الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العاهل السعودي: الإرهاب والجريمة عدوان لكل دين وحضارة

العاهل السعودي: الإرهاب والجريمة عدوان لكل دين وحضارة
13 نوفمبر 2008 03:56
ترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة الى فعاليات قمة حوار الاديان التي بدأت اعمالها امس في نيويورك بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية· ويعد مؤتمر القمة الذي حمل شعار ''الأديان والسلام'' والذي يستمر يومين فرصة مهمة لرتق الانقسامات العقائدية فيما يعرف بـ''صراع الحضارات''· ويشارك في المؤتمر ملوك ورؤساء دول وممثلون عن 70 دولة للتحاور حول كيفية الإفادة من القيم الدينية والثقافات في المساعي الجارية لتبديد سوء الفهم بين الشرق والغرب بما يسهم إيجابا في حل القضايا السياسية والصراعات المسلحة· وشن رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة وزير خارجية نيكاراجوا في عهد حكم ''ساندينيستا'' ميغيل دي سكوتو بروكمان في كلمته الافتتاحية للمؤتمر هجوما عنيفا على الدول الغنية، محملا إياها مسؤولية الأزمة المالية العالمية الحالية والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها العالم، إضافة إلى تحميلها مسؤولية إفقار بقية بلدان العالم· وشدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على وجود حاجة ماسة على مستوى العالم للإفادة من العبر والدروس الايجابية في الأديان· بينما انتقد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إخفاق معظم الحكومات الغنية في تخصيص نسبة 7,0% من إجمالي ناتجها الوطني لدعم جهود التنمية في الدول الفقيرة· وعمد إلى انتقاد الأزمات الراهنة بأسلوب غير مباشر، قائلا ''الحروب الأهلية والصراعات تتزايد·· وأيديولوجيات التطرف تتصاعد·· المجتمعات تشهد المزيد من الاستقطاب''· وابلغ العاهل السعودي في كلمته قادة العالم المشاركين في المؤتمر ''أن الإرهاب عدو لكافة الديانات''، داعيا إلى تشكيل جبهة عالمية عريضة لمكافحته والسعي لتعزيز ثقافة التسامح· وقال ''نحن نؤكد بصوت واحد أن الديانات التي أرسلها المولى عز وجل هي لإسعاد البشرية، وينبغي الا يتم استخدامها كأداة لجلب المآسي''· وأضاف ''الإرهاب والجريمة، عدوان لكل دين وحضارة··وكلاهما ما كان ليتفشى لولا غياب مبادئ التسامح''· وأعلن البيت الأبيض أن العاهل السعودي يدرك ''أن أمام بلاده طريقا لتحقيق التسامح الديني وهو يبذل جهدا لإحراز تقدم في هذا المجال''· وينتظر أن يلقي الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش خطابا في ختام المؤتمر اليوم· ومن ابرز المشاركين في جلسات الحوار اضافة الى العاهل السعودي، كل من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز· ويأتي المؤتمر بمثابة متابعة لإعلان مؤتمر مدريد في يوليو الماضي والذي أكد على أهمية الحوار بين الأديان· ومن غير الواضح ما إذا كان سينتهي بإصدار قرار من الأمم المتحدة أم إعلان آخر يستلهم روح بيان مدريد· لكن دبلوماسيين بأروقة المنظمة الدولية شككوا في إمكانية صدور قرار أو إعلان وذلك بسبب الخلافات حول رؤية مشاكل بمنظور الأديان والسياسة· وأفاد مصدر مطلع أن السعودية، تقدمت بنص غير مقبول للأوروبيين بسبب إشارات إلى الإساءة للرموز الإسلامية، الأمر الذي يعتبره الغرب ''جزءا من حرية الرأي''· لكن مصادر اخرى رجحت مع ذلك أن يتبنى المؤتمر ''إعلان نيويورك'' معيدا التأكيد على مقررات ''مؤتمر مدريد'' الذي أوصى بدفع الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات من خلال عقد دورة خاصة