الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إبداعات نسائية» بيئة تنافسية تشهد ولادة مشاريع متميزة

«إبداعات نسائية» بيئة تنافسية تشهد ولادة مشاريع متميزة
13 مايو 2012
أثبتت المرأة جدارتها وعطاءها اللامحدود، وسعيها الدؤوب للنهوض بأسرتها، من خلال بوابة الأسر المنتجة، التي تعد بيئة خصبة أبدعت فيها المرأة وبمختلف المجالات كصناعة العطور والبخور، والمشغولات اليدوية والحرف التراثية، واللوحة والأعمال الفنية، والمواد الغذائية، وكل هذه المنتجات وأكثر ضمها معرض «إبداعات نسائية» الذي أقيم مؤخراً في مراكز الأميرة هيا بنت الحسين بدبي. (دبي) - منتجات فريدة ومميزة، وذات مقاييس خاصة، لا يمكن أن تتوفر إلا في معارض الأسر المنتجة التي أسهمت وبشكل فعال في الارتقاء بظروفها الحياتية والمعيشية. وعبر مراكز الأميرة هيا بنت الحسين، وتحت مظلة معرض «إبداعات نسائية» تجمعت أرواح دؤوبة تقدس العمل، ونفوس مزدانة بمفاهيم التحدي والإصرار ومتسلحة بالثقة، هذه المعاني التي تجلت على وجوه المشاركين في معرض الأسرة المنتجة وفي بيئة يحتدم فيها التنافس الشريف لتعلن عن ولادة أفكار جديدة ومتميزة. جني الثمار ضم المعرض المشاريع التي كانت عبارة عن فكرة عالقة في الأذهان ترجمتها الرغبة والطموح إلى مشروع يجني صاحبه من ورائه الرزق. من بين تلك المشايع مشروع «عين المها» الذي حمل أم أحمد طموحها ورغبتها إلى الدخول في مجال العمل الحر. إلى ذلك، تقول «كل فرد يطمح إلى أن يحقق ذاته وأن يكون إنسانا منتجا، يحاول أن يغير نمط حياته اليومي، ويسهم في أن يجد لنفسه طريقا أكثر عطاء وفائدة، وباعتبارنا ربات بيوت كان الأمر كثيرا ما يلح علي لشغل وقت فراغي بعمل يعود علي وعلى الأسرة بالنفع، فكانت الفكرة في عملية تصميم الملابس التي كنت شغوفة بها من سنوات عدة، حتى جاءت فرصة تحقيق المشروع الذي كان مجرد فكرة تم طرحها على والدتي التي شجعتني، حتى وضعت متطلبات المشروع من مواد وأدوات، وشيئا فشيئا بدأت في جني ثمار عملي». وتضيف «منتجاتي يتهافت عليها النسوة، نظرا لتصاميمها الفريدة وغير المتوفرة في الأسواق، وأيضا بفضل أسعارها التي هي متناول الجميع». وحول أهمية مشاركتها في مثل هذه المعارض، تقول أم أحمد «مشاركة المرأة ومشاركتها في هذه المعارض يكسبها الكثير من المهارات الشخصية، ويدفعها إلى المواصلة العمل والاستمرار فيه، وعدم رفع راية الاستسلام عند أول فشل قد تصادفه المرأة، ولكن الأمر يتطلب المزيد من المثابرة والإرادة، مع عدم التهاون في الكشف عن أسباب الإخفاق ومحاولة تفاديه مستقبلا». ويكشف المعرض عن وجود مشاركة بين بعض أفراد الأسرة في تحمل جزء من مسؤولية العمل، في هذا السياق، تبرز مشاركة أخوات من عائلة المهيري قدمن عددا من منتجات الشعر، برغبة ودافع لمساندة والدتهن التي لم تألوا جهدا في تربيتهن ورعايتهن بعد وفاة معيلهن، الأمر الذي حذا بهن إلى توظيف موهبتهن ومهارتهن في إنتاج مشغولات يدوية، جعلتهن على قدر من الثقة والمسؤولية فيما يسعين إليه، معربات عن عزمهن على تطوير منتجاتهن، حتى تكون لهن بصمة خاصة يستطعن به دخول معترك عالم التجارة. دور بارز من جهتها، تقول فاطمة أحمد «لا يمكن أن نغفل عن حقيقة ما تقوم به الأسر المنتجة من دور بارز في الإسهام بالنهوض بأحوالها المالية، والانتقال من بيئة مستهلكة إلى بيئة منتجة تمتلك من المقومات المعنوية ما يجعلها قادرة على سد احتياجاتها ومتطلباتها بمنتهى الرقي والتطور فلم تعد الأسر بحاجة إلى مد يد العوز والحاجة، وإنما استطاعت أن تسهم في مساعدة المحتاجين، ما أثمر عنه انتشار ثقافة الإنتاج التي أدت إلى وجود منتجات ذات جودة وتميز». وتضيف «كوني من الأسرة المنتجة التي تمتلك قدرا من الطموح والعزيمة في مواصلة الإنتاج، فأنا قادرة على التعاطي مع المؤثرات السلبية التي تعترض طريقنا من خلال النظر لها من زاوية مختلفة أكثر تفاؤلا وإيجابية. فكل عمل لابد أن تواجهه بعض العراقيل والصعوبات، في حين لابد أن يتمتع المرء بقدر من القوة على الصمود وعدم التهاون عند أول هزة، فالنجاح لا يأتي بيسر، والعمل بحاجة إلى المثابرة وتطوير الأفكار وتجديدها من حين إلى آخر، إرضاء للزبون الذي يبحث دائما عن الجديد». وحول ما يمكن أن تقدمه معارض الأسر المنتجة من منتجات متنوعة ومختلفة تسهم في جذب الزوار لها، توضح جهاد طغش، إحدى المشاركات في معرض «إبداعات نسائية» أنه «بلا شك أن من أهم اشتراطات نجاح أي معرض هو التنوع الذي لابد أن تتسم به المعارض بشكل عام، وقد يجد المرء تكرار بعض المحال كالعطور والبخور، والملابس النسائية، والأكسسوارات، حيث نجد في طابعها ومظهرها تشابها، ولكنها مختلفة اختلافا تاما وجوهريا في تفاصيلها. ولكن هذه الميزة في تشابه الأفكار من شأنها أن تدفع السيدات إلى التنافس ومحاولة تقديم المنتج بشكل مختلف ومتميز، كما أن تكرار البضائع يعمل على خلق مجال واسع للاختيار نظرا لتفاوت الأذواق واختلافها». 180 معرضاً سنوياً للأسر المنتجة تشير مديرة إدارة الأسر المنتجة عفراء بوحميد إلى أن الإدارة سعت إلى تنظيم معارض تسويقية للأسر بمعدل 180 معرضاً سنوياً، وهي تسهم وتساعد الأسر المنتجة في تسويق منتجاتها وتعريف أكبر شريحة من المجتمع بهم، وبإنتاجهم وتسهم المعارض في زيادة دخل الأسر كما تنظم الإدارة الدورات التدريبية للأسر المنتجة المواطنة بغرض منح الأسر مهارات وخبرات جديدة ويبلغ عدد الدورات التدريبية نحو 40 دورة سنويا، وتم إنشاء قاعدة بيانات للأسر المنتجة المواطنة تضم كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بهم وهي تسهم في حفظ بياناتهم، وتعد مرجعا لكل مؤسسة معنية بالأسر المنتجة، وحتى الآن بلغ عدد الأسر المسجلة 660 أسرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©