السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محسون جلال.. «زارع النفط»

محسون جلال.. «زارع النفط»
21 يونيو 2018 03:52
تعيش الدول الخليجية اليوم حقبة ترتيب أحوالها الاقتصادية وتسعى في ظل انخفاض أسعار البترول إلى تنويع اقتصادها، وعدم الاعتماد كلياً على مورد وحيد متمثل في النفط... كان هذا ضمن ما طالب به مبكراً المرحوم يوسف أحمد الشيراوي وزير التنمية البحريني، وذلك حينما حذر في الكويت في يناير عام 2000 أمام الملتقى الثقافي الرابع الذي نظمه مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الكويت، من شيء من هذا القبيل، فكان كمن يقرأ المستقبل، ويتوقع ما ستحمله الأيام لوطنه الخليجي الكبير من تحديات. وقتها قال الشيراوي: «إن دول الخليج مطالبة باتباع مجموعة من السياسات الجديدة لمواجهة الألفية الثالثة، وذلك بالمحافظة على ثرواتها الطبيعية، وضمان مستقبل الأجيال المقبلة والتفكير في توفير احتياجات المنطقة من الغذاء والماء». وأضاف: «على دول الخليج أن تضع استراتيجية للتكامل فيما بينها واضعة في الاعتبار ما سوف تكون عليه الأوضاع في عام 2010 أو 2015»، موضحاً: «أن الأرقام تشير إلى أن دول الخليج في هذه الفترة سوف تصدر حوالي 20 مليون برميل من النفط يومياً مع ارتفاع كبير في عجز موازناتها العامة في الوقت الذي يتوقع أنْ يدخل فيه نحو مليون شخص سوق العمل بحثاً عن فرص وظيفية جديدة». مثل هذا القول كرره أيضاً، قبل الشيراوي، رجل آخر من الموهوبين في عالم الاقتصاد هو المرحوم الدكتور «محسون بهجت جلال» الذي لــُقب بـ «زارع النفط» أو صاحب وصفة «زراعة النفط»؛ لأنه أدرك مبكراً أن الاعتماد المفرط على النفط سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة، فقال ما مفاده إن النفط ثروة مستهلكة، لكننا نستطيع زراعته مرة أخرى من خلال التنمية، لاسيما التنمية الصناعية، التي كان هو أحد روادها البارزين في المملكة العربية السعودية، بل كانت خياره الوطني وهمه اليومي. الطفرة الأولى وبكلام آخر دعا الرجل - من خلال كتابه «زراعة النفط» الذي تزامن ظهوره مع الطفرة النفطية الأولى، والذي قدم له صديقه ورفيقه الدكتور غازي القصيبي - إلى الاستفادة بطريقة مثلى من مداخيل البترول الضخمة عبر تحويلها إلى مؤسسات تابعة للدولة بهدف استثمارها في خلق صناعات متنوعة وجديدة مدرة للدخل وخالقة لفرص العمل أمام الشباب. وخلال معظم سنوات حياته، ظل مقتنعاً بخيار التصنيع، متمسكاً به كمبدأ للنهوض بالاقتصاد السعودي وتنويعه وتقليل اعتماده على البترول. اعتبرته مجلة الاقتصاد الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة المنطقة الشرقية (8/‏1/‏2018) حالة استثنائية لأنه من النادر أن تجد شخصا مثله «يجمع بين القول والعمل، ويقرن أفكاره بحركته وممارسته وواقعه اليومي وسلوكه»، فقد «اهتم دائما بالوطن، شؤونه ومشكلاته وهمومه، تطلعاته وآماله وطموحه. نعم، هكذا كان محسون جلال، الرجل الذي أبصر النور بمكة المكرمة في عام 1936 لأب كان يملك محلاً