الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشعوذة لاستعطاف المحسنين حيلة جديدة لمتسولي الشارقة

الشعوذة لاستعطاف المحسنين حيلة جديدة لمتسولي الشارقة
30 يوليو 2010 00:34
“ أنا ولي من أولياء الله، وعليك أن تعطيني جزءاً من المال الموجود في جيبك وسيبارك لك الله كثيراً في الباقي، وإن رفضت فسوف تتعرض لمكروه خلال ساعات” .. بهذه الكلمات التي تتردد على مسامع المارة تمكن أحد المتسولين وهو من جنسية عربية من ابتكار أسلوب جديد للدجل والشعوذة والتحايل على ضحاياه الذين كان يستوقفهم بمنطقة البحيرة في الشارقة. الغريب في الأمر أن هذا المحتال وجد استجابة من بعض ضعاف النفوس والمتخوفين، في حين جادله آخرون وطالبوه بالدعاء لنفسه طالما أنه ولي بدلاً من أن يتسول في الطرقات حتى يحصل على “الثروة المنتظرة”، إلا أنه كان يفضل عدم الخوض في نقاش معهم، ويسارع بالابتعاد عنهم ليمارس حيلته مع “ضحية” جديدة إلى أن وقع في يد الشرطة. وهكذا يلجأ الكثير من المتسولين إلى ابتكار حيّل جديدة لاستعطاف الناس من بينها الادعاء بأنهم سيساعدون بالأموال التي يجمعونها مرضى آخرين مقعدين في بلادهم وأنهم مجرد وسطاء فقط لإيصال المساعدات. ويحافظ بعض ممارسي الدجل والاحتيال على اتباع مجموعة من الحيل التقليدية القديمة التي يلجأ إليها المتسولون لدغدغة مشاعر الناس، خاصة في مواسم معينة كالتي نعيشها هذه الأيام مع قرب حلول شهر رمضان المبارك وتتمثل في إبراز أوراق، غالباً ما تكون مزورة، ويدعون أنها تقارير طبية لمرضاهم، وأنهم في حاجة للعلاج أو إجراء جراحة عاجلة. ويدعي نفر آخر أنهم قادمون من دولة مجاورة، وفقدوا أموالهم وفي حاجة للتزود بالبترول وغيرها الكثير من الحجج الواهية، بات الناس يحتارون في أمرها ويصعب على الراغبين في مساعدة المحتاجين حقاً حسم الأمر والتردد أحياناً خشية عدم المصداقية. “الاتحاد” تعرفت إلى بعض الآراء حول ظاهرة التسول وحيل وألاعيب المتسولين ودور الجهات المعنية في التصدي لها، وكانت هذه الآراء : إدعاء المرض والعلل يقول محمود الحاج عبد الرحمن، ويعمل في إحدى شركات الأمن الخاصة بمنطقة الرولة في الشارقة، إنه يشاهد باستمرار أشخاص يتسولون في الشارع العام، بحجة أنهم مصابون بأمراض وعلل كثيرة، ويحملون في أيديهم تقارير لا يعلم أحد هل هي حقيقية بالفعل أو مختلقة ؟، كما أن الذين يقدمون لهم المساعدة يتعاطفون معهم، و لكن لا يتأكدون من حقيقة تلك التقارير ومدى صدقيتها. وأضاف أنه بحكم عمله، يمنع دخول هؤلاء الأشخاص لمقر الشركة التي يتولى حراستها، مشيراً إلى أنه يهددهم بإبلاغ الشرطة إذا استمروا على أوضاعهم وهو ما يجعلهم يهربون من المكان لمنطقة أخرى. ويؤكد فرج ثابت الذي يقطن منطقة الناصرية في الشارقة، ويعمل محاسباً في إحدى الشركات الخاصة، أنه يتعرض بصفة مستمرة للمتسولين وأن معظمهم من النساء، ويلجأن لاختلاق قصص تتعلق بمرضهن أو أنهن يعولن أفراداً كثر أو