الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هل تستطيع المناظرات منح الفوز لمرشح في انتخابات الرئاسة الأميركية؟

هل تستطيع المناظرات منح الفوز لمرشح في انتخابات الرئاسة الأميركية؟
29 سبتمبر 2016 13:16
لا يمكن للمرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية أن يضمن الفوز بمقعد الرئيس في حال قدم أفضل أداء له خلال المناظرة، ولكنه قد يضمن خسارة ماحقة في حال قدم أداء سيئاً أو عادياً. ولعبت العديد من المناظرات الرئاسية، دوراً بارزاً في منح مرشحٍ الأفضلية على حساب خصمه، وحسمت نتائج التفوق في تلك المناظرات في بعضها النتيجة لأحدهما على الآخر. وتشكل المناظرات الانتخابية، التي يتابعها في العادة مئات الملايين من الأميركيين وغيرهم في العالم، ساحة لكشف عورات المرشحين، حيث يسعى كل متنافس لإظهار نقاط الضعف لدى خصمه، والتعريف بنقاط القوة التي يمتلكها أملاً بسلب ثقة الناخبين الأميركيين. وبفضل ذكائهم، تمكن بعض المرشحين من استغلال تلك المناظرات في حشد أكبر شريحة من الناخبين بفضل «التحضير» الجيد للمناظرة، والذي يشمل إجراء مسح شامل للمنافس وجمع أكبر قدر من المعلومات التي لا يرغب في الكشف عنها أو التي يتهرب منها واستخدامها ضده لإحراجه خلال المناظرة. من جهة أخرى، يلجأ بعض المرشحين إلى إظهار مدى قوة حضوره وإتقانه للغة الجسد واهتمامه بمظهره. كما تظهر اللباقة والثقافة ومدى الاطلاع على الأحداث العالمية وكيف يتلقى المرشح السؤال ويظهر اهتمامه بالإجابة ومتى يبتسم ومتى يبدي جدية وكيف يواجه «الإساءة» من المرشح الآخر. وتتميز مناظرات هذا العام باعتماد لجنة المناظرات الأميركية موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، ليكون وسيلة يمكن من خلالها طرح أسئلة المستخدمين على المرشحين في المناظرات، إلى جانب بث المناظرات على الهواء مباشرة، وكل ذلك يضغط على المتنافسين على مقعد الرئيس من أجل الثبات وإثبات الذات في ذلك الموقف. ويستعرض موقع «الاتحاد نت» أبرز المناظرات التي شهدتها الولايات المتحدة خلال تاريخها، وما تضمنته من سقطات وهفوات أطاحت برؤوس ووضعت التاج على رؤوس أخرى، وهي كالتالي: 1960 جون كيندي وريتشارد نيكسون: كانت تلك المناظرة بمثابة «اللحظة التي تغير فيها وجه السياسة في الولايات المتحدة وحول العالم»، كما وصفتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، والتي أكدت أن المناظرة الأولى بدا الأمر فيها كأنه ثورة قبل 56 عاماً، إذ أصبحت شخصية الفرد مهمة تماماً كالسياسة، وبات الخداع مهماً كما الواقع. ورأى مراقبون أن تلك المناظرة دفعت الناس آنذاك لاختيار جون كينيدي الشاب الوسيم على ريتشارد نيكسون الذي تصبب عرقاً وبدا أكبر سناً، حيث اتضحت هيمنة كينيدي على الجلسة أمام الكاميرات وساعدته على تحويل تأخره في استطلاعات الرأي بشكل طفيف عن خصمه إلى فوز انتخابي. 