الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الإنسان

الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الإنسان
21 يونيو 2018 00:52
واشنطن، عواصم (وكالات) انسحبت الولايات المتحدة، أمس الأول، من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمة إياه بـ«النفاق» وبـ«الانحياز» ضد إسرائيل. وتوجهت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إلى واشنطن لتعلن مع وزير الخارجية مايك بومبيو القرار. وأكد بومبيو وهايلي، أن الولايات المتحدة ستبقى على رأس المدافعين عن حقوق الإنسان. لكن في نظر الكثيرين، يعكس القرار عداء الرئيس دونالد ترامب للأمم المتحدة وللتعددية في العمل الدبلوماسي بشكل عام. وجاء القرار بعدما انتقد مجلس حقوق الإنسان واشنطن بسبب فصلها للأبناء القاصرين للمهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم الذين يتطلعون للحصول على لجوء بعد دخولهم البلاد من المكسيك. لكن هايلي وبومبيو أكدا أن القرار اتخذ بعد سنة من الجهود لدفع المجلس إلى القيام بإصلاحات، واستبعاد الدول الأعضاء التي ترتكب تجاوزات، منه. وقالت هايلي، «نحن بحاجة إلى هذه الإصلاحات لنجعل المجلس محامياً جدياً مدافعاً عن حقوق الإنسان». واعتبرت «لفترة طويلة كان مجلس حقوق الإنسان حامياً لمرتكبي تجاوزات لحقوق الإنسان ومرتعاً للانحياز السياسي». وتابعت «للأسف، من الواضح الآن أن دعوتنا إلى الإصلاح لم تلق آذاناً صاغية». وكانت هذه «الهيئة» التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ من جنيف مقراً لها أنشئت في 2006 لتشجيع وحماية حقوق الإنسان في العالم. لكن إعلاناتها وقراراتها تضاربت في أغلب الأحيان مع أولويات الولايات المتحدة. وتبدي واشنطن امتعاضها خصوصاً من إدانات المجلس للممارسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين. لكن هايلي أكدت أن مجلس حقوق الإنسان قصر في توجيه انتقادات لانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان من قبل دول معادية للولايات المتحدة مثل فنزويلا وكوبا. وقال بومبيو، إن «الدول تواطأت مع بعضها لتقويض الطريقة الحالية لاختيار الأعضاء». وأضاف أن «انحياز المجلس المتواصل والموثق بشكل جيد ضد إسرائيل تجاوز الحدود». ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالخطوة الأميركية، زاعماً أن «المجلس أثبت على مدار سنوات طويلة أنه جهة منحازة وعدائية ومعادية لإسرائيل وتخون مهمتها، وهي الدفاع عن حقوق الإنسان». وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن أسفه للقرار الأميركي. وقال في بيان، إن «بنية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تلعب دوراً مهماً للغاية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم». وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين انتقد الاثنين الماضي سياسة ترامب في مجال الهجرة. وقال «نعتقد أن سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بإيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول». وانتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الخطوة الأميركية. وأكد المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث أن «انسحاب إدارة ترامب هو انعكاس مؤسف لسياسة أحادية البعد في ما يتعلق بحقوق الإنسان» تتلخص «بالدفاع عن الانتهاكات الإسرائيلية في وجه أي انتقادات قبل كل شيء». ودانت موسكو أمس «وقاحة الولايات المتحدة واستهتارها» بالأمم المتحدة بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان واصفة القرار بـ«الخاطئ». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي، إن «الولايات المتحدة نسفت مجدداً سمعتها في الدفاع عن حقوق الإنسان.. لقد أظهرت استهتارها بالأمم المتحدة ومؤسساتها». ودانت «وقاحة زملائنا الأميركيين الذين يرفضون بقوة الاعتراف بوجود مشاكل خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان في بلدهم»، واتهمتهم بأنهم حاولوا «تغيير بنية مجلس حقوق الإنسان لخدمة مصالحهم». وأبدت الصين أسفها أمس للانسحاب الأميركي.. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنج شوانج في إفادة دورية للصحفيين «تعبر الصين عن أسفها لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان». واعتبرت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية أمس، أن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من مجلس حقوق الإنسان «مكافأة لإسرائيل وجرائمها». وقالت «إن الخطوة الأميركية تشجيع على العدوان وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني». واعتبرت أن انتقادات هايلي، ووزير الخارجية مايك بومبيو، لمجلس حقوق الإنسان «دليل دامغ على خشية واشنطن من محاسبة إسرائيل وسجلها الأسود الحافل بالعنصرية والتطرف والعدوان». أوروبياً، قالت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، إن الانسحاب الأميركي ينطوي على مخاطرة الإضرار بدورها الدولي. وقالت مايا كوفيانشيتش، المتحدثة باسم موجيريني «الولايات المتحدة كانت دوماً في طليعة حماية حقوق الإنسان في أنحاء العالم، ولطالما كانت لسنوات عديدة شريكاً قوياً للاتحاد الأوروبي في مجلس حقوق الإنسان». وأضافت: «قرار اليوم يهدد بتقويض دور الولايات المتحدة كداعم ومؤيد للديمقراطية على الساحة الدولية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©