الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نيمار الأناني

21 يونيو 2018 01:11
ظهر كريستيانو في مونديال روسيا، وتكفل برد جماح الثور الإسباني الهائج، وسجل ثلاثة أهداف لواحد من أهم حراس العالم.. ثم جاء ليونيل ميسي وذاب - كالعادة - وسط غابة من الآهات لجمهور يرفض أن يصدق أن ميسي برشلونة ليس ميسي الأرجنتين، وأن بينهما مسافة يحسبها البعض بالبعد الوطني، ويحسبها آخرون بالأرقام المالية.. وانتظر الجميع ظهور الطرف الثالث للضلع الذهبي في هذا المونديال، ونعني بذلك نيمار البرازيل الذي ظن أن منتخب سويسرا خبزة سهلة الابتلاع، فدخل إلى الميدان مسطولاً بأهداف التحضيرات، لكنه اصطدم بدفاع حديدي وبتنظيم كروي يقارب المثالية، وعوض أن يحرك ساقيه في اتجاه زملائه، ويحفظ ماء وجه منتخب السامبا بالغ في الأنانية «وأبدع» في الفردية، ونسي أن الكرة لعبة جماعية، ولولا الهدف الذي سجله كوتينيو بلقطة ساحرة لتم لدغ البرازيل بأنياب سويسرية اختارت منهج كرة القدم الصحيحة والمرتكزة على الالتزام بتعاليم المدرب، واللعب من أجل المجموعة، وليس من أجل الفرد، وهو الفارق الوحيد الذي جعل منتخب سويسرا يظهر في ثوب البطل، ويحصل على تعادل في طعم الانتصار، بينما طأطأت البرازيل رأسها بتعادل خيب الآمال وأغضب الجميع على ساحرهم نيمار. كل ما قلناه يدخل في باب الدروس الكثيرة التي خرجنا بها، ولا نزال من مونديال روسيا، فإن يكون لك نجم في حجم ميسي يغيب أحياناً عن عروض المتعة ولا يقع تعويضه، لأن اسمه كبير، فهذا خطأ بحجم الجبال، لأن كل اللاعبين خاضعون للتغيير.. وأن يكون لك نجم في سمعة نيمار يفعل ما يريد داخل الميدان، بدعوى أنه فنان خارج عن القانون الذي يخضع له جميع زملائه بلا حسيب ولا رقيب، فهذا أيضاً خطأ فظيع يجعل أكثر من فرصة تضيع.. إما أن يكون لك نجم في حجم رونالدو يضع كامل خبرته وجوعه الدائم إلى الانتصارات في خدمة زملائه ويكون في كل مرة هو القاطرة التي تسحب الجميع نحو ضفة الأمان.. فذلك هو النجم الحقيقي دون لف أو دوران. النجم الرابع في هذا المونديال هو قطعاً الفرعون المصري محمد صلاح، خاصة أن غيابه في اللقاء الأول ترك الجميع في التسلل، بعد أن بان بالكاشف أن الكرة المصرية تعول بدرجة أولى على صلاح ثم البقية، وهذا أيضاً خطأ استراتيجي لنوعية رابعة من النجوم لا تخلف غير الهموم. على جناح الأمل ما يرهقني دوماً أن ملايين المتابعين للشأن المونديالي يتحولون بقدرة قادر إلى مدربين يتكلمون بالصوت العالي بعد المباريات، أي في الوقت الضائع، وهي صفة عربية صحيحة جعلت البعض يتندر بما حصل للعرب في المباريات الأولى، ويتكهن بما سيحصل من هزائم تصل حدود الفضيحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©