الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المعلم

25 يناير 2006

قلة من اللاعبين الأفارقة هم الذين تركوا انطباعا مؤثرا في الساحة الأوروبية وحققوا إنجازات وبطولات كبيرة مع أنديتهم لعل أبرزهم مدافع المنتخب الغاني ولاعب روما الإيطالي صموئيل كوفور، الذي يقود منتخب بلاده في البطولة الحالية بعد أن نجح في الصعود به وتأهله لنهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخه على الإطلاق·
حقق كوفور الشهرة والنجومية والإنجازات غير المسبوقة مع نادي بايرن ميونيخ الألماني الذي انتقل إليه في سن السابعة عشرة من نادي تورينو الإيطالي· وأمضى كوفور اثني عشر عاما في البوندسليجا حقق فيها مع العملاق البافاري بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2001 ، وبطولة كأس القارات للأندية في عام 2001 وأحرز هدف الفوز الوحيد بالإضافة إلى الفوز ببطولة الدوري الألماني عدة مرات· كما ساهم كوفور في تأهل البايرن للمباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1999 أمام مانشيستر يونايتد الإنجليزي في كامب نو بمدينة برشلونة الأسبانية والتي خسرها في الدقيقتين الأخيرتين من عمر المباراة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها بعد تقدمه بهدف السبق حتى الدقيقة الثامنة والثمانين· وعاصر كوفور في تلك الفترة ولعب إلى جانب العديد من اللاعبين الألمان المشهورين في صفوف البايرن مثل قائد المنتخب الألماني لوثار ماتيوس، ومدرب المنتخب الألماني الحالي يورغين كلينسمان، والدولي محمد شول والحارس العملاق اوليفر كان· ويعتبر كوفور أحد أعمدة الدفاع الرئيسية وصمام الأمان في النادي البافاري وسبق أن صرح نائب رئيس النادي بأنه لن يتم التفريط فيه مطلقا بعد أن راجت شائعات بانتقاله إلى أسبانيا للعب في صفوف برشلونة· ولا ينسى كوفور كيف أنه استفاد من خبرة ماتيوس وتوجيهاته والذي وصفه بأنه كان بمثابة أخ أكبر له·
بدأ كوفور مشواره الكروي في مسقط رأسه مدينة كوماسي ثاني أكبر المدن في غانا وترك الدراسة في سن الثالثة عشر للتفرغ لكرة القدم، مما أثار غضب شقيقاته الثلاث اللاتي كن يرغبن في أن يواصل دراسته ويتخرج كطبيب، إلا أن والدته وقفت إلى جانبه واضطرت لبيع تلفزيون الأسرة لشراء الملابس والأحذية الرياضية له، بل كانت في بعض الأحيان تشجعه بمرافقته إلى الملعب والمشاركة كحارس مرمى وأنها نجحت في إحدى المرات في صد ثلاث ضربات جزاء بحسب ما ورد في موقع سوكر نيوز· وعمل كوفور في صباه في أحد مصانع الأحذية لمساعدة أسرته حيث أن التحويلات التي كان يرسلها والده الذي يعمل في مطار تورنتو الدولي في كندا لم تكن كافية لسداد مصاريف الدراسة والحياة اليومية للأسرة· وانضم كوفور لأحد الأندية الصغرى المحلية حيث لفت انتباه الكشافين والسماسرة خاصة بعد تحقيقه الفوز ببطولة العالم للناشئين مع الفريق الغاني في عام 1991 وهو في سن الرابعة عشرة· انتقل بعدها شأن معظم الناشئين الأفارقة شمالا لتحقيق طموحاته في أوروبا وتجربة حظوظه في الدوري الإيطالي في صفوف نادي تورينو في عام ،1992 ولكنه لم يمكث فيه طويلا حيث انتقل إلى ألمانيا للعب في نادي بايرن ميونيخ في عام ·1993 وبعد فترة إعارة قصيرة إلى نادي نورمبرج وبعد أن اشتد ساعده وتأقلم على أجواء الكرة الألمانية عاد كوفور إلى بايرن ميونيخ في موسم 1996/1997 ليصبح أساسيا في الفريق الأول ويحقق معه أعظم إنجازاته بالفوز بدوري أبطال أوروبا وبطولة كأس القارات للأندية في عام ،2001 بالإضافة إلى بطولة الدوري الألماني خمس مرات، وكأس ألمانيا ثلاث مرات· وشهدت تلك الفترة حدوث مأساة مؤلمة في حياة كوفور وأسرته حيث توفيت طفلته البالغة من العمر 15 شهرا غرقا في حوض للسباحة في عام ·2003 وتركت هذه الحادثة الأليمة أثرا نفسيا كبيرا علي معنوياته لكنه مع ذلك تحامل على نفسه وواصل مشواره مع ناديه، كما تعرض خلال تلك الفترة أيضا للإيقاف لست مباريات للخشونة الزائدة· وأنهى كوفور موسم 2003/2004 مع ناديه دون أي بطولة وشارك في 22 مباراة واحتل البايرن مركز الوصيف في بطولة الدوري· وفي صيف العام 2005 وبعد اثني عشر عاما من اللعب في الدوري الألماني أحد عشر منها مع البايرن عاد كوفور مجددا إلى نقطة انطلاقه الدوري الإيطالي في صفوف نادي روما في انتقال حر بعد انتهاء تعاقده مع ناديه· وتضمنت الصفقة التي تمتد لثلاث سنوات راتبا سنويا بقيمة 2,5 مليون يورو· واحتل كوفور مركزه في التشكيلة الأساسية لنادي روما منذ البداية وأصبح أحد أعمدة الدفاع الرئيسية وأعاد إليه التوازن الذي كان يفتقده في السابق إثر رحيل الأرجنتيني والتر صموئيل إلى ريال مدريد ثم الانتر، وأطلقت عليه الجماهير لقب الحائط الأسود· وعلقت إحدى الصحف الإيطالية بأن وصول كوفور عزز من الترسانة الدفاعية لنادي العاصمة وتوقف تدفق الأهداف الذي كان أحد عيوب الفريق في الموسم الماضي على الرغم من أنه نال لقب أفضل دفاع وهجوم قبل عامين إبان عهد مدربه السابق فابيو كابيلو·
التحق كوفور بالمنتخب الغاني منذ سن الثالثة عشرة حيث لعب في صفوف منتخب الناشئين وحقق معه الفوز ببطولة كأس العالم للناشئين عام 1991 ثم وصل معه إلى المباراة النهائية في عام ·1993 وحقق مع المنتخب الغاني للشباب الفوز ببطولة أفريقيا للشباب تحت 20 سنة في عام 1993 · وشارك كوفور في أول مباراة مع المنتخب الأول في سن السادسة عشر· واختير كوفور كأفضل لاعب في غانا ثلاث مرات في أعوام ،1998 2000 و،2001 وأيضا لقب أفضل رياضي غاني في عام 2001 · كما احتل المركز الثاني مرتين أيضا في منافسة جائزة أفضل لاعب أفريقي في عامي 1999 و·2001وشارك كوفور مع المنتخب الغاني في عدد من نهائيات الأمم الأفريقية وتوج جهوده بقيادته للتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا·
مكاوي الخليفة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©