الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: مناسك الحج.. تربية على الطاعة والإخلاص

العلماء: مناسك الحج.. تربية على الطاعة والإخلاص
11 أغسطس 2017 02:01
القاهرة (الاتحاد) ذكر الله تعالى الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب تأكيداً لحقه وتعظيماً لحرمته، ولا خلاف في فرضيته، وهو أحد قواعد الإسلام، ويجب مرة في العمر، وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: كل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم&hellip»، وقد كان الحج معلوماً عند العرب مشهوراً لديهم، وكان مما يرغب فيه لأسواقها وتبررها وتحنفها، فلما جاء الإسلام خوطبوا بما علموا وألزموا بما عرفوا. ويؤكد العلماء أن الحج فريضة شرعية، وشعيرة مقدسة، عبادة خالصة، لذلك على الحاج أن يستحضر ويستشعر عظمة هذه الفريضة، فهي رحلةٌ إيمانية، وفرصةٌ للتوبة. تربية عملية بداية يؤكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن شعائر ومناسك الحج تربية عملية على الطاعة التامة لله، والإخلاص في العبودية له، والامتثال لأمره، وهناك العديد من الآداب والأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها الحاج أثناء تأدية الشعائر والمناسك، ومنها التجرد بأن ينأى بنفسه عن هموم الحياة وتعلقه بها، لتصفو نفسه وتسمو روحه، فيزداد قرباً من الله، وأولى هذه الخطوات، الإحرام الذي يعني التجرد من كل ما في الدنيا، ومن آداب الحج المداومة على أعمال الآخرة، من خلال الذكر والتلبية، ويجب أن ينشغل الحاج بذكر الله ودعائه وتلبيته «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا ومن هاهنا». أركان أساسية ويقول الدكتور صبري عبدالرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: «الحج واجب على الفور بمجرد استكمال شروطه، إلا إذا دلت قرينة على التراخي فيه، ولأن من مات وقد توافرت فيه الشروط ولم يؤد هذا الواجب، فإنه يكون مفرطاً، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ماذا يعرض له)، وفي الحج يعقد المسلم النية إلى قصد بيت الله الحرام في أشهر الحج، قال الله عز وجل: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً ...)، «سورة الحج: الآية 27»، أي سائرين على أرجلهم (... وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ...)، أي وهم راكبون عند استعانتهم بوسائل المواصلات المختلفة منها الخيل والإبل قديماً والسيارات والسفن والطائرات حديثاً، يأتون من القرى والأماكن البعيدة، وتجد الناس من كل لون.  ويراعى أن للحج أركاناً أساسية لا يكون إلا بها، وهي: الإحرام، الوقوف بعرفات، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة، ويضاف إليها ركن آخر عند الشافعية وهو الحلق أو التقصير. والإحرام هو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد، والوقوف في عرفة، يوم التاسع من ذي الحجة، وطواف الإفاضة ويبدأ وقته من فجر يوم العيد، والسعي بين الصفا والمروة. أحكام وآداب ومن أحكام الحج، المواقيت الزمانية والمكانية، الزمانية هي شهر شوال وذو القعدة وعشر ذي الحج، والمواقيت المكانية هي ذو الحليفة لأهل المدينة، والجحفة لأهل الشام والمغرب وأفريقيا، يحرمون الآن من رابغ، ثم يلملم «السعدية» لأهل اليمن وأهل الجنوب في المملكة، وقرن المنازل «السيل الكبير» لأهل نجد والخليج، وذات عرق لأهل العراق والبصرة، وأما أهل مكة فيحرمون للحج من منازلهم، ولا يجوز تجاوز الميقات بلا إحرام لمن أراد النسك، ويستحب التلفظ بتعيين نية النسك كقول المحرم «لبيك اللهم عمرة أو لبيك اللهم حجاً أو لبيك اللهم حجاً وعمرة»، وإنْ لم يتلفظ بها فلا بأس. وهناك سنن وآداب ينبغي الأخذ بها قبل الإحرام منها، التنظف من تقليم أظافر، ونتف أبط، وقص شارب، وحلق عانة، والاغتسال والتطيب في بدنه لا في ثوب إحرامه، وإظهار التلبية، والإحرام، ولباس الإزار والرداء الأبيضين للرجل، وأما المرأة فتحرم بثيابها العادية دون تخصيص لون معين. ويحظر على المحرم أخذ شيء من الشعر أو الأظفار أو البدن، والتطيب، والجماع ودواعيه، ولبس المخيط للرجال، وأما الحزام والساعة والنظارة والخاتم والنعلان، فلا حرج فيها، ولا يغطي الرأس بخلاف الشمسية فلا حرج فيها. الأنساك الثلاثة ويؤكد الدكتور نبيل غنايم، الأستاذ بجامعة الأزهر: «المسلم مخير بين الإحرام بأحد الأنساك الثلاثة، وهي: الإفراد بأن يحرم بالحج وحده، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجاً»، فيطوف ويسعى لحجه وله أن يطوف عند قدومه استحباباً، فيبقى محرماً وملبياً حتى يرمي جمرة العقبة ثم يقطع التلبية، فيحلق رأسه أو يقصره، والحلق أفضل، ثم يطوف طواف الإفاضة ويسعى، فيكون بذلك قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام، ولا هدي عليه. والقِران: بأن يحرم بالحج والعمرة معاً، يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجا وعمرة»، فيعمل مثل أعمال المفرد إلا أن عليه هدياً، وقد كسب عمرة مع حجته. والتمتع: بأن يحرم بالعمرة وحدها، ثم يحل منها، فيحرم بالحج دون أن يرجع إلى أهله، يقول عند ميقاته «لبيك اللهم عمرة»، فيأخذ عمرته حتى إذا فرغ منها أصبح قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام، فيبقى كذلك حتى اليوم الثامن وهو يوم التروية، فيحرم بالحج من مكانه الذي هو فيه، ويؤدي أعمال الحج كالقارن.     
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©