السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بين ضفتين» عنوان تجربة إماراتية في الأفلام الوثائقية لجيل الرواد

«بين ضفتين» عنوان تجربة إماراتية في الأفلام الوثائقية لجيل الرواد
13 مايو 2013 20:35
«انطباعات واستعدادات» هو الشعار الذي اتخذه المجلس الثقافي البريطاني الذي يستضيف سلسلة افلام وثائقية من العالم العربي والمملكة المتحدة في أبوظبي عنواناً له، إذ يسلط هذا الحدث الضوء على أعمال بعض رواد الأفلام الوثائقية في الفترة من 9 إلى 14 مايو الجاري بسينما فوكس بمركز المارينا مول التجاري في أبوظبي، منها فيلم «بين ضفتين» للمخرجة نجوم الغانم، الذي وثق جانباً من الحياة الاجتماعية في الإمارات. أشرف جمعة (أبوظبي) - حفلت هذه الفعالية بعرض أفلام محلية لأسماء معروفة في مجال إخراج الأفلام الوثائقية مثل الإماراتية نجوم الغانم، والبحريني خليفة شاهين، والكويتي خالد صديق، والمخرج السوري الراحل عمر أميرلا بالإضافة إلى عرض فليمين لإيما دافي، وموارج ماك كينون من المملكة المتحدة بهدف تسليط الضوء على الإبداع الوثائقي الذي شكل اللبنة الأولى في هذا المجال بالعديد من الدول. أسماء كبيرة وحول هذه العروض التي تستضيفها أبوظبي للمرة الأولى والتي تعبر عن ثقافات مختلفة تقول مديرة مشاريع الفنون والإبداع في المجلس الثقافي البريطاني كارين رزق: من الأهمية بمكان الاحتفاء بالأجيال السابقة التي كانت لها بصمة واضحة في مجال الأفلام الوثائقية في ظل إقامة العديد من المهرجانات التي تفسح مجالاً لهذه النوعية من الأفلام، إذ إن الرواد قدموا تجارب جديرة بالاهتمام، ومن ثم الوقوف عندها من أجل تأملها والتعرف إلى الأساسات التي شكلت معالمها في فترات سابقة، وتتابع: الأفلام الوثائقية العربية تقدمت خطوات للأمام وهو ما يعني أنها أصبحت تشكل ذائقة الإنسان بوجه عام، وفي بريطانيا نجد أن مثل هذه الأفلام تقدم بطريقة مختلفة بحيث تعبر عن رؤية كل مبدع وطريقته في إنتاج فيلمه، والمجلس الثقافي البريطاني اختار أفلاماً حصدت العديد من الجوائز لرواد الأفلام الوثائقية في العالم العربي والمملكة المتحدة، وهو ما يعني الاحتفاء بتجاربهم وتقديمها للجمهور بأسمائها القديمة التي تميزها. سحر خاص ومن بين اللواتي سارعن إلى حضور هذه الفعالية من أجل المشاركة والاحتفاء بهذه التجربة التي تعرض أفلاماً لبعض رواد الأفلام الوثائقية الخليجية الباحثة الأردنية في مجال السينما والأفلام الوثائقية خديجة حباشنة، التي أوردت أن السينما الوثائقية القديمة كان لها سحر خاص على الرغم من أن التجارب التي قدمت في البداية عبرت عن محاولات صادقة من أجل توثيق لحظات عابرة في تاريخ الشعوب، أو تسجيل مواقف إنسانية لها موضوعها الخاص، وتضيف: على المستوى الشخصي اطلعت على تجربة الإماراتية نجوم الغانم التي تقدم دائماً في أعمالها رؤى خاصاً، وكذلك المخرج الكويتي خالد صديق والذي يتميز بنظرته العميقة للتركيبة الإنسانية في المجتمع الكويتي، والتي من خلالها استطاع رصد حياة الأفراد والمجتمع بشكل عام، وكذلك أعتز بتجارب المخرج البحريني خليفة شاهين الذي يجسد الواقع بصورة شائقة في مجمل الأفلام التي قدمها عبر مسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات. قضايا مهمة قبل بدء عرض بعض الأفلام في مركز المارينا مول التجاري في أبوظبي وقف المخرج خالد صديق يتابع ترتيبات الفعالية ويقول: أشارك مع هذه الكوكبة من الرواد بفلمين هما «الصقر» الذي تم إنتاجه عام 1965 والثاني «مسرح الأمل» الذي تم تصويره في معهد الصم والبكم بالكويت، وأنتج عام 1988، ويشير إلى أن مؤسسته الفنية تعد من أقدم المؤسسات الخليجية في الإنتاج السينمائي حيث سجلها عام 1964، ويلفت إلى أن السينما الوثائقية