الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إحباط محاولة لاغتيال الرئيس اليمني في صنعاء

13 مايو 2013 00:03
عقيل الحـلالي (صنعاء) - أحبطت السلطات اليمنية، أمس الأحد، هجوما “إرهابيا” في شارع رئيسي غربي العاصمة صنعاء، حسبما أعلنت وزارة الدفاع في بيان مقتضب، فيما رجحت مصادر عسكرية لـ(الاتحاد) أن الهجوم كان محاولة لاغتيال الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي. وقالت وزارة الدفاع، إن الأجهزة الأمنية أحبطت “محاولة إرهابية” كانت تستهدف “تفجير” جسر في شارع الستين، الذي يربط من جهة الغرب بين شمال وجنوب العاصمة صنعاء. وأوضح بيان وزارة الدفاع أن أجهزة الأمن ضبطت عبوة ناسفة “كانت مؤقتة بشريحة هاتف”، ومخبأة وسط معطف عسكري، مشيرا إلى أن خبراء متفجرات تمكنوا من إبطال مفعول العبوة، التي تزن 7 كيلوجرامات من مادة “سي 3” شديدة الانفجار. وذكر البيان أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن “إرهابيا” كان يستقل سيارة أجرة قام بوضع هذه العبوة الناسفة، مؤكدا أنه “يجري حاليا تعقب السيارة والشخص الذي قام بوضع العبوة”. وعلمت “الاتحاد” من مصدر أمني مطلع أنه تم العثور على العبوة الناسفة داخل نفق مشاة في شارع الستين الجنوبي، وهو الطريق الرئيسي الذي يتخذه الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي للانتقال من منزله الشخصي في شمال غرب العاصمة إلى القصر الرئاسي جنوب المدينة.وذكر خبراء عسكريون يمنيون لـ”الاتحاد” إن المفعول التدميري للعبوة الناسفة في حال انفجارها “كان سيكون كبيرا، بسبب انفجارها في مكان مغلق”، موضحين أن مدى الانفجار “قد يتجاوز 400 متر”. ورجحوا أن الهجوم الفاشل “كان يستهدف اغتيال الرئيس عبدربه منصور هادي”، على غرار حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري مطلع 2005. وكان هادي اُنتخب بتوافق رئيساً مؤقتاً لليمن، العام الماضي، خلفاً لسلفه علي عبدالله صالح المتنحي تحت ضغط احتجاجات عام 2011، ووفق خطة لانتقال السلطة قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي. إلى ذلك، داهمت القوات اليمنية، أمس الأحد، منزلا بمدينة عدن جنوبي البلاد، فقتلت شخصا يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة واعتقلت ثلاثة آخرين، بحسب مصادر أمنية. وقال مسؤول أمني يمني لوكالة فرانس برس: “فككنا خلية إرهابية في أحد المنازل بالقرب من حي المنصورة”، مضيفا: “تمكنت قوات الأمن من قتل أحد أعضاء الخلية، حاول تفجير نفسه باستخدام حزامين ناسفين”. واعتقلت قوات الأمن ثلاثة من أعضاء الخلية وصادرت عشرات الأحزمة الناسفة، بحسب المسؤول الذي قال إن الخلية كانت تخطط لشن هجمات على منشآت استراتيجية في عدن. من جهة ثانية، قُتل ضابط بالجيش اليمني وجنديان، في وقت مبكر أمس الأحد، بنيران قوات عسكرية “متمردة” في محافظة مأرب (شرق)، حيث اندلعت الأسبوع الماضي مواجهات متقطعة بين فصيلين عسكريين متصارعين تسببت بمقتل طفل في الخامسة من عمره. وقال مسؤولون ومصادر محلية لـ”الاتحاد” إن الرائد مجلي طريق، الضابط في الشرطة العسكرية، واثنين من مرافقيه، قتلوا برصاص جنود من اللواء “الثالث مشاة جبلي”، المرابط منذ أواخر العام الماضي على مشارف مدينة مأرب، بعد أن ظل لسنوات متموضعاً شمالي العاصمة صنعاء. وأوضحت المصادر المحلية أن جنوداً من اللواء، كانوا متمركزين بالقرب من القاعدة الرئيسية للمنطقة العسكرية الثالثة، أطلقوا وابلاً من الرصاص على سيارة من نوع “لاند كروزر – بيك آب”، كان يستقلها الرائد طريق ومرافقيه، ما أدى إلى مقتل جميع الركاب. كما أسفرت الحادثة عن إصابة مدني، وهو نجل مسؤول محلي، كان على مسافة قريبة من سيارة الرائد طريق الذي على صلة قرابة بقائد الشرطة العسكرية في اليمن، العميد ركن مجلي مجيديع. وينتمي العسكريون القتلى إلى قبيلتي “مراد” والجدعان”، وهما من القبائل ذائعة الصيت في شرق اليمن، وتحديداً في محافظة مأرب، حيث السلطات اليمنية عاجزة عن فرض هيبة القانون بسبب تنامي نفوذ العشائر