الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية

محمد بن راشد: الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية
13 مايو 2013 18:24
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"..أن اللغة العربية هي لغة حياة نعيشها تعبر عنا بمختلف حالاتنا وليست ماض مندثر وتاريخ لا يصلح لزمننا الحاضر .. مشددا سموه على أن المحافظة عليها هي مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية لا تقتصر على بلد واحد بل تمتد لتشمل الأمتين العربية والإسلامية. وأوضح سموه أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم الذي خصنا به الله سبحانه وتعالى عن غيرنا من الأمم والمحافظة عليها هو من الحفاظ على ديننا الإسلامي بتعاليمه ومبادئه التي تحمل للعالم رسائل حب وسلام وأمان كما أنها جسر يربطنا بجذورنا وتاريخنا والطريق الرئيس في رؤيتنا للمستقبل. جاء ذلك بمناسبة تسلم سموه "تقرير لجنة تحديث تعليم اللغة العربية" الذي حمل عنوان "العربية لغة حياة".. بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي حميد بن محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم ومعالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي وسعادة جمعة الماجد رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث إلى جانب عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين والفعاليات التعليمية والثقافية والتربوية والإعلامية في الدولة وأعضاء لجنة تحديث تعليم اللغة العربية بجانب الطلاب ومتخصصي اللغة العربية. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة إنجاز "تقرير لجنة تحديث تعليم اللغة العربية".. "نؤمن بأن رؤيتنا وطموحاتنا لمستقبل أفضل لدولة الإمارات يبدأ من مدارسنا وصفوفنا ومناهجنا التعليمية وأن الاهتمام باللغة العربية وتطوير طرائق وأساليب تدريسها وتعليمها جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية ولا يقل أهمية عن الاهتمام بالتعليم بشتى فروعه..فاللغة العربية هي علم وهوية وقيمة والاهتمام بها مسؤولية وطنية ومجتمعية تشترك فيها الأسرة والمؤسسات والهيئات التعليمية بمراحلها ومستوياتها كافة و المجتمع عموما". ووجه سموه المؤسسات التعليمية أن تتخذ أساليب مبتكرة في التعليم لجعل جيل المستقبل يحب لغته الأم وتدفعه للإبداع والابتكار، "فاللغة العربية لغة حياة وعصرية غنية والتقرير الذي بين أيدينا اليوم هو نتاج جهد وبحث ودراسة والتوصيات التي يتضمنها قيمة وتستحق العمل بها وسنبدأ بأنفسنا .. وأوجه وزارة التربية والتعليم والهيئات والمؤسسات المعنية بقطاع التعليم في الدولة أن تكون السباقة بالأخذ بهذه التوصيات وخاصة ما يتعلق بتعليم اللغة العربية بأساليب مبتكرة ومشوقة تحبب جيل المستقبل بلغته الأم وتدفعه للإبداع والابتكار". وأضاف سموه "نحب الخير لنا ولأشقائنا ولم نقم بهذا الجهد للإمارات فقط فهذا مشروع عربي لنا جميعا ونحرص على أن تعم الفائدة علينا وعلى أشقائنا. لذا، وجهنا بنقل نتائج أعمال وتوصيات اللجنة ورفع تقارير بشأنها إلى الجهات المعنية كافة في الدول العربية الشقيقة وإلى الدول والشعوب المهتمة باللغة العربية للاسترشاد بمضمون التقرير وأخذه بعين الاعتبار للتعرف على مكامن القوة والضعف والتحديات التي تواجه المؤسسات المعنية بتطوير تعليم اللغة العربية في تلك الدول". وقال سموه .."بالنسبة لنا، العربية لغة حياة للإنسانية جمعاء فهي لغة الأجداد والآباء وأساس حضاراتنا ومعيار وحدتنا كأمة عربية. لذا، فالمسؤولية التي تقع علينا اليوم هي مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية وبلغتنا تتحقق عزتنا وهي التي تقودنا إلى تحقيق نقلة نوعية في التعليم والإعلام والترجمة والعلوم كافة و تعزز تمسك أجيالنا بلغة الضاد لغة". وأكد سموه أن ما يتضمنه التقرير من نتائج قيمة يشكل المدخل الأساسي للمرحلة التنفيذية الهادفة إلى الارتقاء بجوانب تعليم اللغة العربية واستخداماتها كافة في العلم والمعرفة والمجتمع والمدرسة والمنزل .. مضيفا سموه أن تعليم وتعلم اللغة العربية هو مسؤولية فردية ومجتمعية لغرس حب اللغة العربية في نفوس الأبناء كقيمة أصيلة. وأضاف سموه أن رؤية الإمارات 2021 تهدف إلى جعل الدولة مركزا للامتياز في اللغة العربية وأن دولة الإمارات أخذت على عاتقها رفع لواء المحافظة على اللغة العربية ودعم كل المبادرات الهادفة للحفاظ عليها وجعلها متطلبا أساسيا في المراحل الدراسية وفي الجامعات وتحديث أساليب تعليمها بما ينمي القدرات اللغوية للطلبة ويشكل محورا ينهض بالحركة التعليمية عموما وعلاقتها باللغة العربية. ولفت سموه إلى أهمية اللغات بالنسبة للأمم باعتبارها الثروة الأعظم قيمة لأن اللغة ركن أساسي في حضارات الأمم ولم تسد أمة لا تستند في تطوير علومها ومعارفها على لغتها الأم فكيف إذا كانت تلك اللغة هي العربية التي مثلت جسرا لنقل الثقافة والعلوم والآداب ليس للأمة العربية فقط وإنما لأمم وحضارات أخرى عبر القرون. وأثنى صاحب السمو نائب رئيس الدولة على جهود وإنجازات اللجنة وما خرجت به في تقريرها من توصيات قيمة..