لتصليح أجهزة الراديو والتسجيل (رغم قلة عددها في تلك الأيام) ويتفاخر بمهنته النادرة أمام مواطنيه المكيين. وبعد وفاة والده رباه زوج أمه المهندس عبدالسلام حداد الذي ظل محسون يخاطبه طيلة حياته بـ «والدي» من باب الاحترام والاعتراف بالجميل. تلقى محسون جلال تعليمه الابتدائي بمدرسة الرحمانية والمتوسط والثانوي في مسقط رأسه، حيث كان واحداً من الطلبة المتفوقين في سائر سنواته الدراسية. وهذا التفوق كان وراء حصوله في سنة 1956على بعثة إلى مصر لدراسة الطب بجامعة القاهرة، لكنه بعد عام واحد غيـّر تخصصه، والتحق بكلية التجارة لدراسة الاقتصاد. وفي عام 1961 تخرج في جامعة القاهرة، حاصلاً على درجة البكالوريوس في الاقتصاد بمرتبة الشرف، ومتفوقاً بالمركز الأول على أكثر من ألف طالب كانوا يدرسون معه. الابتعاث خطوته التالية كانت العودة إلى بلاده لخدمتها، فعاد من مصر وتم تعيينه معيداً في كلية التجارة بجامعة الملك سعود. وبعد فترة ابتعثته الجامعة إلى الولايات المتحدة، فالتحق بجامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي الأميركية التي تخرج فيها في عام 1967 حاملاً الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد، وهو ما أهله ليكون أستاذاً لمادة الاقتصاد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود ما بين عامي 1967 - 1975، حيث تخرجت على يده أجيال من الطلاب الذين برزوا على الساحة الأكاديمية علماً بأن الرجل، أثناء عمله الأكاديمي أسس أول مكتب للاستشارات الاقتصادية والتسويقية، وعمل مستشاراً غير متفرغ لدى مركز الأبحاث والتنمية الصناعية. وقد شغل في عام 1975 منصب نائب رئيس ومدير عام الصندوق السعودي للتنمية، وفيما بين عامي 1978 - 1981 مثّل بلاده في صندوق النقد الدولي. واختير أيضاً عضواً باللجنة الفنية بالهيئة العليا للنفط، وترأس مجلس إدارة مؤسسة الاستشارات السعودية لمدة خمسة أعوام، وتمتع بعضوية مجلس إدارة البنك السعودي الدولي والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك». لم يكتف الرجل بالتنظير وإطلاق الدعوات والتصريحات لجهة ضرورة تنويع مصادر الدخل القومي في السعودية، وهو ما كان يردده منذ السبعينيات، وإنما قام بالتطبيق العملي لما آمن به، وذلك في عام 1984 حينما قام بتأسيس شركة التصنيع الوطنية، وتولى رئاسة مجلس إدارتها وشغل موقع العضو المنتدب حتى 1993، وحينما تولى رئاسة شركات صناعية وعقارية وخدمية عديدة أخرى، كان فيها مثالاً ونموذجاً للرئيس المؤمن بالعمل الجماعي. لقد كانت فكرة تأسيس شركة التصنيع الوطنية فكرة تحيط بها الصعوبات وتشكل تحدياً كبيراً في ظل السوق المفتوحة للاستيراد من كل العالم دون قيود، لكن محسون جلال قبل التحدي، وفي الوقت نفسه لم يصدر عنه ما يشير إلى فقدان إيمانه باقتصاد السوق الحر. فقد ظل، في كل كتاباته وأحاديثه ومؤلفاته، يدافع عن القطاع الخاص. وفي هذا السياق، نقلت مجلة الاقتصاد «مصدر سابق» على لسان أحد تلامذته، وهو الدكتور أنور عبدالمجيد الجبرتي: «كان