الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

2008 عام ثورة المدرب المواطن

2008 عام ثورة المدرب المواطن
13 نوفمبر 2008 02:32
خلال مباريات منتخب الشباب في بطولة كأس آسيا، وبينما كان مهاجمونا يشقون طريقهم إلى مرمى المنافسين، ويحققون الفوز تلو الآخر، والمدافعون يشكلون حائط صد، ضد أي محاولات لاختراق أحلامنا، كان هناك في الخلف، بين الشباك، حارس عملاق، هو من أفضل حراس المرمى في البطولة، هو يوسف عبدالرحمن الذي أظهر بسالة وشجاعة، طمأنتنا على أن مرمى الأبيض بخير، وأثناء مباراة السعودية تحديداً، والتي أعلنت تأهل الأبيض الشاب إلى نهائيات كأس العالم بمصر، كان يوسف عبدالرحمن الأفضل بلا منازع، وارتدى ثوب الإجادة، وأكد أن هناك يداً واعية وخبيرة تولت تدريبه على المهمة الشاقة، واستطاعت أن تقدم لساحة الكرة الإماراتية حارساً فذاً ينتظره مستقبل كبير· كان لابد أن نجلس مع الكابتن حسن إسماعيل مدرب حراس مرمى الأبيض الشاب، والذي عمل في صمت طوال الفترة السابقة، حتى جاءت ثمار عمله رائعة من خلال يوسف، ومعه أحمد محمود الحارس الثاني، والذي كان من قبل الأساسي، قبل أن يعود يوسف من إصابته ليتبادلا الأدوار، لكن الدور الثابت بينهما أنهما حارسان فذان سيكونان في القريب من مكاسب الكرة الإماراتية في الدوري وربما مع المنتخب الأول أيضاً· في البداية يقول حسن إسماعيل مدرب حراس مرمي الأبيض الشاب: ''أهنئ في البداية شيوخ الإمارات وقادة نهضتها على انجاز التأهل إلى كأس العالم، والذي تحقق أولاً بفضل دعمهم ورعايتهم للرياضة والرياضيين، كما أهنئ شعب الإمارات، التي مهما فعلنا لن نوفيها جزءً من أفضالها علينا''· أضاف: ''لدينا حارسان من أفضل الحراس على مستوى آسيا في هذه المرحلة، هما يوسف عبدالرحمن حارس مرمى المنتخب واتحاد كلباء، وأحمد محمود حارس نادي الشباب، والذي كان يحرس مرمى الفريق أثناء إصابة يوسف، ولم يدخل مرماه سوى هدفين فقط، ولكن جاهزية يوسف كانت أفضل بحكم انه يحرس مرمى فريقه اتحاد كلباء في الدرجة الأولى، كان الاستقرار عليه ليحرس مرمى الأبيض في هذه البطولة، ليس لتقصير من أحمد فهو لا يقل مستوى عن يوسف، ولكن يوسف اكتسب خبرة كبيرة من مشاركته مع فريقه، وكان دوماً تحت ضغط المباريات، بينما أحمد لا يلعب مع الشباب''· وعن السر وراء إعدادهما بهذه الصورة الرائعة، قال حسن إسماعيل: ''هناك نقطة هامة جدا، إضافة إلى الإعداد البدني، وهو الإعداد النفسي للحارسين، لأن ذلك هو الأساس لحارس المرمى، ولم يكن ينقصهما سوى ذلك قبل البطولة، وأؤكد أن ذلك هو أحد أهم إيجابيات المدرب المواطن، فهو يتواصل جيداً مع الحارس، يفهمه أكثر من غيره، ويصل إليه من أقصر الطرق، وكل ذلك يسهم في النهاية بمردود جيد يظهره الحارس في المباريات· أضاف: ''ثقتنا في لاعبينا كانت كبيرة وبلا حدود، ومنذ أن بدأنا مسيرتنا في البطولة، كنا نبحث عن التأهل ولا شيء غيره، ونتوقعه، لأننا كنا نعلم كيف عملنا وتعبنا، وكان اهتمامنا بكافة التفاصيل الكبيرة والبسيطة، والحمد لله أننا تأهلنا، وحققنا ما أردنا عن جدارة واستحقاق وعروض مبهرة''· وردا على سؤال عن المباراة التي خاف فيها على يوسف، قال: ''دائما ثقتي فيه بلا حدود، ولكن للأمانة خشيت عليه من مباراة السعودية، ليس لشيء، سوى للضغط النفسي الرهيب الذي صاحب هذه المباراة الصعبة، والضغط لم يكن من داخل الملعب، بقدر ما كان من خارجه، من الجماهير الغفيرة التي ظلت تشجع الأخضر بجنون، ولا نسمع شيئا إلا صوت زئيرها، وهي أمور تؤثر في أي أحد، إضافة إلى أن المباراة كانت مصيرية، وتحدد تفاصيل الأمل الكبير الذي كنا نسعى إليه، وهو التأهل إلى كأس العالم، والحمد لله أن يوسف كان على قدر الثقة والمسؤولية، وقدم مباراة العمر كعهدنا به، وساهم في الإنجاز التاريخي الذي تحقق''· وقال حسن إسماعيل: ''اليوم أهدي حارسين للمنتخب، هما يوسف وأحمد، سواء للأولمبي أو الأول، ومن قال إنه ليس لدينا في كرة الإمارات حراس مرمى جيدين، أقول له: أنت مخطئ، لدينا خامات جيدة للغاية، لكنها تحتاج إلى من يكشف