الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عايد الرباط: «بلقيس» وراء اتجاهي للدراما الدينية

عايد الرباط: «بلقيس» وراء اتجاهي للدراما الدينية
29 يوليو 2010 21:12
رغم دراسة المؤلف عايد الرباط للأدب الإنجليزي وعمله في وزارة التربية والتعليم المصرية مدرسا للإنجليزية وأيضا في الترجمة خلال الستينيات من القرن الماضي، ونجاحه الكبير في تقديم عدد من المسلسلات الاجتماعية فقد ركز اهتمامه عقب نجاح مسلسله الذي كتبه عن “أدهم الشرقاوي” لعزت العلايلي وهالة صدقي وجميل راتب على الدراما الدينية. ويقول عن بدايته: طلبت الإذاعة المصرية مني كتابة تمثيلية مدتها نصف ساعة عن “بلقيس ملكة سبأ” وحققت نجاحا، وبعد ذلك شعرت بأنني اقرب إلى الأعمال الدينية، فكتبت ملخصاً عن رواة الحديث الشريف وذهبت به إلى الشركة الإسلامية، واتفقنا على تقديم الموسوعات الست. ويشير إلى أنه درس علم الحديث لمدة 6 أعوام قبل أن يكتب مسلسل “البخاري وصحيحه الجامع” عام 1982 بطولة أشرف عبدالغفور وأمينة رزق وأحمد مرعي وصفاء السبع وإخراج تيسير عبود. أمير أهل الحديث ويتوقف الرباط أمام شخصية البخاري الذي كان أمير أهل الحديث وصاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وكيف أن تاريخ الإسلام لم يشهد مثله في قوة الحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف، إضافة إلى دقة الرواية والصبر على البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث وفاق تلامذته وشيوخه في بخارى وغيرها على السواء، وكان يقول في قصة تأليفه “الجامع الصحيح”: أخرجت هذا الكتاب من زهاء ستمئة ألف حديث، وما وضعت فيه حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين، وما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح”. وقدم الرباط بعد ذلك مسلسل “مسلم وصحيحه الجامع” لأحمد عبدالعزيز وسميحة أيوب وسوسن بدر وفايزة كمال ومحمد سعد الذي جسد دور خادم الإمام مسلم وإخراج أحمد طنطاوي، وركز على مولده في بيت علم وفضل، وهو ما جعله ينشأ شغوفاً بالعلم مجدًا في طلبه محبا للحديث النبوي، فسمع وهو في الثامنة من عمره من مشايخ نيسابور، وكيف أن عمله في التجارة وامتلاكه المال والضياع مكنه من التفرغ للعلم والقيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي، وأخذ عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وتتلمذ على الإمام البخاري ووضع عدة كتب في الفقه والحديث منها “صحيح مسلم” الذي شمل 7275حديثا بالمكرر و4000 بحذف المكرر و”التمييز” وهو كتاب في علل الحديث، و”الكني والأسماء” و”الطبقات” إضافة إلى عدد من الكتب المفقودة ومنها “طبقات التابعين ورجال عروة بن الزبير” و”أولاد الصحابة” و”الأقران” و”مشايخ مالك” وغيرها. الترمذي والليث ولفت الرباط إلى أن مسلسل “الإمام الترمذي” لمحمد رياض وأحمد راتب وفايزة كمال وشيرين وطارق دسوقي وإخراج أحمد طنطاوي كان التعاون الأول بينه وبين التليفزيون المصري، وتناول من خلاله عصر الترمذي وصحيحه والاختلافات فيه عن صحيحي مسلم والبخاري، حيث كان الترمذي يأتي بالحديث ويعطي التعليق عليه أسفل منه “حديث حسن أو صحيح أو فيه علة “ وهذا لم يفعله البخاري مثلاً حيث كان يشطر الحديث حسب موقعه من الفقه وهو ما تسبب في صعوبته. وركز العمل على مكانة الترمذي عند الأئمة وعلى مؤلفاته ومنها “الجامع للسنن” وهو المؤلف الذي اشتهر به ومكنه من لقب الإمام، وكيف أنه قال عن صحيحه “صنفت هذا المسند الصحيح وعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق” إلى جانب كتب أخرى هي كتاب “الشمائل المحمدية، أو شمائل النبي “صلى الله عليه وسلم” و”الجرح والتعديل” و”علل الترمذي الكبير” و”العلل الصغير”. وأكد الرباط تأثره الشديد بـ “الليث بن سعد” الذي قدمه في مسلسل لأشرف عبدالغفور وكمال أبورية وتيسير فهمي وإخراج مصطفى الشال قائل: يعد الليث من أشهر الفقهاء في زمانه حيث فاق في علمه وفقهه إمام المدينة الإمام مالك غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول عنه “الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به”. وكان رحمه الله فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن تلاميذه الإمام الشافعي وعبدالله بن صالح، وهو الذي انشأ الكتاتيب لتعليم الناس القرآن، وكان يرسل على نفقته سنوياً 120 شخصا ليحجوا إلى بيت الله الحرام، وبعد عودتهم يعلمون الناس، وواقعته الشهيرة مع هارون الرشيد الذي اقسم على زوجته زبيدة أنه سيدخل الجنة واستفتى جميع الأئمة وطلبوا منه تطليقها، أما الليث فحل المشكلة حين سأله ثلاث مرات أتخاف ربك؟ وأجابه بنعم، فقال له لك جنتان مستنداً إلى الآية الكريمة “ولمن خاف مقام ربه جنتان”. ومضى قائلاً: لليث أحاديث كثيرة في كتب الصحاح، وقال عثمان بن صالح عنه: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائله فكفوا، وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضل الناس. وقال الرباط: الليث لم يقتصر علمه على الدين فقط، وله مسند من الأحاديث الصحيحة جمع فيه أربعة آلاف حديث ولكن دمرت كل أثار هذا العالم الجليل ولم يهتم أحد بتراثه ولم أعثر على تاريخه إلا في جامعة ييل الأميركية من خلال كتاب نشرته عنه هذه الجامعة من تحقيق تشارلز توري. الحسن البصري وتوقف الرباط عند مسلسل “الحسن البصري” بطولة عزت العلايلي وتيسير فهمي ورشوان توفيق ومحمود الجندي ومنال سلامة وإخراج أحمد توفيق وقال: كانوا يسمون الحسن راية التابعين، حيث تربى في بيت النبوة وأرضعته أم سلمة وكانت تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، فقال “اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس” وشهد مصارع العديد من أهل البيت لذلك سيطرت عليه نغمة الحزن في حياته وكتاباته، وهو واحد من الموسوعيين ويكفي أنه كان من تلاميذه قتادة وواصل بن عطاء زعيم المعتزلة، وكان في تفسيره للقرآن وتناوله للحديث صاحب كلام سهل وبسيط، وكان فقيها وناسكا وكثير العلم وفصيحا ومن الشجعان الموصوفين في الحروب. أما مسلسل “ ابن ماجة” الذي قام ببطولته حسن يوسف ومنى عبدالغني ومادلين طبر واحمد خليل والسيد راضي وأخرجه مصطفى الشال فقال عنه: ابن ماجة صاحب سنن وليس صاحب صحيح، حيث كان يكتب عن سنن الرسول الكريم وأفعاله وملابسه وغيرها، وكيف كان يأكل ويتوضأ وينام، وكان فقيرا وتوجه ككثير من أئمة الحديث في ذلك العصر إلى مجالس العلم في سن مبكرة، حتى أحس بضرورة الرحيل لتحصيل العلم، فهاجر إلى العديد من البلاد كالشام والكوفة ودمشق والحجاز ومصر وغيرها من الأمصار متعرفاً على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف، واتيحت له الفرصة للقاء عدد من الشيوخ في كل قطر وفي كل بلاد ارتحل إليها، ولم يقتصر النشاط العلمي له على التأليف بل تعداه إلى التعليم والتدريس، وأشهر من روى عنه وتتلمذ على يديه ابن سيبوية ومحمد بن عيسى الصفار وإسحاق بن محمد وآخرون، ومن أهم ما خلف كتاب “سنن ابن ماجة”. ويرى الرباط أنه اكتشف أن “الإمام النسائي” كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف، وأنه رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يكن له نظير في هذا الشأن. «فرسان بلا طبول» وتوقف أيضا عند مسلسل “فرسان بلا طبول” لعمر الحريري وأحمد مرعي وليلى طاهر وحمدي غيث وفادية عبدالغني وإخراج محمد عبدالسلام، والذي صور جانبا من انتشار الدين الإسلامي الحنيف في أفريقيا من خلال إبراز دور أبطال الإسلام وفرسانه الذين حملوا راية الإسلام ومنهم عقبة بن نافع وزهير بن قيس وأبو المهاجر دينار. وعن جديده يقول عايد الرباط إنه سيصور له عقب عيد الفطر مسلسل “أهل الصفة” ويقصد بهم صفوة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتناول العمل فتح الشام وكيف وصل المسلمون إلى حدود القسطنطينية كما يركز على أبي هريرة وأبي ذر الغفاري وعبدالله بن مسعود وابن أم مكتوم وعبدالله بن عمرو وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن عباس وسلمان الفارسي وخالد بن الوليد ومعاوية ابن أبي سفيان وعثمان بن عفان وأبي عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص، واستند في كتابة هذا العمل إلى مصادر عديدة منها “صفوة التفاسير” لمحمد علي الصابوني، و”مختصر تفسير الطبري” و”المنتخب في تفسير القرآن الكريم” و”المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم” و”في ظلال القرآن” لسيد قطب و”لطائف الإشارات” للإمام القشيري و”سنن النسائي” و”المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي”. كما حصل على موافقة الأزهر على تصوير الـ 15 حلقة الأولى من مسلسل “أبوداود” وتتبقى الـ15 الاخرى وانتهى أيضاً من كتابة جزء جديد من مسلسل “العشق الإلهي” ويلقي فيه الضوء على كل واحد من أصحاب العشق الإلهي ويفسر منهجه خاصة وأنهم عمقوا تراثنا في التصوف ولم يكتب عنهم شيء ومنهم ابن الفارض وإبراهيم ابن الأدهم وجلال الدين الرومي والبوصيري وبشر الحافي وابن سيرين وأبوحسن الشاذلي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©