السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نواز شريف يستعد لبدء تشكيل حكومة باكستان

نواز شريف يستعد لبدء تشكيل حكومة باكستان
13 مايو 2013 00:09
لاهور (وكالات) - يستعد رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف لبدء مشاورات بهدف تشكيل حكومة تحالف من أجل تسوية المشاكل الاقتصادية والأمنية الهائلة في البلاد، بعد فوزه في انتخابات تشريعية تاريخية اتسمت بنسبة مشاركة مرتفعة على الرغم من أعمال عنف متفرقة. لكن يبقى على اللجنة الانتخابية تأكيد عودة رئيس الوزراء الأسبق البالغ من العمر 63 عاماً الذي أطاح به انقلاب الجنرال برويز مشرف في 1999، إلى السلطة من الباب العريض. وقد ألقى نواز شريف ليل السبت، الأحد خطاب النصر أمام أنصاره الذين كانوا يحتفلون بحماسة بعودة حزب رابطة مسلمي باكستان-جناح نواز (يمين وسط) في لاهور إلى السلطة. وقال بلهجة تصالحية بعد حملة عدائية “ينبغي علينا أن نشكر الله لأنه منح حزب رابطة مسلمي باكستان-جناح نواز فرصة أُخرى لخدمة باكستان”. لكن نتائج الانتخابات التشريعية التي لا تزال جزئية وغير رسمية أمس، لا تمنحه بعد غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية. وبعد فرز أكثر من نصف بطاقات الاقتراع، تتوقع شبكات التلفزة الباكستانية أكثر من 115 مقعداً لشريف، سيضاف إليها مقاعد فاز بها وفقاً للنظام النسبي، من أصل 272 نائباً منتخبين مباشرة. وهذا يضعه أمام حركة الإنصاف التي حازت أكثر من 30 مقعداً بزعامة بطل الكريكت السابق عمران خان، وحزب الشعب الباكستاني المقرب من جماعة بوتو الحاكم منذ خمس سنوات، اللذين يتنافسان بحدة للفوز بالمرتبة الثانية. ويتعين بالتالي أن يتحالف شريف مع عدد من النواب المستقلين أو تشكيل ائتلاف مع حزب أو أكثر ليصبح الرجل السياسي الأول في تاريخ باكستان الذي يتولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات. وأمس الأول دعا “كل الأحزاب إلى الجلوس حول طاولة معه لحل مشاكل البلاد”. والمشاكل عديدة وشائكة بالنسبة لرئيس الوزراء المقبل في البلد الإسلامي الوحيد الذي يملك السلاح النووي، سواء على الصعيد الاقتصادي مع أزمة غير مسبوقة في مجال الطاقة وصناديق مالية فارغة من دون مساعدة خارجية، أو على الصعيد الأمني مع استمرار حركة تمرد طالبان الدامية. وربما لن يتمكن شريف من تشكيل حكومة منفرداً، لكنه حصل على قوة دفع كافية تجنبه الاضطرار إلى تشكيل ائتلاف مع خصومه الرئيسيين مثل حزب عمران خان أو حزب الشعب الباكستاني الذي تقوده عائلة بوتو. وتميزت هذه الانتخابات بنسبة مشاركة مرتفعة قريبة من 60 بالمئة، وهو مستوى لم تشهده باكستان أبداً منذ انتخابات 1977، وهذا على الرغم من التهديدات التي أطلقتها طالبان بشن هجمات التي نفذت أحياناً. وشهدت الانتخابات أيضاً الخرق الكبير لحركة الإنصاف بزعامة عمران خان الذي بث الحماسة في صفوف الشباب والطبقات المتوسطة خلال الحملة، داعياً إلى “باكستان جديدة” وواعداً بوقف الفساد. وأقرت حركة الإنصاف بهزيمتها مساء أمس الأول. وأمس رد عمران خان للمرة الأولى بعد العملية الانتخابية، متحدثاً عبر التلفزيونات المحلية من غرفته في المستشفى، حيث يتلقى العلاج منذ أسبوع على إثر كسور في عموده الفقري إثر سقوطه خلال لقاء انتخابي. وقال خان “أهنئ الأمة جمعاء بمشاركتها في عملية ديمقراطية كثيفة إلى هذا الحد. إننا نتقدم على طريق الديمقراطية”، ورحب خصوصاً بالمشاركة المرتفعة للشباب والنساء. وتحدث مع ذلك عن عمليات تزوير في العملية الانتخابية، معلناً أن حركته “ستنشر ملفاً” يعدد المخالفات، دون أن يقول المزيد. ومني حزب الشعب الباكستاني الذي قاد التحالف الحاكم في السنوات الخمس الأخيرة، بهزيمة كادت تخرجه من الخريطة السياسية للبلاد باستثناء معقله ولاية السند الجنوبية. وهذا الاقتراع تاريخي لأنه سيسمح بانتقال السلطة من حكومة مدنية إلى أخرى بعد إنهائها ولاية كاملة من خمس سنوات للمرة الأولى في تاريخ باكستان التي تشهد باستمرار انقلابات عسكرية منذ ولادتها في 1947. وأمس وصفت أبرز بعثة لمراقبة الانتخابات الباكستانية، العملية الانتخابية السبت بأنها “حرة نسبياً” على الرغم من بعض المخالفات وأعمال العنف التي سجلت في مكاتب اقتراع. واهتمت الصحف في افتتاحياتها بالعملية الديمقراطية أكثر من النتائج. ورأت الصحف الباكستانية أمس أن الانتخابات التي جرت السبت تشكل انتصاراً للديمقراطية على تهديدات طالبان على الرغم من مخالفات سجلت في بعض المكاتب. وكتبت “ذي نيشن” أن “الأكيد هو أن باكستان صوتت للتقدم. باكستان التي عانت في السنوات الخمس الأخيرة من المتطرفين والإرهابيين، اختارت من دون أن تسمح بترهيبها”، مشيرة في الوقت نفسه إلى “بعض حالات الفوضى” في مراكز للتصويت. وعنونت صحيفة دون (الفجر) “النمر يزأر من جديد”، بينما كتبت “ذي نيشن” “نواز يفوز بحصة الأسد”. وقالت صحيفة دون “على الرغم من كل التزوير والأخطاء، كان أمس يوماً سعيداً”، وأضافت الصحيفة التي تكتب بالإنجليزية أن “حرص الباكستانيين على الديمقراطية على الرغم من كل التهديدات والهجمات .. قد يكون الحدث الأكبر لمواصلة المشروع الديمقراطي في البلاد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©