عنها، ويعمل معها عملا صحيحا، ويتعامل معها فنيا ونفسيا بالطريقة التي تظهر مواهبها· وعن سر خلطة الإبداع هذه، يقول: ''إنها ليست خلطة سرية أو سحرية، وأنا أصلا كنت حارس مرمى، في الشارقة والوصل، كما حرست مرمى منتخب الشباب، ومررت بهذه الأجواء، وأعلم ما يريده الحارس، وكيف تقترب منه وتنجح، والأهم دوما هي روح الجماعة، نحن نوجههم لأخطائهم بصداقة ومشاركة، وفي التدريب لو رأيتني تظنني أحد الحراس وليس المدرب لأنني أتدرب معهم، وأشاركهم كل شيء، ولا أخفي أن روح الأسرة والجماعية هذه هي أهم أسرار تفوق منتخب الشباب ككل''· وأشاد بالعمل مع الكابتن مهدي علي مدرب المنتخب، مؤكدا أنه من أفضل المدربين، وإنهما معا من تلاميذ الكابتن جمعة ربيع الذي لا يقل عن أي مدرب عالمي، ويعد من الصفوة، وقد عمل مع مهدي منذ ثلاث سنوات، ففهما بعضهما وأصبح التفاهم هو اللغة المشتركة بينهما· وأكد حسن إسماعيل أن عام 2008 هو عام ثورة المدرب المواطن، وتأكيده أحقيته وقدراته، حيث صعد مهدي علي بالشباب إلى كأس العالم، ومن قبله الكابتن علي إبراهيم صعد مع الناشئين إلى المونديال أيضا، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من المدربين المواطنين الموهوبين، أمثال هلال في العروبة، وعيد إسماعيل في الجزيرة الحمراء، ومحمد سعيد في الذيد، إضافة إلى الأساتذة عبدالله صقر، وجمعة ربيع، وخليفة مبارك، والعديد من المدربين المواطنين الذين يمتلكون المقدرة على التفوق والإجادة''· وتمنى من رابطة دوري المحترفين واتحاد الكرة أن يكون لهما دور في دعم المدرب المواطن، ولو بإصدار قرار يلزم الأندية بتواجد مدرب مواطن ضمن الطاقم الفني لفرقها الأولى، لتكون خطوة عملية على طريق دعم المدرب الوطني ليثبت نفسه، مشيراً إلى أن العديد من المنتخبات الآسيوية التي شاهدناها في بطولة أمم اسا، كانت تقودها كوادر مواطنة، مثل كوريا واليابان، والكثير من المنتخبات، وقال: ''نحن لسنا أقل من أحد، وعن نفسي لي 13 عاما الآن في التدريب سواء مع الأندية أو المنتخبات، ودخلنا جميعا عالم الاحتراف، وعلى دراية كاملة بآليات مهمتنا، كل ما ينقصنا الفرصة التي منحنا إياها اتحاد الكرة، وعلى الأندية أن تلتقط الرسالة، ومثلما الإمارات غنية بأبنائها البارعين في كل المجالات، مثلما لديها الطبيب الجيد والمهندس الجيد، لديها أيضا المدرب الجيد القادر على صنع الإنجازات· أضاف: وجود المدرب الأجنبي كان ضرورياً في السابق، ولازال مطلوباً أيضاً في المستقبل، ولكن وفق احتياجات حقيقية، وغير مبالغ فيه، وقد استفدنا منهم الكثير، لكن هناك اليوم بيننا من يساوي الأجانب ويتفوق على بعضهم، وكل ما نطلبه الفرصة الحقيقة· وأكد حسن إسماعيل أن مستوى يوسف عبدالرحمن لا يقل عن مستوى ماجد ناصر، أو أي حارس آخر في دوري المحترفين، وأن هناك شبه اتفاق تم مع مسؤولي المنتخب الأول بأن يكون تحت المنظار خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن يوسف ومعه أحمد سيتم تصعيدهما للمنتخب الأولمبي، وسيكونان إضافة حقيقة وذخيرة لمستقبل الكرة الإماراتية إن شاء الله· وعن الأفضل ليوسف عبدالرحمن، وهل يستمر في اتحاد كلباء أم ينتقل إلى أحد أندية دوري المحترفين في حالة وجود عرض بذلك، قال مدرب حراس مرمى منتخب الشباب: أتمنى الصبر عليه، مؤكدا أن بقاءه مع اتحاد كلباء مقابل أن يلعب وأن يكون أساسيا، هو أفضل من أن ينتقل إلى ناد آخر، ولا يلعب، مشيرا إلى أنه في عصر الاحتراف فإن اللاعب الجيد يفرض نفسه، وسيأتي يوم على يوسف وأحمد يحققان فيه ما يريدان، وما تريده أيضا منهما كرة الإمارات· واختتم حسن إسماعيل تصريحاته، موجها رسالة شكر إلى اتحاد الكرة الذي منحهم الفرصة ودعمهم طوال الفترة الماضية، ووجه شكرا خاصا للكابتن جمعة ربيع، الذي كان دائم التواصل معهم أثناء البطولة، مهنئنا وشادا على أيديهم، كما أعرب عن شكره لشعب الإمارات الذي أحاطهم بمشاعر غالية عند التأهل، هي بمثابة أرفع وسام يمكن أن يحصل عليه مدرب أو لاعب·
المصدر: الدمّام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©