الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إطلاق قناة التليفزيون العربي في اليوبيل الذهبي لانطلاق البث في مصر

إطلاق قناة التليفزيون العربي في اليوبيل الذهبي لانطلاق البث في مصر
29 يوليو 2010 20:56
كان من المقرر استمرار ارسال قناة “التليفزيون العربي” 21 يوماً هي فترة الاحتفالات وينتهي مع بداية شهر رمضان، وبعد الصدى والنجاح الذي حققته داخل مصر وخارجها من خلال آلاف البرقيات والاتصالات التي تتوالى على مبنى ماسبيرو من الخارج تقرر استمرار عمل القناة بعد رمضان ولمدة عام ثم يعاد تقييم التجربة ودراسة امكانية أن تصبح قناة دائمة تضاف للمنظومة الإعلامية المصرية. روائع الإعلام يقول المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري وصاحب فكرة إطلاق القناة الجديدة إن الهدف من القناة هو تذكير المشاهد العربي بروائع وإبداعات الإعلام المصري في خمسين عاما وتعريف الأجيال الجديدة برواد العمل الإعلامي في مختلف المجالات. والمخطط أن يستمر الإرسال عام الاحتفال بيوبيل التليفزيون المصري، ولكنه سيستمر في حالة نجاحه لدى المشاهد العربي. وقال الشيخ: عندما افتتح التليفزيون في القاهرة ودمشق كإقليمين في دولة واحدة خلال فترة الوحدة أطلق عليه التليفزيون العربي، نسبة إلى الجمهورية العربية المتحدة. وعندما نعيد عرض المواد التي أنتجت في ذلك الزمن على تردد خاص من الطبيعي أن نسميه “التليفزيون العربي” لأن هذا اسمه. وفكرة البث التليفزيوني المصري ظهرت عام 1947 وكان الملك الراحل فاروق متحمساً لذلك المشروع ووافق على اعتماد 200 ألف جنيه لبناء استديوهات للإذاعة والتليفزيون وتأجل المشروع لأسباب غير معروفة حتى عاد للظهور عام 1951 عندما أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أولى تجاربها للإرسال في مصر لتصوير الاحتفالات التي اقيمت بمناسبة الزواج الثاني للملك فاروق من الملكة ناريمان عن طريق محطة ارسال اقيمت بمبنى سنترال باب اللوق بالقاهرة وكان لهذه الشركة هدف آخر هو أن يعرض على الحكومة المصرية تشييد محطة تليفزيونية بالقاهرة وروجت الشركة لمشروعها الإعلامي الجديد عن طريق وضع اجهزة الاستقبال التليفزيونية في بعض الأماكن المهمة بالقاهرة، واقيم حفل ساهر بهذه المناسبة دعي اليه كبار الكتاب والصحفيين وعدد من الوجهاء وظهر لأول مرة نقيب الصحفيين المصريين في ذلك الوقت حافظ محمود على شاشة التليفزيون ووجه التحية لأعضاء البعثة الفرنسية التي استخدمت سنترال باب اللوق في نقل الاحتفال وفي مايو 1953 تجدد المشروع عن طريق إحدى الشركات الأجنبية بإنشاء محطة تليفزيون بالقاهرة تغطي مساحة 60 كيلو مترا ولكن المشروع تأجل للمرة الثالثة. أول أيام البث وبدأ البث في اليوم الأول مساء 21 يوليو 1960 لمدة خمس ساعات بظهور إشارة الافتتاح والسلام الجمهوري ثم تلاوة القرآن الكريم والانتقال إلى اذاعة خارجية لنقل خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح جلسة مجلس الأمة “البرلمان” وأذيع حديث مسجل مع فاتن حمامة وذكرياتها مع ثورة يوليو وحديث مسجل مع عبدالحليم حافظ عن السد العالي وكلمة لوزير الإعلام محمد عبدالقادر حاتم عن الحلم الذي اصبح حقيقة وهو التليفزيون ونشيد “وطني الأكبر” ونشرة الأخبار تقديم صلاح زكي والختام بالسلام الجمهوري. واستمر الارسال التليفزيوني على قناة واحدة ست ساعات يوميا وزادت الى 13 ساعة وفي يوليو 