الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تربويون يطالبون بإعادة النظر في النجاح التلقائي لـ «التأسيسية»

تربويون يطالبون بإعادة النظر في النجاح التلقائي لـ «التأسيسية»
12 مايو 2012
آمنه النعيمي (عجمان) - طالب تربويون، وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في نظام النجاح التلقائي الذي تعتمده الوزارة منذ عامين لطلاب المرحلة التأسيسية، ويتضمن إلغاء الرسوب وانتقال الطلاب من الصف الأول وحتى الخامس بنجاح مهما كان المستوى التعليمي للطالب. وقالت الدكتورة فاطمة علوان نائب مدير منطقة عجمان التعليمية، إن نظام النجاح التلقائي الذي تعتمده الوزارة للطلاب في المرحلة التأسيسية منذ عامين، كان له أثره السلبي في افتقاد الطالب لمهارات التعليم الأساسية وخلق لديه الشعور بعدم الرغبة في التحصيل الدراسي، والتمادي في الغياب باعتبار أن ناجحه مضمون مهما كان مستواه التعليمي ومهما فاته من حصص دراسية. وأضافت، “إن المرحلة التأسيسية من أهم المراحل الدراسية لأنها مرحلة اكتساب المهارات، وغرس أساسيات التعليم التي يعتمد عليها الطالب في جميع المراحل الدراسية الأخرى، لذا من المستغرب غياب التقييم الجاد لقياس مدى استيعاب الطالب للمنهج من خلال الامتحانات التي تعتبر أداة ضرورية لقياس مستوى امتلاكه للمهارات وتحصيله الدراسي، وبالرغم من الحصص الإثرائية التي تعتمدها المنطقة لطلاب المرحلة الأساسية مع نهاية كل فصل، إلا أن الطلاب يتغيبون عنها برضا من ذويهم الذين لا يبالون بحضور أبنائهم وغيابهم نظرا لتأكدهم من نجاحهم. التقييم الدراسي وتابعت: “تشكل درجات التقييم الدراسي حافزا للتنافس بين الطلاب في الصف الواحد وغيابها يفقد الطالب الرغبة في حصدها وفي هذا النظام المتبع حالياً في المرحلة التأسيسية فإن الدراجات لا تعبر عن الواقع الحقيقي لمستوى الطالب، الأمر الذي أفرز طالباً ينتقل إلى المرحلة الأعلى، رغم ضعف مستواه العلمي في الكتابة والقراءة، وأصبحنا نجد طالباً الذي لا يعرف أبجديات الحساب والطالب الذي لا تفيد معه الخطط العلاجية”. وتضيف “يصل الطالب للصف السادس فيصطدم بنمط تعليمي مختلف يعتمد على طرق تدريس مختلفة واختبارات لقياس الأداء، وذلك على عكس ما تعود عليه من تعليم في الصفوف من الأول وحتى الخامس، لذا شاع تدني مستوى فئات لا تعد ولا تحصى من الطلبة، ويصدم المعلم بالمستوى العلمي للطلاب، الأمر الذي يحتاج منه إلى جهد وتهيئة وخطط علاجية كان في غنى عنها لو تم التدرج في إعداد الطالب خلال هذه المرحلة. سنوات ضائعة محمد عبدالكريم مدير مدرسة ابن الهيثم للتعليم التأسيسي الحلقة الثانية، أكد أن نظام النجاح التلقائي في المرحلة التأسيسية يضيع خمس سنوات من عمر الطالب الدراسي، دون حصيلة علمية تمكنه من مجرد القراءة والكتابة. وقال: بسبب هذا النظام أصبحنا نستقبل طلاب المرحلة التأسيسية ونحن على علم أن غالبيتهم يعانون ضعفاً شديداً في المواد الأساسية، كما أن الدرجات الموجودة في الشهادات لا تعبر عن المستوى الحقيقي للطالب حيث تجد معظم الدرجات فوق الـ 90 % ارغم أن معظم الطلاب لا