الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقة الأميركية الباكستانية... نقطة التأزم

العلاقة الأميركية الباكستانية... نقطة التأزم
16 مايو 2011 22:04
بعد نحو أسبوعين على مقتل بن لادن، مازالت إدارة أوباما مترددة ومنقسمة بشأن مستقبل علاقاتها مع باكستان، مثلما يقول عدد من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى. ذلك أن اكتشاف زعيم "القاعدة" في مدينة قريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، جعل الكثيرين في الإدارة الأميركية غير مستعدين للتسامح مع الصِّلات الغامضة التي تربط باكستان مع بعض المنظمات المتطرفة. وبعد سنوات من التحذيرات الأميركية الفعالة، بدأ العديد من المسؤولين الأميركيين يخلصون إلى أن تغييراً في السياسة الأميركية تجاه باكستان ربما حان أوانه. هذه التحذيرات وردت تفاصيلها في تقارير حديثة، حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، ترصد ثلاث سنوات من الاجتماعات الخلافية في معظم الأحيان بين مسؤولين من البلدين. وتصف هذه الخلافات التي أكدها مشاركون أميركيون وباكستانيون، سجالاً محتدماً قالت فيه الولايات المتحدة مراراً إن لديها أدلة دامغة على وجود صلات بين قادة الجيش ومسؤولي الاستخبارات الباكستانيين وبين "طالبان" أفغانستان ومتمردين آخرين، وحذرت من أن رفضاً باكستانياً للتحرك ضدهم ستكون له كلفة وعواقب وخيمة. ويقول مسؤولون أميركيون إنهم لا يملكون أدلة على أن زعماء عسكريين أو مدنيين باكستانيين كباراً كانوا على علم بمكان وجود بن لادن، أو سمحوا بأي دعم رسمي له، لكن إقامته على مقربة من منشآت تابعة للجيش الباكستاني أخذت العلاقات بين الجانبين إلى نقطة الأزمة. وفي هذه الأثناء، يدعو بعض المسؤولين، ولاسيما في البيت الأبيض، إلى رد قوي، وخاصة إذا ما استمرت باكستان في رفض وصول الأميركيين إلى مواد تركها وراءهم أفراد الكوماندوز الأميركي الذين أخذوا معهم كل الأوراق والأقراص الصلبة التي استطاعوا حملها خلال الغارة القاتلة التي شنوها على مجمع بن لادن ودامت أربعين دقيقة. وفي هذا الإطار، يقول واحد من بين عدد من مسؤولي الإدارة وافق على التحدث حول هذا الموضوع الحساس، شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا يمكن أن تستمر العلاقات على نحو طبيعي مثلما كانت عليه في السابق"، مضيفاً: "عليك أن تُفهم الباكستانيين أنهم وصلوا إلى نقطة حيث عليهم القيام بالاختيار". وأردف المسؤول الأميركي قائلاً: "إن الناس الذين كانوا مستعدين لمدة طويلة للاستماع إلى قصة باكستان، لم يعودوا اليوم مستعدين للاستماع". بيد أنه لا أحد تقريباً من المسؤولين يرغب في التفكير في بدائل في حال قامت باكستان بالاختيار الخاطئ. ولا أحد داخل الإدارة "يرغب في القيام بقرار سريع وخاطئ"، مثلما يقول المسؤول. ذلك أن كل خيار متاح -من الحد من المساعدات الأميركية والاتصالات الرسمية، إلى شن مزيد من الهجمات الميدانية أحادية الجانب ضد الأهداف الإرهابية- يُعرض للخطر المساعدةَ الباكستانية الحالية، بغض النظر عن الحد الذي يمكن التعويل فيه عليها، لاسيما بخصوص الحفاظ على أعداء الولايات المتحدة بعيداً؛ حيث يرى عدد لا بأس به من المراقبين أنه من شبه المستحيل تحقيق نجاح عسكري في حرب أفغانستان والتوصل إلى تسوية نهائية لها بدون مستوى معين من التعاون الباكستاني. وفي هذا الإطار ، قال أوباما الأسبوع الماضي على برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه قناة "سي بي اس" الأميركية: "الحقيقة هي أننا تمكنا من قتل عدد أكبر من الإرهابيين على التراب الباكستاني مقارنة بأي مكان آخر"، مضيفاً: "ولم نكن لنستطيع فعل ذلك دون مساعدة باكستانية". وفي الوقت الراهن، تبدو الإدارة في وضع لا تحسد عليه، إذ تنتظر رداً باكستانياً على أسئلة فورية حول بن لادن، معربة في الآن نفسه عن الأمل في أن تنخرط إسلام آباد في شراكة أكثر متانة وقوة بشأن محاربة الإرهاب في المستقبل. غير أن هذه النتيجة تبدو في موضع شك على نحو متزايد. ذلك أنه في باكستان، تحولت تعهدات المسؤولين عقب الغارة على منزل بن لادن بعدم السماح أبداً باستعمال أراضي باكستان في تنفيذ ضربات إرهابية ضد بلد آخر، إلى اتهامات ساخطة للولايات المتحدة بالخيانة. وعلاوة على ذلك، فقد كان ثمة عدد قليل من الاتصالات رفيعة المستوى مع الباكستانيين منذ الغارة المذكورة. فالمكالمتان الهاتفيتان اللتان أجراهما في عطلة نهاية الأسبوع الماضي مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، توماس دونيلون، والأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني، يقال إنهما كانتا غير مقنعتين في أفضل الأحوال. والجدير بالذكر في هذا الإطار أن مسؤولي الأمن القومي الكبار في الإدارة الأميركية عقدوا عدداً من الاجتماعات حول باكستان في البيت الأبيض، ويترقب عقد المزيد منها هذا الأسبوع. هذا ولم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن بخصوص ما إن كانت وزيرة الخارجية ستقوم بزيارة مقررة سابقاً إلى باكستان في وقت لاحق من هذا الشهر. والحال أنه "يفترض أن يكون هذا استمراراً للحوار الاستراتيجي" الذي بدأته كلينتون مع باكستان العام الماضي، يقول مسؤول باكستاني رفيع عبر عن خيبة أمل متزايدة لكون الحكومة المدنية تكرر الرد العسكري المتشدد. ويشار أخيراً إلى أن السيناتور جون كيري (الديمقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس)، الذي قام بمساعي وساطة لصالح الإدارة خلال خلافات سابقة مع إسلام آباد، قد سافر إلى المنطقة أواخر الأسبوع الماضي حاملاً رسالة عاجلة من البيت الأبيض وتحذيرات بشأن "مزاج الكونجرس" المتكدر، مثلما قال مسؤول أميركي. كارن دي يانج وكارن بروليارد - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©