1961 بدأ ارسال القناة الثانية وفي أكتوبر 1962 بدأ ارسال القناة الثالثة ليصل متوسط ساعات الارسال يوميا على القنوات الثلاث إلى عشرين ساعة وبلغ اجمالي ساعات الارسال في 2010 على جميع شاشات التليفزيون المصري 490 ساعة والطريف ان سعر جهاز الاستقبال عام 1960 كان عشرين جنيها وبالتقسيط بمقدم خمسة جنيهات والباقي على ثلاث سنوات ولأن عدد الأجهزة كان محدودا فإن معظم الأسر كانت تتجمع لمشاهدة برامج التليفزيون عند من يملكون جهاز تليفزيون وتزامن مع الاعداد لبدء الارسال إنشاء مصنع أجهزة التليفزيون لينتج 20 ألف جهاز سنويا. أبو التليفزيون جاء ميلاد التليفزيون المصري ليكون رقم 8 في العالم والأول في العالم العربي رغم وجود محاولات لإنشاء تليفزيون من خلال بعض المحطات الأهلية في لبنان لكن ارسالها لم يكن منتظما ولا يتعدى ساعة أو ساعتين في اليوم ولم تستمر. اما التكلفة الانتاجية للبرامج والمواد فيقول عنها د. عبدالقادر حاتم وزير الإعلام آنذاك والذي ينسب له الفضل في نشأة التليفزيون المصري ويلقب بأبي التليفزيون: المبلغ الذي تم اعتماده كان 200 ألف جنيه فقط. أما تكلفة انشاء المبنى وشراء المعدات والأجهزة فقد تم رصد 600 ألف جنيه لها. وبمجرد فتح باب الحجز لاجهزة التليفزيون تقدم في اليوم الأول 80 ألف مواطن وقفوا طوابير حتى أن أحدهم توفى بسبب الزحام فأعطينا أسرته جهازا مجانا وكانت حصيلة اليوم الأول 400 ألف جنيه من مقدم قسط خمسة جنيهات عن سعر كل جهاز وفي خمسة أيام وصل الرصيد الى مليوني جنيه وهكذا انشأنا التليفزيون بالجهود الذاتية. وعن اختيار منطقة ماسبيرو والشكل المميز لمبنى التليفزيون المصري قال: كان هناك اقتراح بإقامة مبنى التليفزيون المصري في ميدان التحرير ولكن فضلت أن يكون في منطقة عشوائية على النيل لتتحول إلى منطقة سياحية وانشأنا مبنى التليفزيون بشكله المميز على الطراز المعماري للتليفزيون الفرنسي على نهر السين. وكان من المقرر أن يكون في مواجهته فندق كبير لكن تحول المكان فيما بعد إلى مقر جديد لوزارة الخارجية. اما المهندس صلاح عامر فهو أبو الإرسال التليفزيوني فقد كان يشغل منصب وكيل الاذاعة المصرية للشؤون الهندسية عندما كلفه الرئيس عبدالناصر بتنفيذ مشروع المحطة التليفزيونية ومن الاسماء التي تولت المسؤولية مع بدء الارسال التليفزيوني في مصر صلاح زكي المشرف على القناة الأولى وهمت مصطفى مشرفة القناة الثانية وتماضر توفيق رئيسة القناة الثالثة. واعتمد التليفزيون في بداية ارساله على الكوادر الاذاعية من كبار مقدمي البرامج امثال عبدالحميد يونس وسعد لبيب وأماني ناشد وهمت مصطفى وتماضر توفيق وصلاح زكي وانور المشري وسعيد أبو السعد وسميرة الكيلاني، ورمضان خليفة وثريا حمدان واستعان بعدد من نجوم السينما لتقديم برامج ومنهم ليلى طاهر ومحسن سرحان وتحية كاريوكا. ولعب التليفزيون دورا مهما منذ انشائه في محو الأمية وتقديم البرامج التعليمية إلى جانب دوره في الترفيه والتثقيف وانعكس على الحياة الثقافية خاصة بعد ميلاد مسرح التليفزيون في فبراير 1962 والذي نجح في تقديم مسرحيات عالمية ومصرية إلى جانب بعض مسرحيات الريحاني مع تغيير اسمائها وعمل في فرق مسرح التليفزيون عدد كبير من النجوم والفنانين منهم فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وفريد شوقي ومحمود المليجي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©