في بيت متوحد جدرانه من السعادة، أساسه التلاحم، عنوانه الأمل، طموحه القمة، يتحول الحب إلى أسلوب حياة، هواء نتنفسه، قصيدة انتماء، لوحة طبيعية تذوب فيها كل الألوان، عملة رسمية قابلة للتداول كل وقت وفي كل زمان، ويتحول الوطن إلى مصدر فخر لكل الأجيال، فالوطن الذي شيد بمبادرة وحدت البيت وغرست بذور الوحدة وجمعت القلوب ورسمت الهدف،
هذا الوطن لا يخلو أبداً من المبادرات، وفي كل المجالات داخل الحدود وخارجها، مرة في الإنسانية وأخرى في الاقتصاد، وثالثة في السياسة، ورابعة في الثقافة، واليوم في الرياضة، إذ تطرح «الاتحاد» مبادرة الفائز إماراتي في مباراة الأهلي والعين بدوري أبطال آسيا، مبادرة وجدت الكثير من الترحيب في الشارع الرياضي، سواء من المعسكر الأحمر أو معسكر البنفسج لأنها بكل بساطة تتماشى مع طبيعة وقيم وأخلاقيات ومبادئ كل أبناء الوطن وليس فقط في داخل ملاعب كرة القدم، فهنا في مثل هذه المناسبات نجد كل يوم دليلاً جديداً على قوة وصلابة هذا الوطن، وتتحول أهم الأحداث الكروية إلى احتفالات وطنية يتردد فيها النشيد الوطني في المدرجات ويرتفع العلم ليملأ كل المساحات والقلوب كما شاهدنا في كل مباريات منتخبنا الوطني، سواء في كأس أمم آسيا أو في خليجي الرياض، وستكون المباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة في الثالث من مايو المقبل احتفالية جديدة شعارها « كأس واحد.. شعب واحد».
وانطلاقاً من تلك الأرضية الصلبة والأجواء الاستثنائية، تخرج مبادرة الاتحاد في مباراة العين والأهلي لتبث الدفء والسعادة والحب والانتماء في عروق «بيتنا المتوحد». فالفائز دائماً هو الوطن.
معتز الشامي (دبي)
وجدت مبادرة «الاتحاد»، التي رفعت شعار «الفائز إماراتي»، ليكون حاضرا بقوة، في اللقاء الذي يجمع العين والأهلي في دوري أبطال آسيا، ترحيباً وتأييداً واسعين من مختلف أطراف اللعبة، وعلى رأسها البيت الأول لكرة القدم، والمتمثل في اتحاد الكرة، الذي أعلن على لسان رئيس مجلس إدارته، قبوله التام للمبادرة، وتقديم كل ما يلزم للمساهمة في إنجاحها كون هذا النوع من المبادرات يصب في صالح تعزيز ثقافة التشجيع بروح رياضية، وينبذ العنف في المدرجات وبين جماهير الأندية على اختلاف انتماءاتها.
وطالب اتحاد الكرة بضرورة السعي لتطبيق تلك المبادرة، واعتبارها شعاراً لجميع البطولات، المرتبطة بكرة القدم في الإمارات، والتي يكون طرفاها فريقين يمثلان الدولة، في أي محفل قاري أو إقليمي، فضلاً عن ضرورة التمسك بروح تلك المبادرة في الدوري المحلي، وجميع البطولات المحلية على حد سواء.
وأطلقت «الاتحاد» أمس مبادرة «الفائز إماراتي»، التي تهدف إلى ضرورة إعلاء قيمة التشجيع المثالي، والاستمتاع بالأداء الفني بين كلا الطرفين، دون تعصب أو تشنج من طرف ضد آخر، لأنه عندما يلتقي الشقيقان (العين والأهلي) وجهاً لوجه على أرض الملعب، فلا خاسر بينهما مهما كانت النتيجة، لأن من سيواصل في الأدوار التالية، سيكون ممثل الإمارات في آسيا، وعلى الكل أن يلتف حوله، ومن سيخرج سيكون قد قدم ما لديه وحاول أن ينافس ليبقي حظوظه قائمة، وهو ما يصب في صالح إعلاء قيمة الولاء للوطن أولاً وأخيراً، طالما كان الهدف هو اسم الإمارات في آسيا وفي دوري الأبطال.
ولن تشمل تلك المبادرة الخاصة بـ«الاتحاد»، جماهير الناديين فقط، بل هي أشبه بدعوة عامة لجماهير الكرة الإماراتية للحضور في مدرجات ستاد راشد في لقاء الذهاب يوم 20 مايو الجاري، ولقاء العودة باستاد هزاع بن زايد يوم 27 من نفس الشهر، لدعم ممثلا الوطن معاً. كما ستشمل الحملة، مشاركة واسعة عبر سلسلة من الحلقات التي نرصدها يوميا، وتشمل لاعبين مواطنين في قلعتي البنفسج والفرسان، مروراً بمدربين وإداريين. ونتوقع ونحن نطلق تلك المبادرة، أن تحظى بتأييد ودعم ومبادرة من قيادات قلعتي «الزعيم» و»الفرسان» وأن نجد الصدى الواسع بين جماهير الناديين، آملين أن يتم وضع النقاط الأولى لمشروع يرسم لوحة جماهيرية مثالية في المدرجات، شعارها الفائز إماراتي، ووقودها التشجيع المثالي كلا بحسب فريقه.
