإيجابية والثقة والقدرة على التواصل والتعبير عن رأيي بحرية مع احترام الآخرين”. ويقول هشام إبراهيم، طالب بكلية التجارة ومتطوع منذ سبع سنوات “بدأت في برنامج إعداد قادة النشء لمناهضة التدخين والمخدرات التابع للمجلس القومي المصري للأمومة والطفولة واستفدت كثيرا من تطوعي فلم أعد الشخص السلبي في المنزل والمدرسة بل اكتسبت مهارات القيادة واحترام رأي الآخر، والعمل الجماعي وروح التعاون واصبح لي زملاء وشاركت في صياغة الاستراتيجية القومية لحماية النشء من المخدرات وأنأ متطوع في أكثر من برنامج منها خط نجدة الطفل “16000” وبرنامج “أفلاطون المصري” التابع للمجلس القومي وانضممت لفريق المتطوعين بالصندوق وشاركت في تنفيذ العديد من الدورات التدريبية”. ويقول محمد أحمد، طالب بالثانوية “التطوع والمشاركة بدور فاعل في العديد من المعسكرات لا يتعارض مع المذاكرة فأنا أقوم بذلك في وقت الفراغ بل أنه حافز للحماس والنشاط”. من جهته، يقول محمد جابر، طالب بتجارة عين شمس “رغم تطوعي من أشهر قليلة فقد كنت مدخنا واستطعت التوقف عن هذه العادة منذ اليوم الأول الذي شاركت فيه بالتدريب واعتبر ذلك نصرا كبيرا على التدخين وتغييرا إيجابيا في حياتي”. تقول نسمة محمود آداب فلسفة “عرفت الموضوع عن طريق صديقة لي ولم أفهم وعندما شاركت في أحد المعسكرات تحمست بسبب سماعي عن زيارة عدد من المدمنين كما أن المدخنين عددهم كبير جدا من حولنا وحتى الفتيات اصبحن يدخن ويتعاطين المخدرات وحضرت للصندوق وأدركت مدى خطورة السجائر وقررت المشاركة للحد من هذه الظاهرة ومحاولة منعها وشعرت بعد اشتراكي بأنني أصبحت أكثر جرأة وإيجابية. ندى نصر الدين ليسانس آداب علم نفس تقول إنها سعيدة بعملها التطوعي في الخط الساخن الذي يتناسب مع مؤهلها الجامعي وهو علم النفس، وهي تكتسب يوميا خبرات عديدة حين تقدم بعض الاستشارات الإرشادية لبعض الأسر وهو من صميم تخصصها. وتقول هدى محمود، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس “العمل بالخط الساخن يعتبر ميدانا دراسيا عمليا لعلم النفس من خلال التعرف على الواقع الأسري للمجتمع ورؤية المشاكل الأسرية عن قرب. من جانبه، يقول عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إن هدف الصندوق التوجه للوقاية من التدخين عن طريق تدعيم قدرات الشباب وبناء الشخصية الواعية القادرة على قول “لا” بحزمة من المهارات الحياتية من تواصل ومقاومة المشاعر السلبية وإعداد قادة من الشباب ضمن مجموعة قوامها 15800 متطوع على مستوى مصر كرابطة للوقاية من التدخين وتعاطي المخدرات عن طريق تواصل على “الفيس بوك” والمدارس والجامعات والمعسكرات ويتم الإعداد لحملة كبيرة تشمل 80 معسكرا تستهدف التوعية ونقوم حاليا بعملية الرصد ولكن المؤشرات تشير لزيادة انخراط البنات في الإدمان وتراجع سن التعاطي وهي كلها مؤشرات توضح انحسار دور الأسرة لاسيما أن 52 في المائة من المدمنين يقيمون مع والديهم. استهداف المدارس والطلبة يرى الدكتور عمرو الدسوقي، منسق مشروع حماية النشء من المخدرات بوزارة التربية والتعليم، أن الشراكة بين الوزارة والصندوق مهمة. ويقول “استهدفنا 1500 طالب في 500 مدرسة ونأمل أن نستهدف 200 مدرسة إضافية في بداية العام الدراسي القادم”. ويقول محمود صالح، المنسق التنفيذي لتدريب المتطوعين التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان إن عملية التطوع تتماشى مع اتجاه عالمي حديث نحو مشاركة الشباب والذي ثبتت فعالية في توصيل الأفكار والإقناع بها والهدف العام للأنشطة التطوعية التي ينفذها الصندوق تعزيز فكرة التطوع ونشرها وتحفيز الشباب لخدمة مجتمعه وإتاحة المزيد من الفرص التطوعية بين النشء والشباب بما يتفق مع مهاراتهم وقدراتهم واهتماماتهم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©