الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بالإرادة.. لغتنا لها السيادة» شعار ملتقى المجالس الطلابية في مدرسة المواهب

«بالإرادة.. لغتنا لها السيادة» شعار ملتقى المجالس الطلابية في مدرسة المواهب
13 مايو 2012
رغم تنوع أساليب وطرق تدريس وتنمية التعبير الكتابي لدى الطلاب والطالبات، إلا أن الملاحظ في دروس التعبير الكتابي الإغفال الواضح لمفهوم تنمية الإبداع في كتابات التلاميذ، حيث بات هم المعلم التركيز على الأخطاء الإملائية والنحوية فقط دون الاهتمام بجوهر الإبداع في الكتابة، أو تجلية هذا الإبداع في نفوس التلاميذ “الطلاب والطالبات”، مما يسبب فتوراً لدى كثير منهم تجاه درس التعبير الكتابي، فأصبحوا يهتمون بعدم الوقوع في الأخطاء بغض النظر عن جمال الكتابة، ومضمونها، وتنوع أساليبها بجميع جوانبها الأسلوبية، والنحوية، والإملائية، والإخراجية، ومن ثم برزت جهود لا صفية جديرة بالتوقف، تستهدف تنمية هذا الجانب، وضرورة جعل محور التعليم يرتكز على إعطاء المتعلمين الحرية الكاملة في كتابة ما يريدون، وتزويدهم بمهارات فنية تعينهم على الإبداع فيما يكتبون. أبوظبي (الاتحاد) - اتساقاً مع هذا التوجه كنشاط مدرسي “لا صفي” يستهدف تنمية مهارات الطالبات الإبداعية في الكتابة، أقامت مدرسة المواهب الثانوية للطالبات في أبوظبي ملتقى المجالس الطلابية عن أهمية ومكانة اللغة العربية، تحت شعار «بالإرادة .. لغتنا لها السيادة»، تضمنت برنامجاً متنوعاً. تضمنت عدة فعاليات طلابية متنوعة، منها تنظيم ندوات ثقافية وشعرية ومسابقات ونشرات جدارية تناولت موضوعات متعددة وهادفة عن دور ومكانة اللغة العربية كلغة أم، وكيفية استعادة مكانتها في إطار تفعيل الجهود الرامية لإحياء دور ومكانة اللغة العربية من خلال مبادرة «ميثاق اللغة العربية». واستضاف الملتقى الزميل خورشيد حرفوش لتقديم محاضرة وتنظيم حلقة نقاشية عن «فنون العمل الصحفي، وفن كتابة المقال»، شارك فيه نخبة من الطالبات اللاتي لديهن ميول إبداعية في الكتابة والتعبير اللغوي الإبداعي. وتناولت المحاضرة فنون العمل الصحفي والكتابة الصحفية من خبر وتقرير وتحقيق ومقال وعمود رأي، وكيفية كتابة المقال الصحفي من حيث المراحل الأساسية بدءاً من الفكرة، والمحتوى، والأهداف، وكيفية بدء الكتابة، والعوامل التي يجب مراعاتها في محتوى المقال، وخطوات عملية الكتابة، وكيفية وضع الهيكل البنائي للنص، وكتابة النص، وكتابة الملخص، والمراجعة. والإشارة إلى أنواع المقالات الصحفية «المقال الافتتاحي، والمقال العمودي، والمقال التحليلي، والمقال النقدي». كما تم توضيح أهداف ووظائف المقال الصحفي، من حيث عرض وتحليل الأحداث الجارية والكشف عن أبعادها، ومناقشة وطرح القضايا والظواهر التي تشغل الرأي العام، والتعبير عن القضايا والمشاكل والاتجاهات السائدة في المجتمع. فنيات المقال كما تم تناول كيفية البداية، وكتابة المقدمة، وتحدد الهدف من النص، وتحديد مستوى المتلقي، وتحديد المعلومات والأسلوب اللازم لتحقيق الهدف، وتحديد الأفكار الرئيسية، وما يجب مراعاته في محتوى العرض، ولماذا يكون الاهتمام بالتركيز وعدم الخروج عن الهدف الرئيسي، والترابط بين أجزائه وأفكاره المختلفة بترتيب