القبلية. وقال سكان إن مئات المسلحين من قبيلتي “مراد” و”الجدعان”، بدأوا منذ الساعات الأولى من صباح الأحد “التمركز” على المدخلين الشرقي والغربي لمدينة مأرب، مشيرين إلى أن رجال القبائل يطالبون بـ”الثأر من قتلة الضباط والجنديين”. وذكروا أن حالة من التأهب القصوى أعلنت في اللواء “الثالث مشاة جبلي” استعداداً “لقتال رجال القبائل”، وهو ما أثار مخاوف الأهالي من اندلاع قتال مسلح بين المسلحين القبليين واللواء، الذي كان يتبع حتى مطلع أغسطس، ما كان يسمى بقوات “الحرس الجمهوري” المنحلة أواخر ديسمبر. وقال مسؤول محلي لـ (الاتحاد): “الوضع خطير للغاية في مأرب. قبائل مراد والجدعان تتداعى للثأر من القتلة”، متهما وزارة الدفاع بالتقصير في معالجة “المشكلات التي يثيرها اللواء الثالث”. ومنذ أسابيع، يطالب محافظ مأرب، سلطان العرادة، وجماعات سياسية واجتماعية في مأرب بـ”إخراج” هذا اللواء من المدينة، إلا أن حدة هذه المطالب تصاعدت الأسبوع الماضي بعد اندلاع مواجهات مسلحة، عدة مرات، بين الشرطة العسكرية وأفراد اللواء، الذي عين الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، قائداً جديداً له الشهر الماضي بعد أن تمرد الجنود على قائدهم السابق. وقال أحد السكان: “للواء الثالث متمرد على السلطات المحلية والمركزية في صنعاء. الجميع يطالب بنقله من مأرب”. وذكرت صحيفة “المصدر” اليمنية الأهلية، أن اشتباكات اندلعت صباح الأحد بين أفراد الشرطة العسكرية وجنود “اللواء الثالث مشاة”، واستمرت نحو ساعة، مشيرة إلى أن اللواء “خرج عن سيطرة قيادة الجيش”. وقال موقع إخباري يمني، إن قوات الشرطة العسكرية “اختطفت” ثلاثة من جنود اللواء “كانوا بزي مدني”، مضيفا أن اللواء منح قيادة الشرطة العسكرية في مأرب ساعات لتحرير جنوده. وترأس نائب رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء ركن عبد الباري الشميري، صباح الأحد، اجتماعاً للجنة الأمنية في محافظة مأرب، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية. وخلال الاجتماع، وجه اللواء الشميري بـ”اتخاذ كافة الإجراءات ضد الخارجين عن النظام والقانون”، مشددا على ضرورة قيام الوحدات الأمنية والعسكرية بـ”حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة”. كما وجه المسؤول العسكري الوحدات الأمنية والعسكرية في مأرب بـ”احالة ملفات المخربين الى النيابة والقضاء”. ومنذ شهور، يشهد الجيش اليمني تغييرات جذرية في هيكله التنظيمي وفق اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن انتقال السلطة في هذا البلد المضطرب منذ أكثر من عامين. على صعيد آخر قررت اللجنة العسكرية، المنبثقة عن اتفاق نقل السلطة اليمن، إزالة مخيم الاحتجاج الشبابي المقام في العاصمة صنعاء، منذ فبراير 2011. ولا يزال المئات من المحتجين المستقلين ومن أتباع جماعة الحوثي مرابطين في المخيم المقام قبالة جامعة صنعاء، بالرغم من انسحاب غالبية المعتصمين الشهر الماضي بعد قرار “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية” تعليق الاحتجاجات. وأقرت اللجنة العسكرية، في اجتماعها أمس الأحد في صنعاء برئاسة وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، “اتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة برفع ما تبقى من مخيمات المعتصمين”. وكان المعتصمون من أتباع جماعة الحوثي، المهيمنة منذ سنوات على مناطق في شمال اليمن، أعادوا الأسبوع الماضي تموضعهم في المخيم الشبابي، حيث نصبوا خياماً جديدة على بعد عشرات الأمتار من معسكر “الفرقة الأولى مدرع”، الذي صدر مرسوم رئاسي في أبريل بتحويله إلى حديقة عامة.وحثت اللجنة العسكرية، في الاجتماع الذي حضره رئيس أركان الجيش اللواء ركن أحمد الأشول والمفتش العام للقوات المسلحة، اللواء محمد القاسمي، القوى السياسية والاجتماعية كافة في البلاد على التعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية لإخراج البلد من أزمته المتفاقمة منذ أكثر من عامين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©