الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين.. وتحريف المفاهيم

26 مايو 2014 23:31
مارك تشامبيون محلل سياسي أميركي أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي أنه سيحترم إرادة الشعب الأوكراني التي عبر عنها في انتخابات الرئاسة يوم الأحد الماضي وأنه سيتعامل مع الحكومة الجديدة، وبلاشك يمثل ذلك تقدماً ملحوظاً ودالاً في الموقف الروسي. وفي الوقت نفسه، كرر دعواه بـأن أزمـة أوكرانيـا إنمـا هي نتيجة انقلاب عسكري دبره الغرب في كييف، وقد أجبره ذلك على حماية شعب القرم من الذبح، وأن هذا الانقلاب دفع بقية تلك الدولة إلى شفير حرب أهلية. وقد قضيت الأيام القليلة الماضية في دونيتسك وكييف -وهما مركز الصراع في أوكرانيا- وأذهلني كيف نجح بوتين في تحريف المفاهيم بشأن ما حدث، ليس فقط في روسيا ولكن أيضاً في الغرب. وربمـا أن وزيـر الخارجيـة الألمانـي فرانـك والتـر شتاينماير شعـر بالمثـل عندما غضب مؤخراً أمام جمهور ألماني يلوح بشعارات مناهضة لأوكرانيا. ومما يحسب لشتاينماير، وهو ليس من الصقور، قوله: «ينبغي أن نكتشف من هم مؤججو الحرب هنا.. إنهم من يصفون مجتمعاً بأسره بالفاشية، ويدفعون من أجل الحرب ويدعون إلى الصراع». وهناك كثير من المعلقين والسياسيين والأكاديميين من اليسار واليمين متعاطفون مع بوتين بشأن أوكرانيا، ولكن على من يؤيد روايته بشأن الأحداث في أوكرانيا، أن يؤيد أيضاً الافتراضات التالية: - أن مئات الآلاف من المتظاهرين في كييف الذين ثاروا رداً على قسوة الشرطة كانوا في الحقيقة متورطين في انقلاب مسلح، وكانوا مستعدين للمخاطرة بأرواحهم من أجل وهْم عروض الحكومات الغربية. - أن المظاهرات المتقطعة لضعة آلاف في الشرق، التي قادها رجال مسلحون ببنادق نصف آلية وقذائف هاون وصواريخ مضادة للطائرات، كانت أيضاً تعبيراً مماثلاً عن الإرادة الشعبية. - أن نتائج استطلاعات الرأي، التي تظهر أن الغالبية العظمى من الأوكرانيين تفضل الحفاظ على وحدة البلاد بما في ذلك الشرق، تكشف في الحقيقة أن الانفصاليين المسلحين يمثلون الرغبة الشعبية في تقسيمها. - أن غالبية الأوكرانيين الذين يفضلون الارتباط بالاتحاد الأوروبي «فاشيون». - أن تأكيد روسيا حقها في التدخل نيابة عن الروس في أي مكان في أنحاء الاتحاد السوفييتي السابق أمر مقبول ومفهوم. - أن روسيا -بالطبع- كذبت على المراقبين في القرم، ووضعت جيشها على الحدود الأوكرانية، ولكن ينبغي أن نثق بها في أنها لا تدعم المتمردين في شرق أوكرانيا. - أن ضم روسيا للقرم هو تصحيح للتاريخ وليس نابعاً من سياسات توسعية. وبالطبع، لا أقصد من ذلك أن أوكرانيا لا يوجد فيها انقسام عميق، أو أن الفاشيين الجدد من اليمينيين المتشددين في أوكرانيا لا ينبغي أن يقلقوا الجميع، أو أن السلطات في كييف لا تحتاج إلى جهود مضنية لإعادة توحيد البلاد. ولكن أولئك الذين يميلون إلى تأييد منهج روسيا في أوكرانيا، أو يزعمون أن السياسات الأميركية والأوروبية تجاه روسيا كانت عدوانية بدرجة كبيرة ينبغي أن يجيبوا عن هذين السؤالين: هل كان بوتين سيتراجع عن رفض انتخابات يوم أمس -الأحد- لو لم تنجح ألمانيا في وضع خط أحمر للعقوبات الاقتصادية ضد روسيا؟ ولماذا يبرر أي شخص قيام مسلحين بمحاولة منع الانتخابات التي تكشف مدى تأييد كثير من الأوكرانيين لمرشحين من النازيين الجدد؟ ومن يدري لعل اليمين المتشدد في غرب أوكرانيا سيحصل على أصوات في انتخابات يوم أمس -الأحد- أقل بكثير من انتخابات البرلمان الأوروبي في المجر واليونان وفرنسا. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©