الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخ«الخوص» إرث جميلوص» إرث جميل اقترب من الاندثار

«الخ«الخوص» إرث جميلوص» إرث جميل اقترب من الاندثار
23 يناير 2010 22:59
كجديلة حسناء حزينة تتحرك الخصلات القشية بين الأصابع، تدور «الخوصة» تلتف أسفل أخرى، ترتقي فوق ثانية، تتحدى ثالثة لتصل إلى مكانها الصحيح، فتتحرك شقيقتها من نقطة انتهاء «الخوصة» الأولى، تعبر الدرب الذي تركته شقيقتها، ترتفع، تمر من أسفل، تتحدى «الخوص» فتصل هي أيضا إلى قرب النهاية، هناك تأتي خوصة جديدة فتكمل المشوار المعاكس، خوصة.. خوصة.. يالنبوصة! صناعة الخوص، ذاك الإرث الجميل الذي اقترب من الاندثار. كانت قوته بقوة النخلة، سيدة الأماكن وعمة البشر، حين كانت النخلة في البيت مصدر الدخل الأكيد كانت صناعة الخوص والليف وكل السعفيات الأخرى تسود كل مكان. الخوص هو ورق سعف النخلة، يجز من الجريدة لينقع الكبير الخشن منه في ماء لعدة أيام حتى يطرى ويصبح قابلاً للتشكيل والتجديل، أما الصغير الأبيض الطري فهو النوع الأفضل الذي تصنع منه نوعيات محددة من المنتوجات، وهذا النوع لا يحتاج للنقع في المياه، فهو طري قابل للتشكيل السهل. يقوم الماهرون في هذه الصناعة بصبغ الخوص قبل «سفّه» بعدة ألوان، مثل الأخضر والأحمر والبنفسجي، وهي ألوان كانت تباع في محال الصباغة، تبـدأ الصباغة بغلي الماء في وعاء كبير وتوضع فيه الصبغة المطلوبة، ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه ويترك لمدة 5 دقائق يرفع بعدها بسرعة من الماء ويوضع في الظل حتى يتشرب اللون، وهي عملية تستغرق عدة ساعات لا أكثر، أما الخوص الأبيض أو الحليبي فإنه يكتسب هذا اللون نتيجة لتعرضه للشمس، فيتحول لونه الأخضر إلى اللون الأبيض. بعدها يعاد الخوص المصبوغ للماء، ينقع فيه– لا يتحلل الصبغ بالماء- وبعد تطرية الخوص يسهل تشكيله ويبدأ التصنيع بعمل جديلة طويلة وعريضة متقنة الصنع متناسقة الألوان. ويختلف عرض الجديلة حسب نوع الإنتاج، وكلما زاد العرض كلما زاد عدد أوراق الخوص المستعملة وباتت الصناعة أصعب، وبعد صنع الجديلة يتم تشكيل الخوص بالاستعانة بإبرة عريضة وطويلة وخيط قد يكون من الصوف الأسود للتزيين. المثير أن استعمال الخوص في الصناعة يختلف بحسب اختلاف موقعه من النخلة، فذاك الذي ينبت في قلب النخلة تصنع منه الجفران «جمع جفير»، وهي السلال التي يوضع فيها الرطب والثمار المختلفة والحاجيات المختلفة. ويصنع من خوص القلب أيضاً المجبّة «غطاء لصحون الطعام». النوع الثاني هو خوص الأطراف الأخضر الكبير فتصنع منه الحصران الكبيرة، و جراب التمر، والسرّود (سفرة الطعام). أما الجريد الذي يتبقى من السعف فتصنع منه «المبخرة» وهي شكل هرمي توضع فوقه الملابس لتبخيرها، والأقفاص، ومصائد الطيور، وصناعة خشبية أخرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©