1976 جيمي كارتر وجيرالد فورد: كان يتوقع أن تحطم هذه المناظرة الأرقام القياسية، خاصة وأنها جاءت وسط حالة شوق شعبي لأحداث مماثلة، بعد توقف استمر لنحو 16 عاماً عقب المناظرة الأولى بين كينيدي ونيكسون. ولكن تلك المناظرة لم تحطم سوى آمال جيرالد فورد بعد هفوته غير المتوقعة في حديثه عن موقف الاتحاد السوفييتي وهيمنته في أوروبا، حيث قال: «لا توجد هيمنة سوفيتية في أوروبا الشرقية، ولن يهيمن أبداً أثناء فترة حكمي». ورغم أن تلك «الشطحة» غير المحسوبة، نظراً لما كان واقعاً خلال الحرب الباردة، لم تؤثر على تقارب الرجلين في النتائج، إلا أنها كانت كفيلة بحرمان فورد من التفوق المريح الذي يضمن له ولاية ثانية، ليربح كارتر في النهاية. 1984 رونالد ريجان والتر مانديل: رغم تقدمه في العمر ووصوله لسن 73 عاماً في تلك الأيام، إلا أن رونالد ريجان استغل ذلك لصالحه في مناظرته أمام منافسه الديمقراطي والتر مانديل، حيث قال رداً على سؤال ما إذا كان كبيراً في السن لتولي الرئاسة: «لن أسمح لمسألة السن أن تؤثر على حملتي، ولن أستغل صغر سن خصمي وفقدانه للتجربة لأغراض سياسية»، وهو الرد الذي لم ينسه الأميركيون أبداً. وأدرك مانديل بعد ذلك الرد، وكان يبلغ حينها 56 عاماً، أنه خسر بالفعل الانتخابات الرئاسية، نظراً لسرعة البديهة والتحكم البصري والعصبي المتقن الذي أبداه ريجان في رده على ذلك السؤال، دون الالتفات إلى كونه أكبر حاكم لدولة على وجه الأرض في تلك السنة وتمكن من الظفر بولاية رئاسية ثانية استمرت حتى عام 1989. 1992 جورج بوش وبيل كلينتون وروس بيروه: ارتكب جورج بوش الأب في تلك المناظرة خطأ جسيماً عكس بحسب مراقبيه نوعاً من الغرور والتعالي، حيث التقطته العدسات وهو ينظر إلى ساعته خلال المناظرة، ما أعطى انطباعاً لما يدور في قلبه ليخسر الانتخابات فعلاً لمصلحة كلينتون. وتأكد ذلك بعدما صرح قائلاً عن تلك اللحظة: «10 دقائق أخرى وينتهي هذا الهراء». 2000 باراك أوباما وميت رومني: كان المرشح الجمهوري ميت رومني قاب قوسين أو أدنى من التغلب على أوباما إلا أن ما تمناه بعد المناظرة الأولى جافى ما حصل فعلياً، بعدما انقلبت عليه نساء المجتمع الأميركي بسبب تصريح غريب أطلقه دون وعي بعواقبه على فرصته الرئاسية. ففي المناظرة الثانية، رد رومني على سؤال حول المساواة في الرواتب بين الجنسين، قائلاً إن لديه مجلدات مليئة بأسماء النساء المرشحات لمناصب وزارية، فأصبحت الجملة محل سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ليجد نفسه أكبر الخاسرين. 2016 دونالد ترامب وهيلاري كلينتون: المناظرة التاريخية الأولى بين ترامب وكلينتون شهدت أجواء يمكن القول إنها الأكثر سخونة في تاريخ الرئاسة الأميركية، حيث لم يتورع أي من الطرفين عن مهاجمة الآخر في ملفات منها الشخصي ومنها العملي وكأنها معركة حياة أو موت. وما بين اتهام هيلاري لترامب بالعنصرية والتهرب الضريبي والجهل السياسي، قذف ترامب بكرات النار في وجه منافسته عندما هاجمها في واقعة رسائل البريد الإلكتروني الشهيرة وعايرها بخيانة زوجها بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي. وأظهرت كلينتون قدراً كبيراً مما اعتبره مراقبون براعة في إدارة المواقف والأزمات، عندما حولت هجوم ترامب عليها نقاطاً لصالحها، بفضل ما حملته في جعبتها من معلومات وأسرار جمعتها عن خصمها من سابق عملها السياسي في البلاد كوزيرة للخارجية وزوجة للرئيس الأسبق بيل كلينتون، فيما ينتظر الأميركيون ما ستسفر عنه المناظرتان المتبقيتان لمعرفة من سيكون الرئيس.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©