وتنسيق، وأهمية أن يكون مدعوماً بالمعلومات الثابتة والحقائق، مع دقة المعلومات واللغة البسيطة المستخدمة، والتناسق والترابط، وترتيب الأفكار بصورة منطقية، وإظهار العلاقات بين الأجزاء المختلفة، ووضع حدود دراسة الموضوع بالإضافة إلى مساعدة المتلقي على تفهم وتقبل ما يعرض عليه من خلال خصائص الهيكل البنائي الجيد للمقال حيث يراعى فيه التوازي والتناسق والتقسيم والتدرج الهرمي. مناقشة وتفاعلت الطالبات بموضوع النقاش وطرحن تساؤلات عديدة حول فنون العمل الصحفي، ومشاكله ومعوقاته، وكيفية الارتقاء بمستوى اللغة العربية لدى الطالبات اللاتي لديهن ميول في ممارسة الكتابة سواء من خلال القصة أو الشعر أو التعبير اللغوي. وتساءلت الطالبة فاطمة خالد أبو العينين عن كيفية الارتقاء بواقع حال اللغة العربية في ضوء أسباب تدهور وتراجع الاهتمام المجتمعي بها، وأبرزت أهمية الاهتمام بطرق تدريس اللغة العربية، وتطوير المناهج، وتساءلت أيضاً عن الدور الذي يمكن أن تسهم به الصحافة ووسائل الإعلام المكتوبة في الارتقاء باللغة العربية والحفاظ عليها. كما تناولت الطالبة شيخة السويدي تأثير تعدد اللغات واللهجات المشوهة نتيجة خلل التركيبة السكانية وتأثير العمالة الآسيوية والخدم على تشويه لغة الأطفال، وأكدت أهمية توعية الأسرة والمجتمع على الحرص بالتمسك باللغة العربية وتعليم الخدم النطق الصحيح بدلاً من الانسياق للهجاتهم المكسرة ومجاراتهم في الخطأ مما شوّه اللغة الأصلية التي تعد رمزاً للهوية الوطنية. وتساءلت الطالبة لطيفة غزوان عن الاختلافات الجوهرية بين فنون العمل الصحفي، والفرق بين هذه الفنون من حيث البناء والمضمون، وكيف يمكن للطالبة أن تنمي مهاراتها اللغوية، والجوانب التي تجب مراعاتها عند الكتابة والخطوات اللازمة لكتابة مقال صحفي جيِّد. كذلك استفسرت الطالبة جميلة الحمادي عن كيفية تطوير مهارات الكتابة، والعلاقة بين حصص التعبير الإبداعي “الإنشاء والكتابة” وكتابة المقال، وأهمية الثقافة الذاتية والمعرفية في إثراء الموضوع الذي يتناوله الكاتب في إطار الكتابة الأدبية والعلمية والصحفية. كما ناقشت الطالبة اليازية محمد أهمية الاهتمام بقواعد اللغة العربية، وعدم ترديد الكلمات الخاطئة المشوهة، وكيفية تنمية موهبة الكتابة في عمر مبكر وتشجيع الصغار على القراءة وتحفيزهم للتعبير عن آرائهم وتصحيح أخطائهم أولاً بأول، ودور الأسرة في هذا الاتجاه. أهمية الملتقى تشير فاطمة الحوسني، وكيلة مديرة مدرسة المواهب الثانوية إلى أهمية الاحتفاء باللغة العربية، وإحياء دورها ومكانتها على الرغم من إصدار الحكومة في التاسع من مارس 2008 قراراً وزارياً باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المؤسسات والهيئات الحكومية استناداً إلى المادة السابعة من الدستور الإماراتي التي تنص على عروبة الدولة وعلى أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، وتزايدت الشكاوى من إغفال اللغة العربية، وتراجع المناهج الدراسية، وعدم إقبال الجاليات الأجنبية الموجودة في الدولة على تعلمها والتحدث بها، ومن الأهمية إعادة النظر في المناهج المدرسية للغة العربية، بدءاً من رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية، وتطوير