الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يختار الطفل ملابسه وألعابه بنفسه؟

هل يختار الطفل ملابسه وألعابه بنفسه؟
21 يونيو 2018 04:02
الاتحاد (القاهرة) «لا أريد هذا الفستان.. أريد الفستان الأحمر» .. «لا أريد القطار.. أريد السيارة» .. «لا أرغب في قميص كهكذا .. بل أريد ذلك المنقوش عليه صور الحيوانات»... مشاهد يومية متكررة عندما تصطحب الأم طفلها أو طفلتها وهما يقفان على أعتاب مرحلة جديدة من النمو، عادة في بداية مرحلة الطفولة المتوسطة التي يلج فيها الطفل عامه الثالث، ويبدأ في إدراك وفهم بعض من علاقته بالأشياء، ولا سيما ما يخصه منها. وعادة ما يتكرر المشهد كثيراً في أوقات الخروج. وفي كثير من الأحيان تصطدم رغبة الطفل بعوامل أخرى قد لا يدركها جيداً، ويصرّ على ارتداء ما يريد وإن كان لا يناسب الطقس أو غير منسجم في الألوان، ولا يعرف ما الذي يتماشى مع ما يريد. أو قد تكون اللعبة التي يختارها غير مناسبة، أو تحمل درجة من الضرر أو الخطورة عليه بحسب عمره الزمني، لكن هل اختيارات الطفل بشكل عام ذات صلة بتكوين سماته الشخصية وميوله واتجاهاته؟ توكيد الذات الدكتور صفوت الغنيمي، أستاذ العلوم السلوكية بكلية التربية، يوضح أن ترك مساحة ما كي يحدد الطفل اختياراته ورغباته بحرية في سن الثلاث سنوات، بداية صحية لتوكيد الذات، فقد يعبر الطفل في رفضه عن نفسه، لأنه طيلة الوقت ينفذ ما تطلبه الأم، وقد يجدها فرصة أن تسأله تختار هذا أو تلك، فيختار ما يخالف إرادتها. ويلفت الغنيمي إلى أن الطفل عندما ينظر إلى صورته في المرآة، قبل سن الثلاث سنوات، لا يعرفها ويظن أنه شخص غريب عنه، لكن بعد هذه السن يدرك أنها صورته. ويتعرف عليها وعلى مظاهرها باختلاف الملابس وتسريحة الشعر. ويبدأ في السبع سنوات تقويم مظهره، فيعرف ماذا إذا كان يريد أن يلبس على هذا النحو أم لا، لكن بشكل عام نلاحظ أن الألوان تؤثر في نفسية الطفل ومزاجه. فالألوان الداكنة تؤثر سلباً على مزاجه والألوان الزاهية تشعره بالارتياح والفرحة، وعادة ما يختار الطفل الألوان التي اعتادت والدته اختيارها له. فالطفل يكتسب ذوقه في الألوان من أهله، فإذا عوّدت الأم الطفل على ارتداء اللون الأزرق مثلاً فسوف يصبح مع الوقت لونه المفضّل، ففي الأيام العادية يمكن الطفل أن يختار الملابس التي يريدها، شرط أن يكون اختياره مناسباً للمناخ. تدخل الأم ويضيف الدكتور الغنيمي: «تدخل الأم ضروري في كثير من الأحيان في شكل إيجابي وأن تناقش طفلها في الأمر، وتشرح له لماذا هذه الثياب غير مناسبة في هذا الوقت. عموماً، عندما تترك الأم لطفلها حرية اختيار الملابس التي تشعره بالراحة، فإنها تعزز عنده تكوين شخصيته المستقلّة، ولكن في الوقت نفسه عليها مراقبة اختياراته وتنصحه دون يشعر بأنها تفرض عليه رأيها وذوقها. ويكمل: «لا يجب أن ننسى أن الطفل يتأثر بأترابه في كل شيء والموضة واحدة من الأمور التي يحب أن يقلّدهم بها لأنه يحب أن يتماشى مع أسلوبهم في اللباس ، تماماً كالراشد، لذا على الأم أن تتركه يجرّب الزي الذي يرغب فيه وإن كان لا يعجبها، فحرمان الطفل من هذا الأمر قد يسبب له عقدة في المستقبل. فكثيراً ما نسمع راشدين يلومون، ولو بحس فكاهي، أمهاتهم لأنهن لم يسمحن لهم بارتداء نوع من الملابس أحبّوها حين كانوا صغاراً، حتى ولو أدركوا في ما بعد أنها لم تكن جميلة. وقد يكون السبب أن الأم تفرض عليه ارتداء نوع من الملابس لا يحبّها فيعبر عن معارضته بهذه الطريقة. أو أن هذا الثوب أو السروال يحمل له ذكرى جميلة فيستحضرها، ومن دون أن يعي، بارتدائه. لذا على الأم ألا تتشاجر معه، بل عليها أن تتقرب منه وتعرف السبب بهدوء. وانتقاد الطفل على ذوقه هو أمر سلبي يؤثر في شخصيته ويزعزع ثقته بنفسه. على الأم أن تقوّم اختياره في شكل إيجابي، سواء أعجبت باختياره أو لا. ومن الخطأ أن يجعل الأهل من فكرة اختيار الأطفال لملابسهم مشكلة عليهم الانتصار فيها، بل ويصروا على تنفيذ رأيهم، في حين أنه من حق الطفل اختيار ملابسه، وإذا كانت الملابس غير ملائمة من حيث الشكل أو اللون أو الثمن فيجب على الوالدين مناقشة الطفل وإقناعه باختيار ملابس أخرى. فإن اختيار الطفل لملابسه يعتبر من الأمور المهمة التي تساعد على تنمية شخصيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©