السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يماني بدأ بالطرشجي وانتهى إلى هذه السماوات

يماني بدأ بالطرشجي وانتهى إلى هذه السماوات
13 نوفمبر 2008 02:52
أول كتاب في حياة الشاعر المصري احمد يماني جاء بالصدفة وعنه يقول: في اللحظة التي انسلخت فيها من قراءات الطفولة وبالمصادفة، كنت قد تشبعت بمجلات ''ميكي'' و''سمير'' و''ماجد'' و''تان تان'' وبالمغامرين الخمسة والشياطين الـ 13 وغيرها، وكان لابد أن تأتي نقلة أخرى في نوعية القراءات وذات يوم وقعت عيناي على عنوان غريب لدى بائع الجرائد، جذبني بشدة وقررت أن أغامر بشراء الكتاب بقروشي القليلة ولعلني عدت للبيت طالبا مددا وكان الكتاب ''رحلات الطرشجي الحلوجي'' وبخط أصغر: الكتاب الحائز على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات، وهناك يقبع اسم الكاتب خيري شلبي وأعتقد أنني وجدت ألفة طفولية ما مع كلمة الطرشي واللاحقة التركية ''جي'' التي تدل على صاحب المهنة كالمكوجي والعربجي إلخ·· بل ومع لقب الكاتب نفسه ''شلبي'' الذي بدا لا يختلف في شيء عن باقي الأسماء التي شكلت محيط طفولتي، كانت هناك كلمة واحدة بدت لي غريبة ''الزمكان'' التي تصنف الكتاب كرحلة في الزمان والمكان· كان بطل الرواية ينتقل بخفة بين أزمنة وأمكنة، يهبط فجأة من العصر الفاطمي إلى ميدان العتبة في قلب القاهرة وتجده مرة أمام قصر الأمير وفي اللحظة التالية يركب أتوبيسا ومع كل نقلة كان يصيبني دوار هائل ينقلني معه من قراءة طفولية هانئة تعززها الصورة والرسمة عادة إلى قراءة أخرى دون صور ودون رسومات وعليك إعمال حواسك وعقلك فيها كي تخلق صورك ورسومك· لم يكن انتقالا سلسا بل كان فجائيا ومنعشا، القاني في عالم الأدب دفعة واحدة، يمضي فيه البطل من زمن إلى آخر وأنا معه أودع عهدا إلى آخر ممتد حتى هذه اللحظة· احمد يماني يقيم في اسبانيا منذ سنوات، ويشتغل على ترجمة الادب الاسباني، والكتاب الاخير في حياته لم يفارق هذه الاجواء وقال: انتهيت من قراءته منذ أيام ويقوم كذلك على رحلة أخرى في باص من مدينة برشلونة إلى مدينة بلباو، لإمرأة غادرت السجن لتوها بعدما أمضت هناك أربعة أعوام، وكانت تنتمي لمنظمة إيتا الإنفصالية الباسكية، اسمها إيريني في السابعة والثلاثين ولا أحد ينتظرها على باب السجن، ثمة آلام رهيبة تنخر حياتها وفي الطريق ستمتد هذه الحياة أمام ناظريها، في الطريق الذي ربما تمنت أن يكون أطول· عنوان الرواية ''تلك السماوات'' وهي متوسطة الحجم، بالغة الكثافة، وكاتبها برناردو أتشاجا، أحد الأصوات المهمة في الأدب الإسباني المكتوب بالباسكية ''أوسكيرا''، لغة بلاد الباسك في شمال إسبانيا ويترجم أعماله بنفسه وبمساعدة آخرين إلى الإسبانية القشتالية وعرفته العربية منذ عدة أعوام عندما ترجم صالح علماني جزءا من عمله الشهير ''أوباباكواك''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©