الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبيض الشاب يواجه أوزبكستان بطموح التتويج

الأبيض الشاب يواجه أوزبكستان بطموح التتويج
14 نوفمبر 2008 01:16
الليلة هي الليلة الكبيرة، كما يقولون، يوم الحصاد للأبيض الشاب، الذي يواجه أوزبكستان في الثامنة إلا ربعاً مساء اليوم بتوقيت الإمارات، في نهائي كأس آسيا للشباب تحت 19 عاماً على ملعب ستاد الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز بالدمام· الليلة، ستترقب آسيا كلها الكشف عن بطل جديد للقارة الصفراء في هذه المرحلة السنية، خاصة وأنها ستكون المرة الأولى في تاريخ البطولة أن يفوز أي من الفريقين باللقب، وستترقب الإمارات من شمالها إلى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها، مهمة الأبطال الجديدة التي تأتي في ختام مشوار مظفر، هو الأفضل بين كل المنتخبات التي شاركت في البطولة، اليوم نحتضن الحلم الكبير بين الضلوع ساعة ونصف أو أكثر، انتظاراً لما يسفر عنه النهائي الآسيوي، ومع كل خطوة من لاعبينا ستمتد الدعوات من الإمارات إلى الدمام، تدعو لأبنائنا أن يكلل الله مشوارهم بالفوز والعودة بالكأس· الأبيض الشاب عودنا أن الأحلام ممكنة، وأنه لا مستحيل في كرة القدم، حطم امبراطوريات كروية قبل أن يصل إلى هذه المرحلة، تجاوز أعتى الفرق، لم يهزم في أي مباراة ولم يتعادل، حصد كل النقاط حتى الآن، تغلب على كل العوامل والظروف غير المواتية التي مرت به حتى قبل أن يبدأ البطولة، لم يكن مرشحاً من قبل الكثيرين، لكنه رشح نفسه وقدم مسوغات هذا الترشيح، عروضاً ونتائج مبهرة، عمل مع مدربه مهدي على في صمت، وشيئاً فشيئاً، أصبح نجمه هو الأكثر لمعاناً، في حين أفلت نجوم أخرى، كانت قد تقدمت الترشيحات للوصول إلى النهائي، صعد إلى كأس العالم، وظن الكثيرون أن المهمة انتهت، وأن الأبيض الشاب قد قنع بما جادت به عليه البطولة، فإذا به يقلب كل النظريات، ويبدو مع كل مباراة، وكأنه يبدأ من جديد، بعد كل هذا أليس من حقنا أن نحلم؟ أليست حقاً كل الأماني والأحلام ممكنة مع الأبيض الشاب؟ الليلة، ونحن نواجه أوزبكستان في النهائي الآسيوي، يدرك اللاعبون، مثلما كان شأنهم دوماً، أن ما سبق، ليس له دخل فيما هو آت، وأن المنافس، ما كان ليصل إلى هذ الدور إلا لأنه يستحق، وأننا مثلما نريد البطولة، هو أيضاً يريدها، وأن كل النقاط التي جمعناها، والانتصارات التي حققناها ليست مبرراً لنا لنفوز، وإنما العرق وحده هو المبرر، وهذ ما أرساه الجهاز الفني وإدارة البعثة في نفوس اللاعبين· المعطيات والحسابات، تقول إننا الأفضل، فنحن من اكتسح استراليا بثلاثية في الدور نصف النهائي، وكانت هي من قبل قد تعادلت مع أوزبكستان في الدور التمهيدي بهدف لكل منهما، ونحن من يملك في رصيده حتى الآن 15 نقطة من خمس مباريات، أي العلامة الكاملة، ونحن من لم يعرف سوى الفوز، لكنها في النهاية تبدو أرقاماً، خاصة أن الفريق الأوزبكي من أكثر الفرق تميزاً من الناحية الدفاعية، وفي مباراته