مرضى، ولا يستطعن توفير المال لهم مما يدفعهن إلى التسول. وقال إنه تعرض أيضاً، ولمرات كثيرة، أن يطلب منه شخص يقود سيارته، والتي غالباً ما تحمل أرقام دولة أخرى مجاورة، ويطلب مبلغاً لتزويد سيارته بالبترول أو أنه هو وزملاؤه تعرضوا لضائقة مالية كونهم فقدوا كل متعلقاتهم وغيرها من القصص التي لا يعلم صدقها من عدمه إلا الله. وأوضح أنه أصبح من الصعب عليه أن يتعرف ما إذا كانت تلك القصص مختلقة أو حقيقية وبات لا يعلم أيضاً من المحتاج حقاً ومن الأشخاص الذين اتخذوا التسول مهنة لهم، مطالباً الجهات المعنية بتكثيف حملاتها بصورة مستمرة لضبطهم. “سيناريوهات” مختلقة من جانبه أكد سميح العرجوني، تاجر بمنطقة الرولة في الشارقة، أنه وبصفة شبه يومية، يتعرض لقصص “وسيناريوهات”، يسردها له أشخاص ومن كافة الجنسيات، عن حاجتهم للمساعدة وذلك لتعرضهم لأزمات صحية أو أنهم متطوعون لمساعدة أشخاص آخرين، ألمت بهم أمراض وأصبحوا مقعدين ولا يقدرون على مصروفات علاجهم. وأشار إلى أنه يحاول قدر المستطاع تقديم المساعدات للأشخاص الذين يستشعر صدقهم، إلا أنه لا يتأكد تماماً من أنهم فعلاً في حاجة للمساعدة أم لا، ولا يستبعد أنه يخدع من جانب شخص يكون لديه مهارات تمثيلية جيدة يحاول بها إقناع الآخرين بمنحه أموالاً، دون وجه حق. المواطن إبراهيم العوضي، يقطن في منطقة المرقاب بالشارقة، يقول: “إن التسول أصبح ظاهرة منتشرة في غالبية الأماكن العامة والخاصة بالإمارة في الشوارع والطرقات ومراكز التسوق وأمام المساجد وفي الأنفاق العامة وأيضاً وصلت للمنازل وطرق الأبواب”. وأضاف: “يعتبر شهر رمضان المبارك “موسم” للمتسولين وخاصة النساء اللائي يحملن معهن أطفال أو نساء، من المستغرب أن أعمارهن صغيرة، ومن السهل أن يحصلن على أعمال أكرم لهن من التسول، إلا أن أمر التسول يبدو لهن أيسر وأكثر ربحاً من أي عمل آخر”. وطالب عبد الرزاق محمد عبد العال، وهو يقطن في منطقة المجاز بالشارقة، ويعمل مستشاراً قانونياً في أحد مكاتب المحاماة بالإمارة، بأن تكون هناك حملات مستمرة على النساء المتسولات واللاتي يلجأن إلى طرق أبواب الشقق السكنية يطلبن المساعدة، كما طالب الأهالي بضرورة تحويل أموال زكاتهم ومساعداتهم للجهات المعنية مثل الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية الرسمية لتقوم بدورها لتوصيلها للمحتاجين حقاً. وذكر أنه يتعرض لمثل هذه المواقف بصورة متكررة بأن تقوم سيدة بطرق باب شقته، وغالباً ما تحمل معها أطفالاً، خاصة الرضع، وتطلب المساعدة بحجة أنها تمر بظروف مادية صعبة نتيجة وفاة زوجها، أو تكون مطلقة أو مريضة تحمل أوراقاً لا يعلم إلا الله مدى صحتها من عدمه، وغيرها من الحجج الأخرى. ونوه بأنه يساعد قدر المستطاع ويحاول أن يكون لطيفاً معهن في حالة عدم قدرته على المساعدة، اقتداء بقول الله تعالى “وأما السائل فلا تنهر”، مؤكداً إلى أن المسألة تتزايد بصورة واضحة خلال شهر رمضان المبارك وقبل