ولا خلاف على أن نبذ التعصب، خصوصاً في تشجيع أنديتنا، يعتبر من الأمور التي يتميز بها جمهورنا الوفي، والذواق لفنيات كرة القدم، والعاشق للعبة الشعبية الأولى في العالم وفي المنطقة، وهو ما نأمل أن يكون حاضراً في ملعب مباراتي دور الـ16 من دوري أبطال آسيا بين الأهلي والعين.
تضامن كامل
وعن تلك المبادرة، أكد يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، أن الاتحاد يتضامن تماماً مع أي مبادرة تسهم في تعزيز المفاهيم ذات المعاني التي تعزز قيمة الروح الرياضية، والعلاقات القوية بين الأندية والجماهير، وأشار إلى أن جميع أعضاء الساحة الرياضية، مطالبون بالمشاركة في مثل هذه المبادرة، للتأكيد على أواصر العلاقات القوية بين الأندية، والعمل على نبذ التعصب، ولتأكيد المبدأ الإماراتي الأول بأن (البيت متوحد)، في شتى مجالات الحياة، وعلى رأسها كرة القدم. وأضاف: «نرى حولنا وقائع مؤسفة سببها التعصب الكروي تحديداً، والذي أسقط ضحايا في دول مجاورة، ولكن نحن في دولة الإمارات حبانا الله بقيادات رشيدة، عززت مفاهيم الخير والتسامح في أبناء هذا الشعب بداية من الأب المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات وأولياء العهود، فالكل توحد خلف علم الدولة، وعلى نفس هذا النهج يجب أن يكون جمهورنا الرياضي، فلا تعصب إلا لألوان وشعار الإمارات».
وتابع: «طبيعة الإنسان الإماراتي تميل إلى التسامح والسمو على الصغائر، والتحلي بالخلق القويم، وهذه المفاهيم نثق أنها لدى جماهير الأندية، والتي ستكون مطالبة بالتمسك بالروح الرياضية في مدرجات ملعبي الأهلي والعين، فكلاهما يمثل الوطن، ومن سيفوز ويصعد عليه أن يجد كل الدعم من الطرف الآخر، ومن باقي أطياف المجتمع الرياضي وجمهور الكرة الإماراتية».
ولفت السركال إلى أن هذه المبادرة يجب أن تعمم، ليس في دوري الأبطال فقط، ولكن أيضاً في بطولة الأندية الخليجية، وفي أي بطولة خارجية وداخلية.
رغبة الفوز ستكون حاضرة دائماً
عبد المجيد حسين: «الزعيم» و«الفرسان» عينان في رأس واحد
دبي (الاتحاد)
أكد عبد المجيد حسين، المشرف على فريق الأهلي، أن رغبة الفوز ستكون حاضرة في مباراتي «الأحمر» أمام «البنفسج»، كعادة مباريات الفريقين، التي تعتبر لقاءات قمة كروية إماراتية محلياً أو خارجياً، بصفتهما الفريقين اللذين يمتلكان العدد الأكبر من اللاعبين الدوليين، بالإضافة إلى كون طموح المنافسة على اللقب أيضا حاضراً بقوة لدى كل طرف منذ بداية مشوار التصفيات.
وشدد عبد المجيد على أن العين والأهلي عينان في رأس واحدة، وأن كلاهما يمثل الإمارات في المحفل القاري، وقال: «كنت أتمنى ألا يقع الفريقان في مواجهة بعضهما خلال دور الـ16 من دوري الأبطال، لأن كرة الإمارات ستخسر فريقاً في دور الثمانية، بينما لو لعب كل منا مع فريقين مختلفين في هذا الدور، كانت فرصة تأهلنا معا في البطولة أكبر، لاسيما أن رغبة المنافسة للسير بعيداً في الأبطال قوية للغاية لدى الأهلي كما هي لدى العين.»
وأضاف: «القدر أوقعنا معاً، وبات علينا اللعب حتى يتأهل طرف واحد على حساب الآخر، وهذه حال كرة القدم، ومثل هذه المواجهات تقع كثيراً، ولكني كنت لا أتمنى أن تحدث بيننا.»
وتابع: «إطلاق مبادرة جماهيرية من هذا النوع يعتبر أمراً إيجابياً للغاية، يعزز قيماً جميلة في المدرجات، ونتمنى أن تسود لسنوات طويلة مقبلة، لأن الفائز سيكون إماراتياً، والكل سيقف خلفه ويدعمه في استكمال المسيرة، وعلاقة الأهلي بالعين وطيدة للغاية وقوية، وجماهير الناديين أشقاء وأخوة، ولا يمكن أن يحدث أي تعصب من أي نوع بينهما تحت أي ظرف، لاسيما أن البطولة في محفل قاري».
ولفت عبد المجيد إلى أن الأهلي سيدخل مباريات دور الـ16 من أجل الفوز، لكن لو وفق العين وفاز، فسيكون الأهلي أول من يقدم الدعم والمساندة للعين له ليسير بعيداً في البطولة ويصل إلى النهائي، وقال: «كلنا يطمح إلى اللقب القاري، والفائز به سيكون قد حققه لكرة الإمارات، وأدخل الفرحة في الشارع الإماراتي، أياً كانت الانتماءات.»
عدد اليوم