للحوار· كما توقعت بعض المصادر أن يشكل المؤتمر لجنة متابعة لتنفيذ التوصيات والقرارات التي ستنبثق عنه· وقال مصدر سعودي لـ''الاتحاد'' إن المبادرة العربية للسلام لن تطرح خلال المؤتمر الحالي· وأضاف أن ما اتفق عليه في مدريد سيتابع في نيويورك لناحية الابتعاد عن الخلافات العقائدية والسياسية، والعمل على احلال روح المصالحة بين الشعوب واعلان نهاية الصراعات القائمة على أساس ديني· واضاف المصدر المرافق للوفد الرسمي ''إن هذه الأجواء ستساعد في حل المشاكل العالقة''، وأنه بالنسبة الى القضية الفلسطينية فإن المبادرة الحالية ستؤكد أنها قضية خلاف على الأرض وعلى الحقوق وليست صراعاً بين اليهود والمسلمين''· وقال بيريز إن حكومته وافقت على اقتراح المبادرة العربية للسلام لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأضاف: ''أن إسرائيل تتفق مع الدعوة العربية بأن الصراع لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، وأن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية· وتابع قائلاً: ''هذه التعبيرات في المبادرة العربية للسلام ملهمة وواعدة وتشكل الانفراجة الهامة للتقدم الحقيقي''· واكدت مصادر سعودية حرص الجانب السعودي على عدم حصول احتكاك مباشر مع الجانب الاسرائيلي، وأن الوفد الاسرائيلي أبلغ من جانب مسؤولين في الأمم المتحدة أن الملك عبدالله لن يقبل مصافحة أي مسؤول إسرائيلي أو محادثته خلال اللقاء والاجتماعات اللاحقة في المؤتمر· وكانت الأمم المتحدة شهدت سابقة استطاع الأمين العام للأمم المتحدة إنجازها عشية افتتاح أعمال المؤتمر· فقد ضمت مأدبة عشاء أقامها القادة العرب المشاركين والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الذي اقتصرت لقاءاته وأحاديثه المباشرة مع الجانب العربي على رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني· ونوه معالي عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بكلمة العاهل السعودي أمام قمة حوار الأديان· وقال إن الجهود القيمة التي يبذلها خادم الحرمين بشأن تفعيل الحوار بين الأديان والثقافات وبما يخدم الوئام والسلام ليس بين المسلمين فحسب ولكن بين شعوب العالم بكافة معتقداتهم دليل على اهتمامه بكل ما من شانه الإسهام في حل المشكلات التي تعاني منها البشرية وبما يعزز العدالة والأمن الاستقرار بين شعوب المعمورة على اختلاف معتقداتها وثقافتها· وأضاف إن مؤتمر مدريد في يوليو الماضي واجتماع نيويورك هو خير دليل على ذلك النهج الذي يتبناه الملك عبدالله من اجل التفاهم والتوافق والعمل على ترسيخ مبدأ الحوار والمصالحة بين شعوب وثقافات العالم و دحض نظرية الصراع بين الحضارات وتوضيح الرؤى المستقبلية الهادفة إلى ضمان مستقبل آمن للإنسانية جمعاء· وثمن دعوة العاهل السعودي المتحاورين في مدريد لاختيار لجنة تمثلهم تتولى مسؤولية الحوار في الايام والاعوام المقبلة· وفي القاهرة أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن مؤتمر حوار أتباع الديانات والثقافات المنعقد فى نيويورك برعاية الأمم المتحدة هو السبيل للرد على خصوم الاستقرار والتعايش والسلام الذين ينادون بصدام الحضارات وبذروا بذور التوتر بين الغرب والإسلام· وأشاد في بيان صحفى بهذه المبادرة التى رعاها ودعمها العاهل السعودي وهي المبادرة التي تستوجب التحية إذ تعلي من كرامة الإنسان أينما كان بغض النظر عن ديانته أو معتقداته وتنادي بأن السبيل البناء لتقارب البشر هو الحوار والتفاهم والتعاون من أجل خير الإنسانية جمعاء·
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©