كما وجه سموه رسالة إلى الشباب في دولة الإمارات والوطن العربي يحثهم فيها على التمسك باللغة العربية والمحافظة عليها باعتبارها لغة عصرية إذا عرفنا كيف نستخدمها ونتعلمها ونعلمها .. وقال "أريد أن أوجه رسالة لأبنائي وإخواني في الإمارات والوطن العربي وأقول لهم "احرصوا على لغتكم العربية مثلما تحرصون على النجاح والتفوق". يذكر أن تقرير اللجنة، الذي تم إنجازه ورفعه إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعنوان "العربية لغة حياة" الذي يمكن الاطلاع عليه عبر الموقع الالكتروني "العربيةلغةحياة.امارات "، بني على دراسة فعلية وميدانية معمقة لواقع تعليم اللغة العربية وأساليب تعليمها وتدريسها والتحديات التي تواجهها في البلاد العربية والعالم وعلى عدة أسس من أهمها الأصالة التي تدفع للتحديث والتطوير والبعد عن التنظير مع عدم إغفال التحديات الحقيقية التي تواجه تعليم اللغة العربية. ويركز التقرير على تطوير أدوات ووسائل تعليم واستخدام اللغة العربية الفصيحة في أوساط الأجيال الشابة والاستفادة من التقنيات ووسائل التواصل الحديثة بما يتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم وميولهم في الوقت الذي نشهد فيه اهتماما كبيرا بتعليم اللغة والتعرف على الثقافة العربية من الناطقين بغيرها. ويعكس التقرير تفاؤلا بوجود فرصة حقيقية لإحداث تغيير أساسي وعميق في طرائق تعليم اللغة العربية نظرا للاهتمام الكبير والد عم المستجد الذي تحظى به اللغة العربية في الكثير من بلاد الوطن العربي والوعي الجيد بأهمية الانتقال إلى مجتمعات تخلق المعرفة وتبدعها بلغتها الأم. واعتمدت اللجنة "العربية لغة حياة" عنوانا للتقرير وذلك في ربط اللغة العربية بالواقع المعاش والتطور التقني والعلمي الذي يكتنف اللغة العربية وبأبنائها .. وإدراكا للاهتمام المتزايد بها من قبل الناطقين بغيرها الذين ينتظمون لدراساتها في أهم وأعرق الجامعات العالمية. ويعني اختيار شعار "العربية لغة حياة" أهمية البحث عن وظائف اللغة الاتصالية واتخاذ هذه الوظائف مركزية يتم من خلالها تنظيم المنهاج الجديد واختيار النصوص المناسبة وربطها ربطا مباشرا بمهارات التفكير لنسج منظومة متكاملة تضع العربية في بالعملية التعليمية. واستند التقرير إلى نتائج أحدث الأبحاث العلمية والدراسات في مجال تعليم اللغات وتعلمها وعلى سلسلة من الدراسات الميدانية التي أجريت مع أصحاب الخبرة حول واقع اللغة العربية وأساليب تعليمها وتدريسها والتحديات التي تواجهها ليركز على وضع الأسس العملية لتحديث تعليم اللغة العربية ما يجعل من التقرير خطة عمل تؤد ي إلى حراك ذي خطوات واضحة المعالم وممكنة التطبيق.. فيما التزم التقرير بلغة علمية وواقعية مباشرة لتصبح أفكاره بمتناول الجميع من صناع القرار ومسؤولي الوزارات والمدرسين والاداريين والاعلاميين والطلاب. لجنة تحديث تعليم اللغة العربية وكانت لجنة تحديث تعليم اللغة العربية قد شكلت تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إطار مجموعة المبادرات النوعية التي أطلقها سموه خلال شهر أبريل 2012 لتعزيز مكانة اللغة العربية وتطوير مناهجها وأساليب تعليمها وتعزيز حضورها كلغة للعلم والثقافة والمعرفة. وارتكز عمل لجنة تحديث اللغة العربية خلال إعدادها التقرير على دراسات ميدانية وإحصائيات وبيانات ومؤشرات دقيقة أظهرت تراجعا في مستوى إتقان اللغة العربية بمستواها الفصيح - عند أبنائها وأن المناهج التعليمية وخاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية في مستويات الدراسة المختلفة لا زالت أدنى من المأمول. كما أظهرت إعراضا عن التجاوب والتكيف مع المتغيرات والتطورات خصوصا تلك المرتبطة بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة، إضافة الى ضعف أداء معلم اللغة العربية والاختلال في منظومة التعليم العربية..مؤكدة أن موضوع إعداد وتدريب معلمي العربية لابد وأن يحظى بأولوية خاصة خلال الفترة المقبلة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©