وتحديث هذه المناهج بما يحقق حلة من حب اللغة العربية والإقبال عليها من قبل الصغار، وزيادة الحصص المقررة في المدارس الأجنبية، ورفع كفاءة معلمي اللغة العربية، وتطوير وتفعيل الأنشطة المدرسية “اللا صفية”، وإيجاد سبل وطرق أكثر إيجابية لتفعيل التواصل والمتابعة بين المدرسة والأسرة. اكتساب الخبرات وتضيف خولة المرزوقي، مسؤولة مركز رعاية الطالبات المبدعات في المدرسة: «إن الاهتمام بالأنشطة «اللاصفية» أو اللامنهجية يثري أهداف المنهج المدرسي ويكمله، ومن ثم يأتي الملتقى وفق هذا الإطار، كي تتعلم الطالبة فنون الكتابة، وتصقل موهبتها الإبداعية، فهناك نخبة كبيرة من الطالبات ممن لديهن مهارة جيدة، واستعداد كبير للكتابة سواء الكتابة التعبيرية أو كتابة الخواطر أو القصة أو الشعر، وربما يكون من بينهن من يمتهن العمل الصحفي أو الإعلامي في المستقبل، ونحن نستثمر هذا الملقى في اكتساب الخبرات والمهارات، إلى جانب إطلاع الطالبات على كثير من الأمور الفنية التي تعينهم وتشجعهم على ممارسة هوايتهن في الكتابة، فليس هناك أدنى تعارض بين التفوق الدراسي وتنمية الموهبة، بل أن مثل هذه المواهب والقدرات تخدم وتكمل متطلبات التفوق، وربما هناك كثير من الطالبات لديهن هذه الميول في التعبير والكتابة ولا يعرفن كيفية ترجمتها، أو البدء بها، وتقتصر إبداعاتهن في المنتديات الإلكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي، وكتابة الخواطر والآراء، ومثل هذه الملتقيات من شأنها أن تنمي لديهن هذه المواهب الكامنة”. جيل محب للغة العربية تؤكد ظبية على القمزي، مديرة المدرسة إلى أهمية اللغة العربية ومكانتها، وتقول: «اللغة العربية هي اللغة الأم، ولكل أمة من الأمم لغتها، واللغة هي التي تشكل هوية الأمة وشخصيتها، وتحافظ عليها وعلى كينونتها، وإهمالها يمثل معول هدم لهذه الشخصية، ولقد كانت اللغة العربية على امتداد أكثر من أربعة عشر قرناً اللغة الرئيسية للعلوم الإنسانية والتطبيقية التي شهدت ازدهاراً في كافة المجالات، ومن ثم ينبغي أن نجد الآليات والأساليب والسياسات التي تحفظ للغة العربية كيانها أمام المتغيرات الحديثة بفعل العولمة الكونية، وهذا يتطلب جهوداً استثنائية على المستويين الحكومي والشعبي، إن أردنا أن نحافظ على هذه القيمة التي نعتز بها». مما لا شك فيه أن السبيل إلى ذلك أن ننشئ جيلاً محباً للغة العربية وحريصاً على تعلمها وإتقانها والتخاطب بها، بدءاً من المراحل التأسيسية في دور الحضانة ورياض الأطفال، ومروراً بكافة المراحل الدراسية، ويلعب ترغيب المتعلمين في اللغة وتحبيبها إلى نفوسهم دوراً هاماً في تشويق الطالب لمتعة التعليم وتيسير استيعاب النحو والصرف والبلاغة، إلى جانب اعتماد واحتضان اللغة العربية كلغة رئيسية للتعامل في كافة الدوائر والمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية والخدمية، ومن ثم يمكن إعادة الاعتبار للغة وأهل اللغة، والاهتمام بتوظيف خريجيها وإتاحة المجال أمامهم للعمل في المراكز والوظائف المتقدمة حتى يقبل الطلاب على هذا التخصص. فضلاً عن إعلاء شأن وقيمة ومكانة اللغة العربية في تعاملنا مع الجاليات الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©