الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علامات استفهام

13 مايو 2013 20:29
ثلاثة أسئلة حتمية أسألها لنفسي كل ليلة بعد وقت أقضيه- مضطراً - أمام شاشة التلفزيون في متابعة برامج «التوك شو» : من المستفيد من كل هذا الكذب والتضليل؟ ولمصلحة من؟ ومن يدفع ثمن هذه الأكاذيب؟.. لقد ترافق ظهور برامج ما يعرف باسم «التوك شو» كبرامج حوارية بالانتشار الواسع للفضائيات العربية التي تتعدى 300 قناة، وتسابقت في شكلها ومضمونها شيئاً فشيئاً، كي تحاكي هذه النوعية من البرامج التي انتشرت في الغرب منذ أكثر من أربعة عقود.. سعت هذه البرامج لاكتساب أرضية جماهيرية واسعة في جميع الفضائيات، لكن إلى أي مدى استطاعت برامج «التوك شو» العربية أن تقدم إضافة نوعية إلى الإعلام العربي باعتبارها برامج تستهدف إثراء الحوار والوقوف على كثير من الحقائق التي يتعذر على البرامج الأخرى أن تكشفها بشكلها التقليدي؟ وهل نجحت برامج «التوك شو» العربية في الارتقاء بمستوى الحوار، وموضوعيته، ومهنية طرح الرأي والرأي الآخر بشكل موضوعي بعيداً عن الإسفاف والإثارة؟ أم أنها لم تعد سوى حلبة لصراع الديكة، ومنبراً لحوار الطرشان لا يسمع من خلالها سوى الصراخ والمهاترات والاشتباكات اللفظية وكيْل الاتهامات؟ الإعلانات الترويجية لكل برامج «التوك شو » تؤكد موضوعيتها وحياديتها، لكن سرعان ما يكتشف المشاهد زيف هذه الادعاءات ! من المؤكد أن ثمة أهدافاً أخرى، لغايات ما تكمن في نفوس أصحاب تلك القنوات، والحديث حول وجود أجندات خاصة لديها أمر وارد بل أصبح مسلماً به!.. نعم .. استطاعت برامج «التوك شو» في بداياتها أن تشكل قفزة نوعية في عالم الإعلام العربي المرئي لما توفره من مساحة لتبادل الآراء بكل حرية وعلى نحو تكسر فيه الحواجز التقليدية بين التلفزيون كجهاز، وبين المشاهد «المتلقي» الذي يجلس أمام شاشته ويقتصر دوره على الاستماع والمشاهدة، فمع تطور أجهزة الاتصالات الحديثة بات بإمكان هذا المشاهد أن يشارك في موضوع الحلقة سواء عبر الهاتف أو الإنترنت وعلى الهواء مباشرة، لأن هذه المشاركة تعد أحد الأسس التي قامت عليها برامج «التوك شو»، وغدت عالماً مفتوحاً ومستقلًا بذاته خلال المدة التي تستغرقها الحلقة وتفتح خلالها ما يتيسر لها من مجالات لمشاركة أكبر قدر من الناس سواء من المتخصصين والمحللين أو الأناس العاديين الذين يدلون بآرائهم تطوعاً. من المؤكد أن لا أحد من القائمين على برامج «التوك شو» ومعديها ومعهم أصحاب القنوات الفضائية التي تعرضها، ولا أي شريحة من المشاهدين أن يعطي إجابة شافية وشاملة على هذه الأسئلة. لقد أصبحت تلك البرامج ساحة لتبادل الاتهامات والنقد الجارح، والسباب والإقصاء والاستقطاب والتخوين، ولا أعتقد أن الإعلام الهادف يقطن حيث تكون إثارة الفتن أو النيل من الآخرين! أو في تحول الفضائيات إلى ساحة لبث الإشاعات المغرضة، والأخبار المغلوطة مهما كانت خطورتها!.. لهذا.. تظل تلك الأسئلة قائمة، بل تبقى في حد ذاتها تساؤلات ومحاور ثرية للنقاش أكثر من كونها مجرد علامات استفهام تبحث عن إجابات!. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©