الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

.. وماذا عن «حزب الله»؟!

.. وماذا عن «حزب الله»؟!
27 سبتمبر 2016 22:42
.. وماذا عن «حزب الله»؟! لنصدق من باب الاقتناع أو من باب السذاجة لا فرق، بأن موسكو تريد رأس «داعش» في سوريا وبأن واشنطن تريد رأس «النصرة» وكل ما عدا ذلك مسائل فيها نظر. تُرى، أليس بين كل المقاتلين في بلاد الشام من يريد رأس «حزب الله» الذي نصّب نفسه منذ ثمانينيات القرن الماضي «رأس» حربة العرب والمسلمين في مواجهة إسرائيل في مكان والشيطان الأكبر في آخر وجميع المستكبرين في كل مكان. هل أصبح «حزب الله» فجأة مجرد تنظيم لا يخيف أحداً لا في تل أبيب ولا في واشنطن؟ وهل أصبح فجأة حفنة من المسلمين لا مخالب لهم ولا أنياب ولا سواعد مبللة بالدم أو عقائد مفعمة بـ «الجهاد» أو مساراً مجبولاً بالإرهاب...؟ وهل أصبح فجأة «مجرد زوبعة في فنجان لا يملك آلاف الصواريخ ولا يدرب الآلاف من أعداء الأمة العربية في العراق واليمن والبحرين والكويت ومصر وكل بقعة تطالها أيديه أو كل جالية تطالها مكائده؟ وهل أصبح «حزب الله» فجأة مجرد فصيل هوائي لا يشكل جزءاً من أطماع إيران أو من جسرها الممتد من طهران إلى شواطئ بيروت أو مجرد شبح في لبنان لا يغتال هذا أو ذاك، أو مجرد وهمٍ لا يقبض على السلطة المركزية في بيروت ولا يرسم سياستها الخارجية التي تعاكس إجماع العرب، ولا يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية منذ أكثر من عامين؟ وأخيراً هل أصبح «حزب الله» مجرد ضجيج في سوريا لا يبقي بشار الأسد في السلطة ولا يدمر المنازل على رؤوس أصحابها ولا يفرغ مناطق عن آخرها تمهيداً لقيام سوريا جديدة مستوحاة من نظام الأئمة في طهران؟ إذا كان كل ذلك صحيحاً، فهذا يقودنا إلى واحد من حقيقتين: * إما أن موسكو وواشنطن تكذبان، وهما تكذبان حقاً، وإما أن «حزب الله» مجرد كذبة كبيرة في ما يخص العداء لإسرائيل والشيطان الأكبر، وهو كذبة حقاً... لقد اعتاد العالم العربي أكاذيب كثيرة منذ تفجر الصراع مع إسرائيل قبل سبعين عاماً، لكن ما نشهده في سوريا منذ نحو خمس سنوات يشكل الكذبة الأكثر وقاحة. مريم العبد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©