أمام كوريا الجنوبية، والتي أوصلته إلى النهائي، تفوق بعزيمة لاعبيه، وهي ميزة يتعادلون بها معنا، لديهم أيضاً إصرار ورغبة جارفة في إنهاء الأمر كما يريدون، والعودة إلى طشقند بالكأس· وتحمل مباراة اليوم رائحة ثأر قريب للأبيض، الذي خسر في الدورة الدولية في أبوظبي والتي أقيمت قبل أيام من انطلاقة البطولة الآسيوية، بهدفين، ولكن أبيض البطولة الدولية غير هذا الأبيض الذي كشف عن نفسه في الخُبر والدمام، أبيض البطولة الدولية، كان في طور اكتشاف الذات، حتى تسلم مهدي علي مقاليد التدريب فأعاده لذاته، وأعاد إليه نهجه السابق، نهج الانتصارات والأداء الرجولي، ومن هنا فإن مباراة أبوظبي تبقى مجرد ذكري وتجربة ليس إلا، والأوزبكيون أنفسهم يعلمون ذلك، ويعلمون أن الأبيض لا يستهان به، وأن مهمتهم، مثلما هي حالنا، ستكون شاقة· وعلى مدار اليومين الماضيين، أدى الأبيض الشاب تدريباته على ملعب نادي النهضة، وخلال التدريب الأول حاول مهدي علي علاج الإرهاق البادي على اللاعبين، من جراء أداء خمس مباريات في 12 يوماً، كما تحدث للاعبين، وأكد لهم أن كل ما مضى مرحلة، ومباراة اليوم وحدها مرحلة، إنها مباراة تساوي بطولة، تحدث معهم بشفافية، أكد أنه يدرك عظمة العروض التي قدموها وأن كل الإمارات فخورة بما قدموه، وأن التحديات التي خاضوها حتى الآن كانت مرهقة، لكن ذلك ليس حالهم وحدهم، لكنه أيضاً حال الفريق الأوزبكي، وأن عليهم أن يدافعوا عن الحلم الكبير، وأن يعودوا إلى الوطن بإنجاز الصعود إلى كأس العالم الذي حققوه من قبل، إضافة إلى الكأس، وشكرهم علي الجهد الذي بذلوه طوال المرحلة السابقة، وطالبهم بالأداء علي نفس المنوال· وأكد لهم أن تاريخ الكرة يفتح أبوابه أمامهم، ويتيح لهم فرصة لن تتكرر، بالتتويج أبطالاً للقارة، وأن عليهم أن يتمسكوا بالفرصة المتاحة، ويقاتلوا من أجلها، وأكد لهم أنهم مروا باختبارات أشد شراسة من الاختبار الأوزبكي، وأنهم في الملعب الليلة يجب أن يستحضروا روح التحدي التي اشتهروا بها مضاعفة ليحققوا النصر· وخلال المران الأخير، والذي جاء حماسياً، وأقبل عليه اللاعبون بشهية مفتوحة، بدا مهدي علي مهموماً بالبحث عن حل للتكتل الدفاعي الأوزبكي المحتمل، والذي أوصل المنافس إلى النهائي، وفي نفس الوقت، كان واضحاً أن نهج المبادرة الذي انتهجه الفريق في مباراته الأخيرة، وحتى التي قبلها أمام السعودية، والذي مكن الفريق من مباغتة الفريقين والضغط عليهما من البداية، قد أثبت فاعليته ونجاحه، ولكن هذا النهج تواجهه عدة إشكاليات، في مقدمتها صلابة الدفاع الأوزبكي، وكون المنافس قد درس النهج الإماراتي جيداً· ومن هنا من المنتظر أن تأتي خطة الأبيض الليلة مزيجاً من مبارياته السابقة، مع الاهتمام أكثر بالجانب الدفاعي، والاعتماد على الهجمات المرتدة، وشهد المران تدريب اللاعبين على ضربات الترجيح، تحسباً للجوء إليها في حالة وصول المباراة إلى هذه النقطة·
المصدر: الدمّام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©