محسون جلال ليبرالياً اقتصادياً عندما كان هذا الأمر يُعد خيانة قومية وإنسانية في العالم العربي، وبقي محسون ليبرالياً اقتصادياً حتى النهاية». ومن جانب آخر كان محسون جلال مؤمناً بالتخطيط الاقتصادي المؤدي إلى تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى معيشة المواطن كخيار للنهوض بالاقتصاد السعودي، وكان رافعاً لشعار «خيار التصنيع» على اعتبار أنه الخيار الأفضل للسعودية من أجل بناء قاعدة اقتصادية وإنتاجية متنوعة، لكنه لم يكن يعني بالتخطيط الاقتصادي ذلك التخطيط الاشتراكي الذي تتحكم من خلاله الدولة بمفاصل الاقتصاد، وتلغي دور المبادرة الفردية، وإنما التخطيط الذي «يحفز الوحدات والقطاعات الاقتصادية المختلفة، للوصول إلى أقصى ما يمكنُ تحقيقُه في ظل نظام اقتصادي حر يستجيبُ لقوى السوق ومؤشراته». على أن الرجل، رغم ما سبق ذكره، لم يتردد في مناسبات كثيرة من توجيه النقد للقطاع الخاص واقتصاد السوق والإشارة إلى جوانب القصور فيهما. فمن الأمثلة التي أوردتها مجلة الاقتصاد (مصدر سابق) في هذا السياق قيامه، حينما كان رئيساً لمجلس إدارة البنك السعودي التجاري المتحد بتوجيه النقد لبعض البنوك بسبب تباطئها في توظيف السعوديين آنذاك قائلاً: «لست راضياً.. وقد ذكرتُ في أكثر من مناسبة عن السعودة في بعض البنوك، إنهم إما يُبْعِدوا السعوديين عن النشاطات المهمة، أو إنهم يضعونهم في مراكز شكلية ولا يوفرون لهم التدريب اللازم». ومن هذا المثال نستنبط أن محسون جلال اهتم مبكراً بالقضايا التي تؤرق مجتمعه وبقية المجتمعات الخليجية اليوم، وعلى رأسها البطالة وتوطين الوظائف. ففي دراسة أجراها عام 1970 حول العامل السعودي في المصنع وما يقال عن انخفاض إنتاجيته «ربط إنتاجيةَ العامل الصناعي بالأجر الذي يحصل عليه وببيئة العمل» موضحاً: «إن المشكلة في رأيي هي المصنعُ نفسُه، فالأجور منخفضة، وظروف العمل ليست ملائمة في عدد كبير من المصانع، ولا يشعر العامل بعلاقة قوية مرتبطة بالمصنع». الصدق والصراحة أحد الذين عاصروه وتلقوا العلم على يده منذ عام 1962 حينما كان معيداً بالجامعة، وهو الدكتور أسامة عبدالرحمن، قال في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط (26 - 7 - 2002): أنه لمس في الرجل «الصدق، والصراحة، والموضوعية، والعفوية، وحسن السجية، وحسن السريرة، وطهارة النفس» وتمنى على كل الذين درسهم ألا ينسوا فضله وألا ينكروا جميله «فقد كان مخلصاً في عمله، مخلصاً في أداء رسالته على أكمل وجه». وأشار الدكتور عبدالرحمن إلى أن الدكتور محسون كان محباً للتنقل من عمل إلى آخر من باب الرغبة في خوض تحديات متنوعة، مضيفاً أنه «اعتمد اللامركزية من خلال تفويض زملاء العمل بأداء مسؤوليات وإعطائهم فرصة المشاركة في صنع القرار، وهو ما أسيء فهمه من قبل البعض، الذين اعتبروا هذا الأسلوب تفريطاً بينما يعد في الحقيقة تعزيزاً لمشاركتهم في صنع القرار في المؤسسة أو الشركة». أما الدكتور عثمان الرواف، وهو أيضاً أحد الذين درسهم محسون جلال في جامعة الملك