السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمود الريماوي يستدعي الحنين للطفولة

12 مايو 2012
القاهرة (رويترز) - تستدعي المجموعة القصصية الجديدة للكاتب الأردني محمود الريماوي طيفا من الطفولة حيث الأرض التي اضطر أهلها لمغادرتها وأقام بها آخرون وغيروا اسمها وكلما مضى الوقت ازداد الحنين إليها والرهان على الذاكرة. وفي المجموعة التي جاءت تحت عنوان “فرق التوقيت” والصادرة في الأردن عن “أمانة عمان الكبرى” وتقع في 115 صفحة من القطع المتوسط، عنيت القصص بما هو إنساني بعيدا عن السياسي التقريري إلا في إشارات عابرة لا يمثل فيها إلحاح السياسي أي أعباء سردية على الفني. ففي قصة “سحر الحياة” يخرج البطل من عيادة طبيب الأسنان وتحدث له مصادفة عبر تلقيه اتصالا هاتفيا يذكره بزيارته للقاهرة وكيف قام فيها بدور الدليل لأحد المصريين. ويستدعي بطل القصة نفسها موقفا آخر حين نزل بفندق في الرباط وكان من نصيبه الغرفة رقم 1948 الرقم الألصق بحياته ففي تلك السنة ولد وفيها “سقط موطني الأول فلسطين وقامت على أرضه دولة في السنة ذاتها لخليط لوافدين من وراء البحار ينتمون لبلاد وتجمعات شتى”. ولا يزيد الكاتب على تلك الإشارة ليبدو السرد تلقائيا في احتفاظ بطل القصة بمفتاح غرفة الفندق في جيبه على غير عادة النزلاء وربما كان هذا التصرف جزءا من ميراث الفلسطينيين في الشتات منذ عام 1948 إذ يحتفظون بمفاتيح بيوتهم القديمة ويورثون تلك المفاتيح لأبنائهم. وتلح الذكريات أيضا على بطل قصة “كيوي. يازور. أوفوكاتو” وهذا العنوان يسجل اسم نوعين من الفاكهة أما (يازور) فجاء تعريفها في الهامش كالتالي “قرية عرفت ببساتينها. دمرتها مع خمس واربعين قرية أخرى ميليشيات صهيونية العام 1948. تقع قرب يافا. وتبدأ هذه القصة بتجول بطلها في سوق للخضار في عمان ورؤيته لفاكهة الكيوي الأوفوكاتو التي “لا تزرع في الأردن ومصدرها معروف للقاصي والداني” في إشارة إلى الأراضي الفلسطينية. وتصيبه معرفة مصدر هذه الفاكهة بالمرارة إذ إنها “بضاعة إسرائيلية” ويعرف من البائع الشاب أن بلدته الأولى هي يازرو وأنه “لم يرها أبدا” ويدفعه الحوار مع البائع للتفكير “المعهود في دولة جارة حانقة أشد الحنق على شعب آخر. لأن الشعب صاحب الأرض التي أقيمت عليها الدولة عام 1948 لم ينتحر بعد ولم يعتذر عن وجوده إكراما لبناة الدولة الأوروبيين وهؤلاء وفدوا بأسلحتهم من وراء البحار”. ولا يميل الكاتب إلى رفع شعار سياسي رافض أو محرض ولا يصدر حكما أخلاقيا على البائع الشاب وإنما يتحسر عليه إذ يبدو كأنه قادم من مخيم للاجئين واضطر للعمل في هذه المهنة “ولم يفلح في العثور على سبيل للتمسك بكبريائه أمام من شردوا أجداده وأبويه وها هو يبيع منتجاتهم ويتعيش من فتات تجارتهم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©