الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المصابيح الشمسية المتحركة تغزو القرى النائية في مالي

المصابيح الشمسية المتحركة تغزو القرى النائية في مالي
26 مايو 2014 22:48
يقبل سكان قرية سينزانا الريفية في وسط مالي على وسائل إنارة فريدة من نوعها، وهي مصابيح تعمل بالطاقة الكهربائية مصنوعة من عجلة دراجة، وبعض المواد المعاد تدويرها. ويعمل على صناعة هذه الوسائل المبتكرة حرفيون يمضون ليلهم في العمل، هرباً من حر النهار الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى ما بين 40، و45 درجة. وبدأت هذه الفكرة مع المهندس والمصور الإيطالي ماتيو فيروني بعدما أقام مدة في تلك المنطقة الريفية التي يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة يعانون الحرمان من التيار الكهربائي. وأدرك فيروني أهمية هذه الفكرة حين لاحظ أن السكان لا ينشطون كثيرا في النهار بسبب الحر الشديد، وينتظرون الليل حتى يعملوا تحت ضوء القمر، أو المصابيح الصغيرة التي تعمل بالبطاريات، ويقول «أدركت حينها كم أن الليل مهم لهؤلاء الناس». بدأ فيروني بتصميم نظري لنموذج يمكن للحرفيين في المنطقة أن ينفذوه بسهولة مستخدمين ما يتوافر لهم من مواد. في العام 2011، عاد ماتيو مجدداً إلى مالي، وبحوزته نموذج منفذ من هذا المصباح. ويقول الحسن كيتا مدير جمعية فاسو جنيتا، «هنا في منطقة سيجو، صممنا أول مصباح متحرك». وبات هذا المصباح الكهربائي المتحرك والمراعي للبيئ،ة مستخدماً في 15 قرية من القرى الاثنتين والسبعين في المنطقة، ويطلق عليه اسم «فوروبا ييلين»، أو المصباح المشترك بلغة بامبارا، إحدى اللغات المحكية في مالي. وبات هذا المصباح يضيء المناسبات الاجتماعية في هذه المنطقة الريفية النائية، وأدخل بعض «الرفاهية» على حياة السكان الفقراء العاجزين عن الحصول على وسائل إنارة معروفة. وقد وزع تسعون من هذه المصابيح على 15 قرية، وثلاثة مراكز صحية، بحسب القيمين على المشروع. في قرية دونا المجاورة لقرية سينزانا يقصد السكان متجر يوسف داغنون لشحن بطاريات مصابيحهم، أو استئجار مصباح مقابل نصف دولار عن الليلة الواحدة. وتملك كل قرية أربعة مصابيح، ولوحاً شمسياً بقوة 50 واطاً. فهذه المصابيح باتت لا غنى عنها في مناسبات الأفراح والمآتم والولادات. ويقول أحد السكان، ويدعى جينيبا جوني «من قبل، كنا نصنع أواني الفخار على ضوء القمر، أو نضيء مصباحاً صغيراً يعمل بالبطاريات، كما يفعل الصيادون». ويضيف «أما اليوم، ومع وجود هذه المصابيح المتحركة العاملة بالطاقة الكهربائية، فإننا لم نعد بحاجة إلى كل ذلك». ولا يستبعد أن تشكل هذه المصابيح المتحركة العاملة بالطاقة الشمسية بديلاً جديداً عن نظام الإنارة العامة في مالي، الدولة الأفريقية الفقيرة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، والتي بدأت تعاني في السنوات القليلة الماضي انقطاعاً مزمناً في التيار الكهربائي. ففي الرابع عشر من مايو الجاري، أشارت الحكومة المالية إلى وجود عجز في الطاقة الكهربائية في البلاد «وصل إلى مستوى استثنائي في عام 2013، إلى حدود 111 ميجاواط»، أي ما يشكل 45% من الطلب على التيار الكهربائي في البلاد. (سينزانا، مالي - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©