سعود، فقد تحدث في مقال له بجريدة الشرق الأوسط (9 - 12 - 2002) عن أسلوب الرجل في التدريس، فقال ما مفاده أنه حينما دخل عليهم الصف لأول مرة بادرهم بالسؤال عن «الاقتصاد» بدلا من أن يشرح لهم كما جرت العادة لأنه «كان دائماً يسعى لكي يدفعنا نحو التفكير. كان يتهمنا بصراحة بالاعتماد على أسلوب التلقين والحفظ وعدم الاهتمام بالفهم والتفكير. بعض الطلاب كانوا يجدون صعوبة في التكيف مع أسلوب الدكتور محسون في التدريس، ويعتقدون أنه أسلوب غير جيد، ولكنهم تعلموا منه في نهاية الأمر أفضل ما يمكن أن يتعلموه في حياتهم الدراسية». وأضاف الرواف: «سألنا ذات مرة عن رأينا في قول الشاعر: ونحن أناس لا توسط بيننا... لنا الصدر دون العالمين أو القبر، فقلنا له إنه بيت شعر عظيم يؤكد فيه الشاعر أن العرب هم أسياد العالم، فقال إن معنى البيت يمثل مشكلة في السياسة ومشكلة في الاقتصاد، وبما أن القدرات الاقتصادية للدول النامية محدودة فمصير الدول النامية وفق هذا البيت من الشعر هو الموت المحتوم». كما تطرق الرواف إلى قضية ناقشتها جامعة الملك سعود في تلك الأيام وانقسم فيها أساتذتها ما بين مؤيد ومعارض، وهي قضية الانتساب إلى الجامعة، فكان رأي الدكتور محسون مؤيدا لنظام الانتساب في التعليم الجامعي، وذلك انطلاقاً من حرصه على ضرورة إتاحة الفرصة أمام الموظفين للحصول على الدرجات الجامعية. آخرون تحدثوا عن جوانب جميلة أخرى في شخصيته الفريدة مثل الصراحة والابتعاد عن الدبلوماسية والمجاملة، والحضور الآسر، وسرعة البديهة، والجرأة في طرح الأفكار، والنقد الساخر، حيث لمسوا كل أو بعض هذه الصفات والمواقف من خلال الاحتكاك به، أو قراءة كتبه ومقالاته الصحفية، أو الاستماع إليه في محاضراته وبرامجه الإذاعية. فقد دأب خلال مشوار حياته على تسهيل المفاهيم والمصطلحات الاقتصادية للناس غير المختصين من خلال مقالات كان يكتبها في الصحافة المحلية تحت عنوان «من غير مجاملة» أو برامج في الإذاعة السعودية، أو من خلال إصداراته المتنوعة، وعلى رأسها كتابه «مبادئ الاقتصاد» المكون من ثلاثة أجزاء. وهكذا لم يكن غريباً على شخصية كهذه أن تحظى بمحبة الناس وتقديرهم، وأن تـُطلق عليها ألقاب كثيرة، مثل: «الاقتصادي الأول» و«أستاذ جيل الاقتصاديين السعوديين»، و«رائد الفكر التصنيعي»، و«عراب الصناعة السعودية»، و«شيخ الاقتصاديين السعوديين»، وغيرها. خيار التصنيع وفي هذا السياق، كتب عنه رفيق دربه الراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي رحمه الله قائلاً: «كان محسون جلال أول اقتصادي سعودي تبنى خيار التصنيع، وأول اقتصادي شرح أولويات التنمية». غير أن محسون جلال لم تكن تشغله الألقاب بقدر ما كان يشغله العمل من أجل خير وطنه وشعبه، فاختار لنفسه لقب «بزنوقراطي» الذي يحمل في طياته صفة الموظف وصفة العامل في قطاع «البزنس»، خصوصاً بعدما كان قد خلع الروب الجامعي ولبس عباءة رجل الأعمال. ظل محسون جلال نجماً في وسائل الإعلام من خلال حواراته ومساجلاته وآرائه في التنمية والتصنيع