ساعة الإفطار على وجه الخصوص. حملات مستمرة بدوره أكد العقيد محمد عيد المظلوم مدير إدارة العمليات بشرطة الشارقة، أن الإدارة تقوم بحملات مستمرة لضبط المتسولين وتكثفها خلال شهر رمضان المبارك، خاصة أمام المساجد ومراكز التسوق والشوارع العامة، مشيراً إلى أن الحملات السابقة أظهرت بالفعل لجوء بعض المتسولين إلى أساليب مختلفة، منها الادعاء بأنهم مصابون بكسور في الساق والزراع ومن ثم القيام بوضع الجبس عليها وعند ضبطهم يتضح كذبهم وأنهم لا يعانون من تلك الكسور وإنما هي مجرد حيّل وألاعيب لجأوا إليها لاستعطاف الناس للحصول على مساعداتهم. وذكر أن الحملات السابقة التي قامت بها شرطة الشارقة أكدت أيضاً أنه من اللافت للنظر استغلال هؤلاء المتسولين إلى عنصر الأطفال أثناء ممارسة أعمالهم وهو أمر ينال من إنسانية هؤلاء الأطفال ويتعدى على حقوقهم، كما وأنهم يقومون بتحصيل مبالغ كبير من التسول. وقال مدير إدارة العمليات بشرطة الشارقة : “من اللافت للنظر قلة أعداد المتسولين في الشوارع العامة عن السابق وذلك نتيجة طبيعية للحملات المستمرة والمتلاحقة التي تنظمها الإدارة للقبض عليهم”. جرائم المتسولين والباعة المتجولين حول الإجراءات التي تتخذ ضد المتسولين بعد ضبطهم، أفاد العقيد محمد عيد المظلوم مدير إدارة العمليات بشرطة الشارقة بأنه يتم ترحيل المتسولين إلى بلدانهم، وذلك بالتنسيق مع إدارة الجنسية والإقامة في الإمارة، مطالباً الأهالي بعدم التعاطف معهم وأن يقدموا أموال تبرعاتهم إلى جهات معلومة موثوق فيها أو أن يقدموها لأشخاص يدركون تماماً أنهم يحتاجون حقاً للمساعدة. وطالب أيضاً الأهالي بالتكاتف مع الشرطة في التصدي لظاهرة التسول وعدم التعاطف مع المتسولين، محذراً من أنهم من بين أسباب للعديد من الجرائم التي تكشفت بسبب تزايد نشاط المتسولين والباعة المتجولين، مثل التلصص على المساكن والسرقة والتعدي الجنائي والجرائم غير الأخلاقية وغيرها من الأنشطة الإجرامية الأخرى. مسؤول شبكة تسول يحوّل لبلاده 46 ألف درهم في شهر واحد خلال العام الماضي ضبطت شرطة الشارقة 50 متسولاً منهم 30 من الإناث و20 من الذكور، كما ألقت القبض أيضاً على شخص، من إحدى الجنسيات الآسيوية، يشتبه في انضمامه لشبكة تضم 70 متسولاً آخر تم إدخالهم إلى الدولة عن طريق شخص يقيم بإمارة أخرى، جلبهم إلى الدولة بهدف استغلالهم في أعمال التسول، مقابل نسب من العائد، تتراوح بين 15 ? للقادمين حديثاً و20 % لمن مضى على بقائهم فترة من الوقت. وبينت الشرطة وقتها، أن الحملات السابقة اكتشفت أن شخصاً من المتسولين كان يقوم بتحويل أموال بصورة منتظمة لحسابات خاصة في بلاده، حيث ضبط عدد من الحوالات المالية بين 500 و2000 درهم للحوالة الواحدة بصورة شبه يومية خلال عدد من مراكز تحويل الأموال العاملة في الدولة وأنه قام بتحويل أكثر من 46 ألف درهم خلال شهر واحد فقط.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©