أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة المكانة المرموقة التي تحظى بها الإمارة باعتبارها محوراً إقليمياً في حركة التجارة البحرية عبر تاريخها الملاحي العريق، والدور الاقتصادي المهم بفضل موقعها الاستراتيجي على خريطة الملاحة البحرية، حتى باتت موانئها أحد مكونات الهوية الوطنية.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال حفل الإطلاق الرسمي لـ”مدينة رأس الخيمة الملاحية” التي تقع بالقرب من ميناء صقر، وهي خامس منشأة للملاحة البحرية بالإمارة، وأحدث المناطق الاقتصادية الحرة في دولة الإمارات.
ودشن سموه المدينة الملاحية بحضور سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة بقاعة المؤتمرات بفندق الحمراء.
وأكد سمو الشيخ سعود بن صقر أن إنشاء مدينة رأس الخيمة الملاحية في زمن قياسي يعد محطة من محطات النمو الاقتصادي لدولة الإمارات وترجمة واضحة لاستراتيجية إمارة رأس الخيمة الرامية لتوفير مجمع صناعي بحري ذي جودة عالية لصناعات البحرية وكل ما يتعلق بالدعم والخدمات البحرية، وتوفير بنية تحتية بحرية وفق أعلى المعايير.
وأضاف أن مدينة رأس الخيمة الملاحية تمثل نقلة نوعية على الصعيدين الداخلي والخارجي، كونها تعتبر تطوراً مهماً في طريق استثمار رأس الخيمة في مناطقها الحرة وكذلك توجه رسالة إلى قطاع الملاحة العالمية بشتى شرائحه مجددة التزامها بمواصلة تطوير بنية تحتية ملاحية رفيعة المستوى وفق المعايير الدولية وتبني مفهوم الممارسات المثلى في قطاعها.
ويأتي إطلاق المدينة الملاحية إدراكاً للفرص التجارية الهائلة التي يوفرها الموقع الاستراتيجي لإمارة رأس الخيمة باعتبارها همزة وصل رئيسة لحركة التجارة الدولية بين الشرق والأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية، وسعياً لتكريس مكانتها الملاحية دولياً، وتدشين فصل جديد من تاريخها الملاحي العريق.
وكانت الإمارة كلفت عام 2008 الشركة الصينية لإنشاء الموانئ ببناء البحرية الجديدة. وفي ديسمبر 2009، أصدر صاحب السمو حاكم رأس الخيمة مرسوماً أميرياً تم بموجبه تأسيس مدينة رأس الخيمة الملاحية وإعطائها صفة المنطقة الاقتصادية الحرة.
وتجاوز حجم الاستثمارات التي خصصت لإقامة المدينة الملاحية 520 مليون درهم. ويعتبر إنشاء المدينة عنصراً رئيساً في خريطة الطرق الاقتصادية التي وضعها صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي والتي تتضمن إقامة شبكة متطورة من الموانئ والمرافئ والمرافق الملاحية في الإمارة، الأمر الذي سيسهم في تطوير الإمارة، ويعزز مكانتها باعتبار أنها مركز ملاحي مهم قادر على المنافسة على الساحة الدولية وبصفتها محوراً خليجياً بارزاً لحركة الاستيراد والتصدير والشحن وإعادة الشحن.
وتغطي مدينة رأس الخيمة الملاحية مساحة تبلغ 800 هكتار “8 ملايين متر مربع”، وهي تتخذ صفة مجمع تخصصي يغطي جميع ما يلزم لقطاع الخدمات الملاحية.
وتضم ميناء خاصاً بها ومساحة مائية قدرها 820 ألف متر مربع وأرصفة للتحميل والتفريغ.
ويبلغ إجمالي طولها 5 كيلومترات، علاوة على مرافق خدمة السفن.
وتشمل المدينة الملاحية أيضاً أرصفة للقوارب والزوارق واليخوت الخاصة بعمق مائي 9 أمتار عند مدخل الميناء.
واستناداً للوضع القانوني للمدينة باعتبارها منطقة حرة، فإن ذلك يعطي ميناءها مزايا إضافية، فهو يوفر الكثير من المقومات لممارسة الأعمال بنجاح، إذ يعتبر مرفأً بحرياً يستوفي أعلى المواصفات العالمية.
ويوفر الميناء للشركات العاملة في قطاع الملاحة مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والخدمة، وهي جزء مما تسعى مدينة رأس الخيمة الملاحية لتحقيقه باعتبارها مجمعاً صناعياً ملاحياً متكاملاً يوفر قدرات لوجستية متفوقة ومرافق خدمية متطورة وبنية تحتية مدروسة صممت لتلبية متطلبات متخصصة.
وقال الكابتن كولن كروكشانك المدير العام لمدينة رأس الخيمة الملاحية إن المدينة، إضافة نوعية إلى قطاع الملاحة العالمي ككل، إذ ستكون أكثر من مجرد تسهيلات للاستيراد لكونها مقسمة إلى عدة مناطق مع تخصيص كل منطقة لاستخدامات ونشاطات معينة مثل البيع بالتجزئة والمستودعات والمخازن وخدمات مناولة وتخليص البضائع والإنتاج الصناعي والصناعات التحويلية وخزانات الصهاريج، إضافة إلى أحواض بناء وتصليح السفن.
وأشار إلى أن المدينة الملاحية نجحت في استقطاب ثلاث شركات عالمية كبرى سيكون مقرها في مدينة رأس الخيمة الملاحية بمثابة نقاط ارتكاز تنبثق من حولها شركات مساندة عديدة.
وشهد الحفل المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي، والشيخ عبدالله بن حميد بن عبدالله القاسمي رئيس مكتب صاحب السمو حاكم رأس الخيمة.
كما شهد الحفل الشيخ محمد بن كايد القاسمي نائب رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، وجاي وارينجتون القنصل العام للمملكة المتحدة، وتشان جينجباو القنصل العام الصيني في دبي، ورؤساء ومديرو الدوائر المحلية والاتحادية وعدد من المسؤولين.
عدد اليوم