يعرفون القراءة والكتابة. وأوضح، أن ضعف المستوى الدراسي يتجلى في مادة اللغة العربية التي تعتمد عليها جميع المواد، حيث إن الطلاب لا يستطيعون قراءة ورقة الامتحان ليتمكنوا من الإجابة على الأسئلة لذا فإننا اعتمدنا خطة علاجية لطلاب الصف السادس، منذ بداية العام الدراسي حيث نقوم باختبار الطلاب وقياس مستواهم، خاصة في اللغة العربية، ثم نضع الطلاب في برامج علاجية بحسب مستواهم في الاختبار ويبدأ التحسن بالتدريج . وأضاف، أن هذه البرامج التي ينفذ معظمها خلال الحصص الدراسية تقع مسؤوليتها على كاهل المعلمين حيث يبذل المعلم جهدا مضاعفا وبجانب المنهج الملتزم بتدريسه، يقوم أيضا بتقوية المستوى العلمي الطلاب. الميدان التربوي من جانبها، قالت علياء حميد ثاني مديرة مدرسة أم خلاد للتعليم الأساسي الحلقة الأولى، إن وزارة التربية والتعليم فاجأتنا بالقرار دون استشارة الميدان التربوي، خاصة الأكاديميين في المرحلة الأساسية ولم يتم تطبيقه بشكل تجريبي على بعض المدارس لقياس مدى فاعليته في العملية التعليمية للمرحلة التأسيسية، وأطلق عليه الترفيع الآلي والجميع ينجح بشعارات مبهجة ولكنها في الحقيقة ليست في مصلحة الطالب . وأضافت “إن النظام أشاع السلبية على مستوى الطلاب وذويهم فلم يعد لدى أولياء الأمور الاهتمام بمتابعة الطالب في البيت وحل الواجبات، وكذلك نسبة الغياب في المدارس التي ارتفعت في هذه المرحلة السنية، لأن ولي الأمر لا يجد أزمة في غياب ابنة طالما أن الدروس التي ستفوته لن يحاسب عليها، ونلاحظ السلبية بشكل واضح في نسبة الحضور المتدنية للأهالي خلال مجالس أولياء الأمور التي نعقدها ثلاث مرات خلال العام مقارنة بالسنوات السابقة التي لم يطبق خلالها القرار. الطالب الضحية وتابعت: النظام يعتمد اعتماداً كلياً على المعلمة وإدارة المدرسة فإذا كانت المعلمة حريصة على إتقان الطالب المهارات والارتقاء بمستواه فإن الطلاب يكونون متميزين، وأما إذا كانت تفتقر للإحساس بالمسؤولية مع غياب المحاسبة من الإدارة فإن الطالب سيكون الضحية وأضافت “تقوم بعض المدارس التأسيسية ومنها مدرستنا باتباع خطط خاصة لمتابعة مستوى الطلاب والنهوض بمستوى الضعاف منهم، وهذا الجهد نابع من إحساسنا بالمسؤولية تجاه الطلاب ولا تفرضه علينا الوزارة، كما أن هذا النظام يعزز توجه المواطنين لتسجيل أبنائهم في المدارس الخاص بغية حصولهم على تأسيس قوي”. نظام جيد عزة سعيد خويجم نائب مدير مدرسة خديجة للتعليم الأساسي كانت لها وجهة نظر مغايره للآراء السابقة، حيث تجد النظام جيداً لأنه ألغى الرسوب، وأنهى ظاهرة وجود طلاب كبار في الصفوف التأسيسية، فقد كان الطالب في السابق يعيد السنة من أجل مادة وحدة، ما يؤثر على حالته النفسية، ويكون مصدراً للسخرية من زملائه، كما أنه يحفز الطالب للاعتماد على نفسه، ويربطه بشكل أكبر باستخدام التقنيات الحديثة، وإذا كان هناك غياب أو عدم متابعة فالملام هنا هم أهل الطفل الذين يجب عليهم أن يحرصوا على حضور أبنائهم للاستفادة من الحصص الإثرائية التي تقدمها المدرسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©