طيلة عقدي السبعينيات والثمانينيات، لكنه اختار أن يتوارى عن الأنظار والأضواء الإعلامية بعد إجرائه عملية في القلب في عام 1999، علماً بأن متاعبه الصحية بدأت في عام 1983. وفي يوم 24 يوليو 2002 غيبه الموت عن عمر ناهز 66 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة في العاصمة التونسية، التي كان قد اختارها مكاناً للعيش وللإشراف على أعمال الشركة السعودية التونسية للاستثمارات التي أسسها وترأس مجلس إدارتها. وقد رثاه الدكتور غازي القصيبي بمرثية طويلة عنوانها «محسون» أدرجها لاحقاً ضمن ديوانه «حديقة الغروب» الصادر عن مكتبة العبيكان في الرياض سنة 2007 والذي احتوى على 11 قصيدة عن راحلين أعزاء على قلب الشاعر. ومما جاء في قصيدة «محسون» لغازي القصيبي: على قمةٍ ترنو إلى البحر.. ترقدُ كأنك صقرٌ حيث حلّق.. يُلَحدُ تخيرت للنومِ الأخير وسادةً من الغيمِ.. تستدني النجوم.. فتَصعدُ سمْوتَ.. وأنسامُ الحياةِ رطيبةٌ وتسمو.. وإعصارُ المنونِ يعربدُ عليك سلام اللهِ.. ما سقط الندى على جبهةِ الصحراء.. والفجرُ يُولدُ عليك سلام الله.. ما طابتِ الوغى لفرسانها.. والنصر يدنو.. ويَبعدُ عليك سلام الله.. ما قستْ النوى على كبدٍ مصدوعةٍ تتنهدُ عليك سلام الله.. ما طافت الرؤى على «سيدي بوسعيد».. التي تتوسدُ * أتونس هذي؟! أين ما كنتُ أشهدُ؟ أتونس هذي؟! أين ما كنت أعهدُ؟ أتيتُ فلم تشرق لرؤياي بسمةٌ وجئتُ.. فلم يفرح بلقياي أغيدُ خليج «قمرتٍ» بالوجوم مسربلٌ ولونُ الضحى في شمسِ «قرطاج» أسودُ ولم يبق في «المرسى» من الصحب سامرٌ ولا ردّد اللحن الموشح مُنشِدُ معاذ الوفا! ما زلت تونسُ فتنةً ولكن طرفي بالفجيعة أرمدُ * أسائلُ هذا القبر.. كيف ضَممَته؟ أما كان كالبركانِ يعلو.. ويَخمدُ؟ أما كان في حجم الحياةِ.. بصحوها وأمطارها.. هل تُحتَوى.. أو تُحددُ؟ وكان عنيفاً كالمحيطِ إذا طغى وكان رقيقاً مثل طفلٍ يُهدهَدُ وأعرفُ أن الطينَ يرجُعُ للثرى ويبلى.. وعمر الروحِ في الغيبِ سَرمدُ أأبكيك؟! يدعوني إلى الدمع مشهدٌ حزينٌ.. وينهاني عن الدمع مشهدُ عهدتُك تأبى الدمع كبراً.. وترتضي بدمعٍ حبيسٍ في الضلوعِ يُصَفدُ تعد بكاء العين عجزاً.. وذلةً وتبكي بقلبٍ واهنٍ يتفصد أأبكيك؟! لا أبكيك! أكتم في دمي بكائي.. ويبدو أنني المتُجلِّدُ. تكريم النماذج الوطنية وفاة محسون فتحت باب المطالبة بتكريم النماذج الوطنية قبل رحيلها، خصوصا وأن الرجل حصل في حياته على أوسمة تكريم من بلدان مثل تونس وإندونيسيا ومالي وتايوان وغيرها، فمثلاً كتب عادل المكينزي في صحيفة الاقتصادية (21 - 11 - 2008) قائلاً: «إن الجميع مدعو لأداء بلمسة وفاء لهذا الرجل. لقد كُرم محسون جلال ونال الأوسمة في عديد من الدول، ومع كل التقدير لهذه البلدان فنحن أولى بتكريم محسون منهم. نتذكر محسون جلال فنتذكر الصبر والمثابرة، فكم كان محسون مليئاً بروح التحدي والإصرار، وكم كان شديد العريكة لا تلين عزيمته ولا يستسلم لدعوات التيئيس والإحباط».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©