العربية تحتاج إلى جهد كبير حتى ترتقى خصوصاً وأن الشباب الجدد الذين اقتحموا مجالها يتخذونها سلماً لإنتاج أفلام روائية طويلة، من دون الإخلاص لها، ومن ثم محاولة تطويرها لتزاحم الإنتاج العالمي، ويرى أنه من الضروري أن يتم انتقاء موضوعات الأفلام الوثائقية بحيث تعبر عن المجتمعات وتناقش قضايا مهمة تجذب الجمهور. سينما مفتوحة وعن الأسباب التي جعلت المخرج البحريني خليفة شاهين يدخل هذا الميدان يذكر أنه في طفولته كانت جدته تحب مشاهدة أفلام عنتر وعبلة وفريد الأطرش وكان عمره عشر سنوات آنذاك، وكانت السينما قديماً مفتوحة ومقاعدها حجرية ثابته. ويتابع: عند مشاهدة اللقطات الحية وتعبيرات وجوه الأبطال حدث لي حالة من الذهول إذ لم أكن اتصور هذا العالم ولا شخوصه، ما جعلني ارتبط بالسينما ومن ثم محاولة اكتشاف عالمها العجيب، وظلت هذه الانطباعات موجودة في داخلي إلى أن استطعت اقتحام هذا المجال. ويشير إلى أنه أخرج بعض الأفلام الوثائقية في البحرين مثل «صور جزيرة ، وأناس في الأفق، وقصة النفط، والحقل المبارك» ويرى أن الأعمال الفنية المرتبط بمجال الأفلام الوثائقية في البحرين ضعيفة جداً، وأن الكثير من أعمال الشباب في الوقت الحالي تتجه إلى السريالية، وأغلبها أعمال غير مفهومة في حين أنه من المفترض أن يكون الفيلم الوثائقي مرتبطا بالواقعية، ويبن أن المهرجانات المحلية والدولية من شأنها أن ترفع من مستوى المخرجين، خصوصاً وأنها تحفزهم على تجويد أعمالهم في المستقبل، لكن من الضروري أن يهتم هؤلاء الشباب بمضمون الفيلم الوثائقي وأن يطلعوا على التجارب العالمية مع الاحتفاظ بهويتهم وطبيعة الموضوعات الخاصة بمجتمعاتهم. أفلام رائجة وعن الهدف من وجود أفلام مختلفة من عدة دول عربية وكذلك المملكة المتحدة توضح المسؤولة الفنية عن سلسلة الأفلام الوثائقية التي تعرض بمركز المارينا مول التجاري بأبوظبي أوزجي كالافاتو أن هذا الحدث هو في الأساس يحتفي بالتجارب القديمة لبعض الرواد في مجال الفيلم الوثائقي، خصوصاً وأن المهرجانات التي تقام في هذا المجال تقدم الأعمال الجديدة للشباب، لذا فإن هذه التجربة قد تخلق اهتماماً جديداً بالرواد الذين أسهموا في تحريك هذا الفن في وجدان الشباب، وإثارتهم للقيام بإنتاج أفلام وثائقية، وتلفت إلى أن إبراز قيمة الرواد في مجال الأفلام الوثائقية هو حق لهم ويجب أن تعرض تجاربهم على الجمهور والمهتمين بصناعة الأفلام الوثائقية، على سبيل أنها أصبحت رائجة ولها جمهور يتابعها في كل مكان. الحياة الاجتماعية في الإمارات مثل فيلم بين ضفتين الذي أخرجته الإماراتية نجوم الغانم الأفلام الوثائقية في هذا الحدث في حضور الكاتب والشاعر وكاتب سيناريو هذا الفيلم خالد البدور حيث أورد أن « بين ضفتين» وثق لجانب من الحياة الاجتماعية في الإمارات بعرض قصة خميس المرزوقي الذي يعيش على الكفاف، والذي أصر على مواصلة مهنته في البحر حيث إنه مرتبط بالإبحار في الماء منذ سنوات طويلة. ويشير إلى أنه استمر في جمع مادة هذا الفيلم لمدة شهرين واكتمل العمل بعد ثلاثة أشهر، حيث رافق خميس المرزوقي حين كان ينقل بعض الركاب من ضفة إلى أخرى عبر مركبه الذي كان يصلح أعطابه بنفسه ويعتني به كأنها أحد أبنائه، ويشير إلى أنه سجل عبر هذا الفيلم لقطات حية ومؤثرة لطبيعة حياة هذا الرجل الذي آثر العمل في البحر إلى آخر يوم في حياته، حيت إنه بعد الانتهاء من تصوير هذا العمل بشهرين وافته المنية في حادث دهس، ويؤكد البدور أن هذا العمل أنتج عام 1999 وشارك في مهرجانات دولية كثيرة وحصل على شهادات من مهرجان قرطاج ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية في مصر وكذلك العديد من المهرجانات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©